الأربعاء 29 مايو 2024

المؤرخ جمال شقرة: السيسي أنقذ مصر من إرهاب الإخوان.. والجماعة خططت لاغتيال رموز سياسية عقب 25 يناير (حوار)

الدكتور جمال شقرة

تحقيقات29-4-2021 | 22:01

محمد عاشور

جماعة الإخوان منذ نشأتها الأولى لم تحترم أو تلتزم بالمبادئ التي وضعتها هي، ولكن تحلم منذ ولدتها في التغلغل داخل مؤسسات الدولة ومنها الجيش للتحكم في زمام أمور الدولة وتحويلها لمجرد ولاية إسلامية تابعة للخلافة، طوال عقد يسعون لاغتيال عبدالناصر حتى سجنهم ليفرج عنهم السادات ليقوموا باغتياله، وبالفعل تغلغلوا داخا مؤسسات الدولة خلال فترة حسني مبارك، واستطاع الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه السلطة كبح جماحهم والقضاء عليهم.


وأجرت " دار الهلال " حوارا مع الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة عين شمس، يحكي فيه تاريخ الإخوان منذ نشأته وحتى القضاء عليه، ويحكي أيضا عن الدعوة القضائية ضده من قبل الإخوان، فإلى نص الحوار:


**في البداية.. حدثنا عن نشأة جماعة الإخوان؟

جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها في العام 1928، ادعت أنها جماعة دعوية، هدفها إعادة الإسلام إلى سيرته الأولى، وفي الحقيقة هي جماعة هدفها الأول الوصول إلى السلطة ورفع شعار الخلافة الإسلامية، وخلال الفترة التي سبقت ثورة 23 يوليو 1952 طرح مؤسس الجماعة حسن البنا عدة مبادئ ولكنها لم تلتزم بها الجماعة أو حتى حسن البنا نفسه.

**كيف كانت محاولات الجماعة للتغلغل داخل مؤسسات الدولة؟

تم تأسيس التنظيم السري للإخوان لتبدأ الجماعة بمحاولة التغلغل داخل الجيش المصري ومؤسسات الدولة هادفين بذلك قلب نظام الحكم والوصول إلى السلطة، ولم يكن الهدف من الأسلحة التي تمكنوا من جمعها هو مقاومة الإنجليز كما ادعى بعضهم، ولكنها كانت لتنفيذ مخططهم الإرهابي بالانقلاب على الدولة.

** حاول الإخوان نسبة نجاح ثورة 23 يوليو إليهم.. فكيف تصرف الرئيس جمال عبدالناصر؟

بعد نجاح ثورة 23 يوليو 1952 حاول الإخوان جاهدين لنسبة الثورة لهم وتصدر المشهد، ولكن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان على وعي كامل بما تفعل الجماعة الإرهابية ولذلك فند هذه المقولة وطلب من كبار الصحفيين وقتذاك بضرورة الكتابة في كافة الصحف أن من قام بالثورة ضباط وطنيون ولا يمتون بصلة لجماعة الإخوان، واستطاع عبدالناصر الدخول وسط قيادات الإخوان دون أن يرتبط بهم، ولذلك كان على علم بما يفكرون، وأنه كان يكرر كثيرا أنه مستقل وهو قطار موازي لقطار الإخوان المسلمين، لكنهما لم ولن يلتقيا أبدا في يوم من الأيام.



**الصدامات بين عبدالناصر والجماعة كثيرة.. أشرح لنا كيف انتهى بهم المطاف للسجون؟

حدث صدام مع بداية ثورة 23 يوليو 1952 بين الرئيس جمال عبدالناصر وجماعة الإخوان، وحاولت الجماعة اغتياله بالرصاص في حادث المنشية، مؤكدا أنه كان اللقاء العنيف الأول من نوعه بين الطرفين، ولهذا قام عبدالناصر بمحاكمتهم والزج بهم في السجون، ثم أعدت جماعة الإخوان الإرهابية للضربة الثانية، ضربة 65، وفي هذا الوقت سطع نجم "سيد قطب" ونجم كتابه" معالم في الطريق"، والذي شرع في تكفير كل المسلمين ومن ضمنهم الرئيس جمال عبدالناصر من خلاله.

