الأربعاء 22 مايو 2024

فى حوارها لـ"دار الهلال".. صاحبة تقنية الجينات القافزة تروى أسرار حصد "التشجيعية"

الدكتورة عبير عبد الوهاب والدكتورة ماجدة هجرس

سيدتي28-4-2021 | 09:09

سعيدة حسن

أوصاها والدها وهو الداعم الأول لها، رحمة الله عليه؛ أن البحث العلمي شرف، فتشرفت بالعلم،  وتشرف بها؛ فقد منحتها وزارة التعليم العالي و البحث العلمي ، جائزة الدولة التشجيعية للمرأة لعام 2020، فضلا عن أنها اعتادت الفوز بجائزة النشر الدولي؛ لعدة أعوام متتالية، منذ حصولها علي درجة الدكتوراه في الوراثة و الهندسة الوراثية 2009.

ويبدو أن عام 2020 كان عام التكريم وحصاد الصبر و الإخلاص للدكتورة عبير عبد الوهاب أستاذ الوراثة و الهندسة الوراثية، ورئيس قسم تنمية الثروة الحيوانية، بكلية الطب  البيطري جامعة قناة السويس، الفائزة بالجائزة التشجيعية في فرع المرأة؛ ضمن جوائز الدولة لهذا العام ، فعلي الرغم أن مهمتها العلمية والبحثية شاقة، إلا أنها لم تهمل خدمة المجتمع و النشاط والتطوعي، مما أهلها للفوزبجانب التشجعية بلقب سفيرة مصر للمؤسسة العالمية لمحو الأمية ونشر الثقافة "WLF"

خلال حوارها اكدت الدكتورة عبير عبد الوهاب صاحبة الجائزة التشيجعية؛ أن المرأة باستطاعتها أن تتفوق علي المستوي العلمي والمجتمعي؛ دون أن تهمل كيانها العائلي ، وكلمة السر تكمن في تنظيم الوقت، و تحديد الهدف،والثقة بالنفس و المثابرة، إليكم تفاصيل الحوار.

 

بداية دكتورة عبير عبد الوهاب ما هو شعور حضرتك بعد الفوز بالجائزة و التكريم؟

 فى الحقيقة هو شعور مختلط ما بين السعادة والفخر وزيادة الإحساس بالمسئولية، سعادة بتحقيق حلم أسعى إليه منذ سنوات، وفخر بتحقيق حلم والدى فى أن يتردد أسمى المرتبط بإسمه فى المحافل العلمية المختلفة، وإحساس أكثر بالمسئولية، و بذل المزيد من الجهد لتحقيق ما هو أكثر من النجاحات بعون الله سبحانه وتعالى ومزيد من الدعم من أسرتى..

نريد أن نتعرف علي كيفية الحصول علي جائزة الدولة التشجيعية في فرع المرأة  لعام 2020؟

 

 في جوائر الدولة التشجيعية و التقديرية للمرأة؛ تنقسم معايير تقييم المتقدمين إلى جزئين حيث يتم تقييم الباحث بنسبة 65% على مجمل نشاطه العلمى خلال السنوات السابقة للتقدم، و 35%على مشاركاته الإجتماعية لخدمة المرأة والأسرة والطفل ، تقييم الجزء البحثي يراعي فيه مجمل النشاط البحثي في الأعوام السابقة ،متضمنا المؤتمرات المحلية والدولية؛ التى حضرها المتقدم أو شارك فى تنظميها، والكتب العلمية فى مجال التخصص، وعضوية تحرير وتحكيم المجلات العلمية والإشراف علي الرسائل العلمية، وقد تقدمت للجائزة بعدد من البحوث التطبيقية التي يمكن تطبيقها من خلال وزارة والزراعة والبيئة والصناعة و الصحة ، هذا إلى جانب الأبحاث المعنية بصحة الإنسان و الحيوان، وكان من أهم الأبحاث التى تقدمت بها بحث متعلق "تقنية تتبع الجينات القافزة "؛ ودورها فى التشخيص المبكر لسرطان الرئة، حيث تم إجراء هذا البحث بالمشاركة مع فريق بحثي؛ بكلية الطب جامعة "أيرزونا" في الولايات المتحدة الأمريكية 2018؛ من خلال مشروع بحثى ممول من صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية.

