قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن تحرير سيناء ذكرى ملحمة عسكرية سياسية اشتركت فيها الدولة في تحقيق هذا الانجاز، والقوات المسلحة استطاعت أن تحقق هذا النصر وتسترد الأرض والعِرض والعزة والكرمة، واستكملنا استرداد سيناء كاملة بالعمل الدبلوماسي الشاق، الذي اشتركت فيه كل أجهزة الدولة المصرية.
وأضاف العرابي في تصريح خاص لـ«دار الهلال»، أن ذكرى تحرير سيناء ذكرى عزيزة على كل مصريا وعربيا، تستدعي مبادىء ووسائل قد نحتاجها في هذه الأيام في معالجة بعض الأخطار والتحديات التي تحيط بمصر في المرحلة الراهنة في ظل ما يجري في المنطقة العربية، نفس هذه الروح التي سادت منذ بداية حرب السادس من أكتوبر والعاشر من رمضان عام 1973 لحظة تحرير تراب سيناء، ودروس هامة للدولة المصرية في الوقت الحالي ضد التحديات التي تواجهها مصر.
وأكد أن هذه الملحمة ستظل النبراس في العمل في مصر والدول العربية، من ناحية صلابة الموقف واستخدم الوسائل العسكرية والدبلوماسية في تناغم شديد لتحقيق الأهداف، متابعا: «أما بالنسبة للمعارك الدبلوماسية والسياسية في التفاوض مع الجانب الإسرائيلي كانت تحتاج لعملا عسكريا، وهذا ما قامت به قواتنا المصرية المسلحة في حرب أكتوبر، حتى أن هنرى كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة، قال قبل حرب أكتوبر، إن قضية الشرق الأوسط أصبحت جثة هامدة، وأن العرب غير قادرين على إثارة الاهتمام العالمى بها، كان يجب إحياء هذه الجثة عن طريق عمل عسكري قوي ومفرع وصادم للجميع ثم يعقبه عمل سياسي، وقال الرئيس السادات وقتها في إحدى الاجتماعات علينا أن نرد على كيسنجر فى الميدان.
جدير بالذكر أن عيد تحرير سيناء هو اليوم الموافق 25 أبريل من كل عام، وهو اليوم الذي استردت فيه مصر أرض سيناء بعد سلسلة طويلة من المباحثات والمفاوضات مع إسرائيل، وانتهت بانسحاب آخر جندي إسرائيلي من سيناء، وفقا لمعاهدة كامب ديفيد التي وقعها الرئيس السادات مع مناحيم بيجن رئيس وزراء إسرائيل في 17 سبتمبر عام 1978، حيث تم استرداد كامل أرض سيناء -ما عدا مدينة طابا- وتم تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى في 25 إبريل عام 1982
وفي 15 مارس 1989 م استعادت مصر طابا بالتحكيم الدولي، وعادت سيناء كاملة عندما رفع الرئيس محمد حسني مبارك علم مصر على طابا آخر بقعة تم تحريرها.