ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء أن أحدث استطلاعات الرأي العام في فرنسا، أشارت إلى أن الناخبين الأصغر سنا منقسمون بشأن التصويت مرة أخرى لصالح الرئيس إيمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية القادمة، أم التوجه إلى زعيمة المعارضة اليمينية المتطرفة مارين لوبان.
وقالت الصحيفة (في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني) إنه بينما تتجه أعداد متزايدة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 34 عامًا إلى اليمين المتطرف، يفضل الناخبون الأصغر سنًا الرئيس ماكرون.
وأوضحت أن لوبان، زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني، البالغة من العمر 52 عامًا، حققت مؤخرا خطوات كبيرة في جذب الناخبين الأصغر سنًا، ووفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة، بما في ذلك تلك التي أجرتها مؤسسة إبسوس العالمية، فإن حوالي 30 في المائة من الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عامًا على استعداد للتصويت لها، وهذا يعد ارتفاعا من 23 في المائة في عام 2017.
أما بالنسبة لماكرون، 43 عامًا، فإن الصورة أصبحت أكثر قتامة، فعندما هزم لوبان في عام 2017، حصل على 29 في المائة من هذه الكتلة من الناخبين، واليوم، يقول 20 في المائة فقط من هؤلاء الناخبين إنهم سيدعمون الرئيس.
تعليقا على ذلك، قال برايس تينتورييه، المحلل في شركة إبسوس، في تصريحات خاصة للفاينانشيال تايمز: إن الشباب الذين يكافحون للعثور على عمل اعتقدوا حقًا أن ماكرون سينجح في إعادة خلق المزيد من الحراك داخل المجتمع،غير أنهم في النهاية وجدوا أنفسهم في مواجهة مجتمع لا يزال محاصرًا للغاية .
مع ذلك حقق ماكرون مكاسب بين الناخبين الأصغر سنًا، أولئك الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا،وبينما حافظت لوبان على مستوى دعم مستقر على نطاق واسع، ارتفعت نسبة التأييد البالغة 18 في المائة داخل هذه المجموعة في عام 2017 إلى 29 في المائة في الاستطلاعات الأخيرة لصالح ماكرون،غير أن معدلات الامتناع عن التصويت لا تزال مرتفعة بين الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا، حسبما أشارت الصحيفة البريطانية.
وفي الوقت نفسه، أوضحت "فاينانشيال تايمز" أن لوبان أضحت تستغل، في سعيها للحصول على الأصوات، حالة الشعور بالإحباط بين الفئات الضعيفة اقتصاديًا التي ازدادت أوضاعها سوءا بسبب وباء فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل الشمال الريفي والريف الصناعي يمثلان قاعدة قوة لليمين في فرنسا، فهذه المناطق لديها واحد من أعلى مستويات البطالة في فرنسا وبالنسبة لأولئك الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا، فإن الوضع صعب بشكل خاص، حيث لا يتمكن ربعهم من العثور على عمل.