دكتورة عبيرعبد الوهاب ؛ نريد أن نتعرف علي فكرة البحث و أهميته ؟

LINE1sهى مجموعة من الجينات الناقلة؛ التى أثبتت العديد من الدرسات أنها تلعب دورا كبيرا فى بداية وتطور أمراض الرئة، حيث أن تحرك هذه الجينات إلى مواقع جديدة داخل الجينوم البشرى؛ يؤدى إلى طفرات الحذف أوالإضافة فى الحمض النووى، كما تعطل آليات النقل التميز الظاهرى لخلايا الرئة التى تؤدى بدورها إلى حدوث أمراض الرئة المختلفة ومنها السرطان، لذلك يمكن التشخيص المبكر لسرطان الرئة من خلال دراسة تحفيز قفز مجموعة من الجينات القافزة فى خلايا الرئة داخل الجسم الحى قبل سنوات من ظهور الأعراض ، الأمر الذى سوف يساعد بدوره فى فتح آفاق دقيقة لعلاج والتحكم فى الأورام الصدرية الخبيثة ،لأن خطورة سرطان الرئة تكمن في اكتشافه مؤخرا ،حيث أنه لا تظهر على المريض أعراض المرض إلا في المراحل الأخيرة، مما يجعل العلاج الكيماوي و الإشعاعي هو الخيار الوحيد فى تلك المرحلة

لماذا لم يطبق في مصر حتي الآن ،هل لا تزال مشكلة الإمكانيات هي العائق ؟

 أجهزة التحليل و التجهيزات متاحة في مصرالآن، يمكن العائق أن هذه التقنية تعتبر حديثة نسبيا؛ وتحتاج دراسات أكثر بالإضافة إلى تدريب فريق عمل علي التقنية، وقد قمت بعمل حلقة نقاشية في كلية الطب البيطري بجامعة قناة السويس؛ وهي الجامعة التي انتمي إليها فورعودتى من الولايات المتحدة الأمريكية تحدثت فيها عما تم إنجازه فى هذا الصدد وما نحتاج إليه من أجل تطبيقه ؛ ومن حسن الطالع أن جامعة قناة السويس تخطو خطوات فعالة جدا فى تبني فكرة البحوث التطبيقية، لكن نحتاج إلي التوسع و تعميم التدريب في الجامعات المصرية.

البحث العلمي مهمة دقيقة، كيف حققتي المعادلة الصعبة بين مسئولياتك العائلية والتفوق في البحث العلمي؟

من خلال تنظيم الوقت والثقة بالنفس، مع وجود هدف واصرارعلي تحقيقه، والإقتناع أن الوصول للهدف التمكن منه في المحاولة الأولي؛ لكن هناك مراحل من محاولات النجاح و الفشل .

من الذي يشجع الدكتورة عبير عبد الوهاب ويدعمها ؟

كان والدي رحمة الله عليه، صاحب الفضل؛ كان دائما مؤمن بي، ولديه ثقة كبيرة في، كان يخبرني أنني أحب العلم، ويطمئنني أنه معي وأني استطيع ،وكان يوصيني و يؤكد دوما علي أن البحث العلمي شرف.

تجمعين بين التفوق في البحث العلمي و بين خدمة المجتمع والنشاط التطوعي ، لاسيما علي مستوي المرأة و الأسرة ،ما الذي يحفزك للجمع بينهما ؟

لأنني علي قناعة تامة بأن البحث العلمي موجهة بالأساس لخدمة المجتمع، و مهمة الباحث تبسيط العلوم لكي تصل لعدد أكبر، ويتم الاستفادة منها ،علاوة علي؛ أن زكاة العلم تبليغه، وقد ساعدني علي متابعة الاهتمام بالأنشطة المجتمعية؛عملي كدميرا لوحدة خدمة المجتمع بالكلية ،والتي تهدف إلى تنمية الشعوربالإنتماء للمجتمع والتحفيز للمساهمة في خدمة المجتمع .

