دعت جامعة الدول العربية، المجتمع الدولي إلى أن يقف أمام مسؤولياته ويعمل على وضع حد فوري للعدوان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ومدينة القدس والتصدي لجرائم الاقتلاع والترحيل القسري بصورة سريعة وحاسمة، وضمان توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني على طريق إنهاء هذا الاحتلال.
وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة الدكتور سعيد أبو علي، في كلمته أمام الدورة (103) للجنة البرامج التعليمية الموجهة إلى الطلاب العرب في الأراضي العربية المحتلة والتي اجتمعت، اليوم الثلاثاء عبر تقنية الفيديو كونفرانس، برئاسة مدير عام الإشراف التربوي والتأهيل بوزارة التربية والتعليم الفلسطينية أيوب عليان، إن اجتماعنا اليوم يأتي بالتزامن مع الظروف بالغة الصعوبة التي يجتازها الشعب الفلسطيني جراء الاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة في مدينة القدس المحتلة التي تشهد هذه الأيام تصاعداً في تنفيذ الجرائم المختلفة بما فيها التهويد والاستيطان والتهجير والاقتلاع القسري والتطهير العرقي، التي تضاف إلى جرائم المستوطنين ضد أبناء القدس والمقدسات بحماية جيش وشرطة الاحتلال لتأخذ بعداً جديداً فيما يتعرض له القدس.
وأوضح أبوعلي في كلمته، أن ما يرافق ذلك من سياسات وإجراءات إسرائيلية لمنع القدس من المشاركة في الانتخابات الوطنية، وما يتعرض له المقدسيون في حي الشيخ جراح من تهجير قسري واقتلاع، في جريمة جديدة يرتكبها الاحتلال من جرائم الحرب والتطهير العرقي، التي تستوجب موقفاً دولياً حاسماً ورادعاً للاحتلال، الذي يواصل بسياساته ومخططاته انتهاك منظومة القانون والشرعية الدولية والاستهتار بإرادة المجتمع الدولي، ومواصلته لسياسات تعميق الاحتلال والاستيطان والتهويد، والتنكر لأبسط حقوق الشعب الفلسطيني، وتدمير كل إمكانات فرص تحقيق السلام، وهي السياسات والممارسات الإسرائيلية التي يجابها الشعب الفلسطيني وقيادته بكل إصرار على التمسك بالحقوق وانتزاعها، والمضي قدماً في الدفاع عنها، وتطوير عناصر ومقومات الصمود والنضال الفلسطيني لتحقيق الاستقلال.
وعبر عن عميق التقدير والاعتزاز بنضال وصمود شعب فلسطين، وما حققه المقدسيون من إنجاز في مواجهة الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في باب العمود بالقدس.
وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية إن العملية التعليمية بفلسطين تأثرت بشكل كبير بسبب جائحة كورونا، إضافة لما تعانيه في الأصل في ظل مواصلة سلطات الاحتلال استهداف المرافق التعليمية في أرجاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي مقدمتها المناطق (ج) خاصة مناطق الأغوار، أو في البلدة القديمة في مدينتي الخليل والقدس، كما تستمر سياسة الحصار المشدد على قطاع غزة للعام الرابع عشر على التوالي، وتواصل إسرائيل استهداف المناهج الفلسطينية بمدينة القدس وتقوم بحذف كل ما له علاقة بالهوية الفلسطينية.
وأوضح أن هذه الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية على خطورتها وما تشكله من انتهاك لحقوق الشعب الفلسطيني وتسببه من آثار شكلت حافزاً لمضاعفة أسباب الصمود والإصرار الفلسطيني على تطوير وتحصين العملية التعليمية وحمايتها، لتحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات.
واختتم الأمين العام المساعد كلمته عن ثقته بأن عمل اللجنة سيسهم بشكل فعال في التصدي لمحاولات تدمير العملية التعليمية التي تمارسها إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) تجاه أبناء الشعب الفلسطيني، كما ستسهم أيضاً في تقديم الدعم اللازم من خلال مواكبة التطورات التقنية والمنهجية في العملية التعليمية، بما فيها تحديات التعليم عن بعد للعملية التعليمية بفلسطين، بما يسهم في ضمان استمرار تقدم المسيرة التعليمية وتحسين جودة التعليم لأبنائنا الفلسطينيين وضمان جودة التحصيل العلمي لتواصل التجربة التعليمية الفلسطينية تميزها ودورها في بناء الانسان والوطن والدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وليتمكنوا من بناء دولتهم الحرة والمستقلة.
شارك في الاجتماع الافتراضي عدد من ممثلي الدول العربية المضيفة لأبناء اللاجئين والتي تقدم برامج تعليمية موجهه إليهم، وهي مصر، وفلسطين، والأردن، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو)، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الاسيسكو)، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الآدنى (أونروا) واتحاد الإذاعات العربية، وإذاعة فلسطين بشبكة صوت العرب، وقطاع فلسطين بالجامعة العربية، وسترفع اللجنة توصياتها إلى الاجتماع المقبل لمؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين الفلسطينيين.