السبت 4 مايو 2024

103 منزل محمد بك الألفي الأثري .. هنا سكنت زينب خاتون .. الوصيفة التي أصبحت أميرة المكان

منزل زينب خاتون

تحقيقات29-4-2021 | 02:02

محمد عاشور

هو بيت أثري قديم يقع خلف الجامع الأزهر بالقاهرة، رقمه  103 ، يحمل ملامح العصر المملوكي ويمتد بنا إلى العصر العثماني، فالبيت قد تم بناؤه عام 1486 ميلادية، أيام حكم المماليك لمصر، على يد الأميرة "شقراء هانم" حفيدة السلطان الناصر حسن بن قلاوون، وفي عام 1517 هزم العثمانيون المماليك في موقعة الريدانية، وبدأ الحكم العثماني في مصر وتعاقب الوافدون الجدد على سكن البيت وأضفوا لمساتهم عليه، وكان آخرهم "زينب خاتون "التي سمي البيت باسمها.

وعندما جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر، أجبرت المماليك الذين كانوا يسكنون المنزل في ذلك الوقت على الهروب إلى الصعيد، وهم "محمد بك الألفي ومراد بك"،  وكانت زينب وصيفة تعمل عند محمد بك الألفي، وعندما حدثت هذه التطورات في الأحداث، قام الألفي بإعطائها حريتها، فقامت الجارية بالزواج من أمير مملوكي يدعى " الشريف حمزة الخربوطلي"، ومن ثم أصبحت هي أيضا أميرة، وحصلت على لقب "خاتون" أي السيدة الشريفة الفاضلة.

واكتسبت هذه السيدة شهرتها الخاصة لأنها كانت شديدة الطموح، ولم تكتف بأنها أصبحت فقط أميرة بعد أن بدأت حياتها كجارية، فدخلت الحياة الاجتماعية من أوسع أبوابها عندما فتحت منزلها لإيواء الفدائيين والمجاهدين المصريين الذين يناضلون ضد الاحتلال الفرنسي، والذين كانوا يلجأون إلى البيت عندما يطاردهم الفرنسيون، وكانت تخصص منزلها لعلاجهم وحتى دفن الأموات منهم، فبعد زمن طويل تم العثور على أكثر من 25 جثة لأشخاص يعتقد أنهم كانوا من المقاتلين المصريين أمام الفرنسيين.

وظل هذا المنزل يتم توارثه لأهم الأشخاص الحاكمين في البلاد ومرورا بمراحل الاحتلال كاملة، فكان يسكن به أشخاص تابعون للاحتلال الإنجليزي ، حتى تم بيعه لوزارة الأوقاف المصرية. ويعتبر المنزل نموذجًا للعمارة المملوكية، فمدخله صمم بحيث لا يمكن للضيف رؤية من بالداخل، وهو ما أطلق عليه في العمارة الإسلامية "المدخل المنكسر"، وفور أن تمر من المدخل إلى داخل البيت ستجد نفسك في "صحن البيت"، والهدف من تصميم البيت بهذا الشكل هو ضمان وصول الضوء والهواء لواجهات البيت وما تحويه من حجرات.

 وبيت زينب خاتون يتطابق في هذه السمة مع البيوت الأخرى في القاهرة الفاطمية مثل بيت الهراوي وبيت السحيمي، مما يدل على أن الصحن كان سمة أساسية لعمارة البيوت في العصرين المملوكي والعثماني، ودون التطرق إلي باقي عمارة المنزل. ونود الإشارة إلى إحدى غرف الأميرة، وهي الركن الخاص بالولادة في الطابق الثالث، فتتميز تلك الغرفة بالزجاج الملون المتقن الصنع الذي يضيء الغرفة بألوان مختلفة حين يسقط ضوء الشمس عليه، وعلى الجانب الأيسر من الحجرة، يوجد باب يؤدي إلى "صندلة"، والأخيرة تشتمل على سرير علوي كانت تمكث فيه السيدة بعد الولادة ، فبعد أن تلد السيدة، كانت تصعد إلى الصندلة ولا تترك الغرفة إلا بعد مرور أربعين يومًا، ولذلك حكمة طبية وهي أن مناعة الطفل تكون ضعيفة في الأربعين يوما الأولى، ولذا كانت الصندلة تعمل على عزل الجنين والأم عن أي مسببات قد تضر بصحة أي منهما.



ويمثل منزل "زينب خاتون" واحدا من أحد أهم الأماكن التي يمكن أن تذهب إليها في رمضان مع أصدقائك، وسط القاهرة القديمة، حيث الكثير من الأمسيات الرمضانية ذات الطابع المصري الأصيل.












Dr.Randa
Dr.Radwa