 ما الذي أهل حضرتك للفوز بلقب سفيرة مصر للمؤسسة العالمية لمحو الأمية “WLF”؟

 فى تصورى أن مشاركاتى المجتمعية علي المستوى المحلى أو الدولى كان لها دور كبير فى حصولى على هذا اللقب، حيث أننى عضو فعال فى مبادرة "المرأة فى العلوم بلا حدود". رسالة هذه المبادرة؛ أنه لا يوجد في العلم رجل وامرأة فكلنا علماء، ولكن توجد فرص متساوية للجميع للتعاون والإنتاج؛ الهدف الأساسى للمبادرة هو خدمة المجتمع بالعلوم، علاوة على أننى عضو فى منظمة العالم الثالث للمرأة في العلوم، وهي منظمة أهلية عالمية غير حكومية تمنح الزمالات في العلوم لطالبات الدراسات العليا من الدول النامية ،وتهدف إلى دعم مشاركة العلماء والباحثين خصوصا المرأة في مجالات العلوم المختلفة، وتفعيل دورها في المناصب القيادية، واتخاذ القرار من أجل النهوض بمجتمعات الدول النامية.

 

 

سافرت صاحبة الجائزة التشجيعية  إلي اليابان و أمريكا من أجل البحث العلمي ،كيف يمكن وصف حال البحث العلمي في مصر مقارنة بالخارج ؟

أول مرة سافرت فيها كان لدولة اليابان 2008، عندما عدت إلي مصر لاحظت وجود مشكلة في الأجهزة  والإمكانيات، وفارق بين مصر واليابان لصالح اليابان،حيث وجدت أن المعامل مجهزة في اليابان أكث ، في حين 2018 كان هناك تطور ملحوظ جدا فى تجهيزات المعامل البحثية المصرية، نتج عنها على سبيل المثال زيادة كبيرة فى عدد الأبحاث العلمية المنشورة دوليا .

أذن ما مشكلة البحث العلمي في مصرمقارنة بالخارج  ؟

تتلخص المشكلة في" التواصل "؛في الخارج البحث العلمي قائم علي نظام وهدف وفريق بحثي لتحقيق الهدف، يعمل من حيث انتهي من قبله، في مصر الباحث يعمل في جزيرة منعزلة، في الخارج البحث العلمي يخدم مشاكل مجتمعية من أجل حلها، في مصر توجد أزمة ثقة بين المؤسسات التي تستفيد من البحث العلمي و مؤسسات البحث العلمي؛ و لا تعاون بينهما ، علاوة علي البيئة العلمية؛ عندما سافرت وجدت الباحثين يعملون 12 ساعة في معاملهم؛ من السادسة صباحا حتي السادسة مساءا، دون كلل مما يساعد علي الإنجاز.

كيف نصل بالبحث العلمي في مصر لمستوي البحث العلمي في الخارج  ؟

بعدة وسائل منها ؛الإيمان بأهمية العمل ضمن فريق بحثي لتحقيق هدف وحل مشكلة مجتمعية  ،والربط بين مراكز الأبحاث و الجامعات ،وبين المؤسسات التي تخدمها، ويتحقق ذلك من خلال إنشاء مكتب داخل كل جامعة تكون مهمته التواصل بين الباحثين وأبحاثهم العلمية مع المجتمع الخارجي، بالإضافة إلي أهمية إقامة مؤتمرات البحوث التطبيقية، مع مراعاة ألاتقتصرالمشاركة علي الباحثين و أعضاء هيئة التدريس فقط ، بل لابد أن تضم جهات المجتمع الخارجي .

ما هي رؤيتك لمستقبل البحث العلمي في مصر ؟

البحث العلمي في مصر يتجه للأفضل؛ لدينا بنية تحتية أفضل عن ذي قبل، ناهيك عن وجود شباب من الباحثين مبشرين، وخاصة من  سافروا للخارج .

 ما هي الأمنية التي تحلم بها  الدكتورة عبير عبد الوهاب الفائزة بالجائزة التشجيعية ؟

أمنيتي الحصول علي جوائز آخرى محلية ودولية ، محليا احلم بالحصول على جائزة المرأة التقديرية، وعالميا اتمني الحصول علي نوبل .

 

 

 

 

 

 

 

الاكثر قراءة