يحتفل الأقباط اليوم بذكرى خميس العهد ضمن أسبوع الآلام، والذي يخلد ذكرى العشاء الأخير ليسوع المسيح مع تلاميذه، ويعرف أيضا هذا اليوم بأنه الخميس المقدس أو خميس الأسرار، وهو واحدًا من أهم المناسبات التي تحتفل بها الكنائس في العالم.
وتحتفل الكنيسة الأرثوذكسية اليوم بخميس العهد، وهى صلوات اللقان وصلوت القداس الإلهي وساعات البصخة النهارية، وتقام هذه الصلوات في جميع الكنائس والأديرة بمصر وخارجها، ويترأس هذا القداس الإلهي الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة.
أحداث خميس العهد
ويوم خميس العهد هو اليوم الذي غسل فيه يسوع أرجل تلاميذه ووعظ فيهم بأن يحبوا بعضهم البعض كما أحبهم هو وترك لهم وصيته، كما أنه اليوم الذي قُبض فيه على يسوع ليلاً بعد خيانة يهوذا له وتسليمه لليهود ومحاكمته بتهمة التجديف.
وفي العشاء الأخير للمسيح مع تلاميذه الأثني عشر في القدس، قدّم المسيح الخبز على أنه جسده، وكأس النبيذ على أنها دمه، فقال لهم "خذوا كلوا هذا هو جسدي" وحين أعطاهم الكأس، قال: "اشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمي الذى يُسفك من أجل كثيرين لمعفرة الخطايا"، مؤسسًا بذلك القداس الإلهي وسر القربان.
وخلال حفل العشاء الخير، تنبأ يسوع أن يهوذا سيخونه، وأن بطرس سينكره ثلاث مرات قبل صياح الديك، وقدّم خطبته الأخيرة للتلاميذ، والتي تدون بشيء من التفصيل في إنجيل يوحنا "التلميذ الذي كان متكئًا على حضن يسوع خلال العشاء" حسب التقليد.
وركز يسوع المسيح في خطبته على المحبة معتبرًا إياها العلامة الفارقة: "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي: إن كنتم تحبون بعضكم بعضًا" (يوحنا 13: 35).
وكان يسوع قد بدأ العشاء بأن غسل أقدام التلاميذ حسب عادة العبيد، ليعلمهم بالفعل لا بالقول فقط، العطاء وروح الخدمة، وكان الختام بتلاوة المزامير 115-118 المرتبطة تقليديًا بعيد الفصح حسب ما يذكر إنجيل متى.
وبعد هذا العشاء، غادر يسوع ومعه التلاميذ إلى خارج المدينة نحو جبل الزيتون، حيث كان يمضي أغلب وقته، وفي الجثمانية، أخذ معه بطرس وابنا زبدي، ثم انفرد بنفسه لكي يصلي، وأعلن عن حزنه وقد ظهر له ملاك من السماء يشدده؛ وعندما فرغ من صلاته، عاد إلى التلاميذ، فوجدهم نيام.
وبعد برهة قصيرة، حضر يهوذا الإسخريوطي برفقة حرس الهيكل وجند رومان وعدد من الشيوخ، وكانت العلاقة المتفق عليها بين يهوذا والجند، أن من يقبله يكون هو المطلوب اعتقاله، وإذا قبّله، حاول بطرس الدفاع عنه وقطع أذن عبد رئيس الكهنة ملخس، فأعادها يسوع بمعجزة، وفي حين هرب القسم الأكبر من التلاميذ، سيق يسوع إلى مقر رئيس الكهنة.
طقوس خميس العهد
وخلال قداس خميس العهد، غسل الكاهن، في كثير من الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذكسية، أرجل المصليين ورشمهم بالزيت في هذا اليوم، أسوة بالمسيح.
وخلال صلوات خميس العهد، تقام صلاة اللقان، حيث تعني كلمة اللقان الإناء الذى يوضع فيه الماء للاغتسال، فيُصَلَّى عليها الكاهن لتقديسها فتصبح مياهًا فيها نعمة خاصة وقوة روحية للبركة.
خميس العهد 2021
وأقيمت اليوم صلوات خميس العهد ضمن أسبوع الآلام، حيث أقيمت صلاة لقان خميس العهد، التي يصليها قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في دير الشهيد مارمينا بمريوط في الإسكندرية، وخلال الصلاة قام البابا بطقس غسيل أرجل الكهنة الحاضرين والمشاركين في الصلاة تطبيقًا لما طلبه السيد المسيح من تلاميذه في مثل هذا اليوم عقب قيامه بغسل أرجلهم.
قال السيد المسيح: «أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّمًا وَسَيِّدًا، وَحَسَنًا تَقُولُونَ، لأَنِّي أَنَا كَذلِكَ. فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ، فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ، لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالاً، حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا.» (إنجيل يوحنا ١٣: ١٣- ١٥)
وتقام صلاة اللقان في ثلاث مناسبات كنسية هى عيد الظهور الإلهي (الغطاس)، وخميس العهد، وعيد استشهاد الرسولين بطرس وبولس (عيد الرسل)، وهى صلوات موضوعة بترتيب يتشابه مع ترتيب صلوات القداس الإلهي.
أسبوع الآلام
وبدأ أسبوع الآلام من السبت الماضي حتى السبت المقبل، وهو أسبوع يحتفل فيه المسيحيون بدخول يسوع القدس وإنشاء سر التناول وصلب يسوع وموته ثم القيامة من الأموات ويكون هذا الأسبوع بعد الصوم الكبير والذي يمتد لـ55 يوم، وينتهي بصلوات قداس سبت الفرح، حيث تحتفل الكنيسة بعيد القيامة المجيد الأحد المقبل 2 مايو.