** لعقد كامل حاول الإخوان اغتيال عبدالناصر.. فبمساعدة من كل هذا الدأب؟ وماذا فعلوا بعد أن أفرج عنهم السادات؟

من قبل عام 1965 والإخوان تسعى إلى اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وذلك من العام الأعوام 1957 حتى العام 1967، و طوال هذا العقد حاول الإخوان مرارا وتكرارا اغتيال عبدالناصر بمساعدة الأمريكان ولكنهم فشلوا، وبعد ذلك ظهرت قضية 1965 ولم يتوقفوا أبدا طوال الفترة التالية، حيث استمروا في مؤمراتهم بعد أن أخرجهم الرئيس الراحل أنور السادات من السجون، ولكنهم استطاعوا التغلغل داخل مؤسسات الدولة إبان فترة حكم الرئيس الراحل حسني مبارك.


**عقب ثورة 25 يناير حاول الإخوان سرقتها ونسبة نجاحها لأنفسهم.. فماذا حدث بعد ذلك؟

في أواخر حكم حكم حسني مبارك وأثناء انطلاق الشرارة الأولى لثورة 25 يناير حاول الإخوان فعل ما فشلوا فيه إبان ثورة 23 يوليو 1952 بتصدر المشهد، لكنها فشلت مرة أخرى فشلا ذريعا، لأن الشباب والشعب كان واعيا لمخططهم، ومن هنا أدرك الشعب المصري خطر هذه الجماعة وانقض عليها في ثورة 3 يوليو 2013.

** عقب نجاح محمد مرسي بالرئاسة، بماذا نصحت الإخوان؟

يعود فضل كبح جماح الجماعة الإرهابية والقضاء عليها في مصر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، لأنه فضح مخططهم وانضم لصفوف الشعب المطالبة بإسقاط هذه الجماعة، وكنت ممن كتبوا عقب نجاح محمد مرسي بأنه على الجماعة ألا تجتر تاريخها المليء بالدماء، وعليها ألا ترتكب أعمال عنف جديدة، وعليها أن تنتهز الفرصة إذا كان لديهم مبادئ للحكم وأعلانها أمام الجميع بعد وصولهم للسلطة.


**هناك دعوى قضائية ضدك من قبل تنظيم الإخوان بسبب حوار أجريته مع أحد الصحفيين.. فما تفاصيلها؟

الحقيقة أن هذا الحوار الذي أجريته مع صحفي بجريدة الوفد وتم رفع دعوى قضائية ضدي لدى النائب العام في 19 إبريل 2012، وبعد هذا بدأت الجماعة في مطاردة الشرفاء الذين يرون أن الجماعة منحازة لسياسات أجنبية وخارجية مع تخطيطها لبيع أراضي سيناء، ومحاولتها في استهداف مصر وتحويلها إلى مجرد ولاية إسلامية، وأذكر أن صحفي الوفد أجرى معي حوارا مطولا حول تاريخ جماعة الإخوان المسلمين وعملياتهم الإرهابية والاغتيالات التي قاموا بها، وتطرقنا إلى تجارة الإخوان في السلاح، وكيف كانوا يحصلون عليه، وكيف كانوا يقومون بتهريبه من درب الأربعين وتخزينه بالمزارع.

 

 ** ومن هم أبرز خصومهم الذين خططوا لاغتيالهم؟

تطرق الحوار إلى خطط جماعة الإخوان المستقبلية وإمكانية اغتيال خصومهم  وقتها وكان أبرزهم حمدين صباحي وبعض المنشقين عنهم، وفوجئت أنا والسيد البدوي والصحفي بجريدة الوفد بالمحضر المقدم ضدنا، ويومها أجرى معي أحد شباب الإخوان اتصالا يهددني فيه، فقلت له: إنكم بهذا فتحتم النار على أنفسكم، لأن بحوزتي وثائق جديدة تدين إرهاب جماعة الإخوان وسأقوم بنشرها، بعدها فوجئت بسحب الدعوى المقدمة ضدنا دون سابقة إنذار، وإلى الآن لا أعلم سبب سحب الدعوى الفضائية ضدنا.

** وكيف ترى مواجهة السيسي للجماعة الإرهابية؟

السيسي استخدم أساليب كثيرة في مواجهة جماعة الإخوان الإرهابية، لكن الخطورة تكمن في قيام الجماعة بإقناع الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنهم جماعة دعوية وليست لهم علاقة بما يحدث، وأنهم مظلومون، وتم قتلهم في ميدان رابعة العدوية، لافتا إلى أنهم كثيرا ما قاموا بتزييف الحقائق والتاريخ، مؤكدا أن على المؤرخين ومؤسسات الإعلام ومؤسسات التنشئة الاجتماعية مجتمعة دورا مهما في نشر حقيقة هذه الجماعة الإرهابية وتوضيح أكاذيبهم.