الإثنين 29 ابريل 2024

نساء في الإسلام (17) .. فاطمة الزهراء سيدة نساء أهل الجنة

السيدة فاطمة الزهراء

ثقافة29-4-2021 | 23:05

همت مصطفى

يشهد تاريخ الإسلام شخصيات عاشت وخلدها إيمانها ومواقفها القوية دفاعًا عن ديننا الحنيف ينشدون ثواب الآخرة والهدى للبشرية كلها فتركت هذه الشخصيات أثرًا كبيرًا محفوظًا في ذاكرتنا ووجداننا وهدى وبوصلة لنا في الطريق ، ومع بوابة "دار الهلال" في أيام شهر رمضان الكريم، ننتقل من عالمنا إلى صفحات من التاريخ لنرصد بعض الخطوات والمحطات والمواقف في رحلة العديد من هذه الشخصيات ،واخترنا بهذا العام أن تتمثل في رحلة مع النساء الذي أسهموا في دعم الإسلام وانتشاره .

واللقاء اليوم مع السيدة " فاطمة الزهراء"

السيدة "فاطمة الزهراء" رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم " محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشية سيدة نساء الأمة، وسيدة نساء أهل الجنة بعد السيدة "مريم "، وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية سيدة سيدات بيت النبوة .
ولدت فاطمة -رضي الله عنها- سنة إحدى وأربعين من مولد النبي ،و تزوجت السيدة  فاطمة  من "علي بن أبي طالب" بعد وقعة أُحد، ،و  وكانت تُكنى أم الحسن وأم الحسين سيدا فتيان الجنة، وكان يطلق عليها أم أبيها.

فاطمة الزهراء "  البتول"

ولقِّبت السيدة "فاطمة" بالزهراء وهناك في ذلك قول يعني  لأنها كانت بيضاء اللون مشربة بحمرة زهرية،  إذ كانت العرب تسمي الأبيض المشرب بالحمرة بالأزهر ومؤنثه الزهراء، و هناك من يقول أن رسول الله  هو من سماها بالزهراء لأنها كانت تزهر لأهل السماء كما تزهر النجوم لأهل الأرض، وذلك لزهدها وورعها واجتهادها في العبادة، وفي ذلك ينقل بعض المحدثين وأصحاب السير عنها عباداتٍ وأدعيةً وأورادًا خاصة انفردت بها، مثل: تسبيح الزهراء، ودعاء الزهراء وصلاة الزهراء وغير ذلك ،كما لقبت السيدة " فاطمة بــ " البتول" و تعددت الأقوال حول هذة التسمية، فقيل لأنها كانت متبتلة لعبادة الله، وقيل لأنها لم يصبها الحيض والنفاس قط.

كانت فاطمة -رضي الله عنها- أصغر بنات رسول الله ؛ إذ كانت زينب الأولى، ثم الثانية رقية، ثم الثالثة أم كلثوم، ثم الرابعة فاطمة الزهراء، وانقطع نسل رسول الله إلا منها؛ فإن الذكور من أولاده ماتوا صغارًا، وأما البنات فإن رقية -رضي الله عنها- ولدت عبد الله بن عثمان فتوفي صغيرًا، وأما أم كلثوم -رضي الله عنها- فلم تلد، وأما زينب -رضي الله عنها- فولدت عليًّا ومات صبيًّا، وولدت أمامة بنت أبي العاص فتزوجها عليّ ، ثم بعده المغيرة بن نوفل ، قال الزبير: انقرض عقب زينب.

وللسيدة فاطمة الزهراء مكانة عظيمة في قلب أبيها رسول الله،و كانت أحب النساء إلى رسول الله كما أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه، ابن عم  الرسول  وزوج السيدة فاطمة كان أحب الرجال إليه، فيما رُوي عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها حين سُئلت: "أَيُّ النَّاسِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "؟ قَالَتْ: "فَاطِمَةُ"، فَقِيلَ: "مِنَ الرِّجَالِ؟" قَالَتْ: "زَوْجُهَا". رواه الترمذي وقال: حديث حسن.


وعرف عن السيدة " فاطمة " أنها من أحب الناس إلى الرسول وهي بنت مَن رزقه الله حبهاالسيدة " خديجة رضي الله عنها، وكانت أشبه الناس بها، فلما ماتت كانت تقوم مقام أمها في تخفيف الآلام والأحزان عنه ، وتساعده في شئون حياته ومعيشته، حتى بعد زواجه وزواجها رضي الله عنها ، وكانت " فاطمة "-تستعين بأبيها الرسول  وتستشيره في قضاء حوائجها، لعلمها بأنه سيخفف عنها ويدلها على الخير.
ولقد كانت" فاطمة "  رضي الله عنها شديدة التعلق بأبيها والحب له، وفي حديث ابن أبي ثعلبة الخُشَنِيِّ قال: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يُثَنِّي بِفَاطِمَةَ ثُمَّ يَأْتِي أَزْوَاجَهُ، فَقَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فَصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَتَى فَاطِمَةَ فَتَلَقَّتْهُ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ، فَجَعَلَتْ تَلْثِمُ فَاهُ وَعَيْنَيْهِ وَتَبْكِي، فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكَ؟» فَقَالَتْ: "أَرَاكَ شَعِثًا نَصِبًا قَدْ اِخْلَوْلَقَتْ ثِيَابُكَ"، فَقَالَ: لَهَا «لَا تَبْكِي، فَإِنَّ اللهَ قَد بَعَثَ أَبَاكِ بِأَمْرٍ لَا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ بَيْتٌ وَلَا مَدَرٌ وَلَا حَجَرٌ وَلَا وَبَرٌ وَلَا شَعَرٌ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ بِهِ عِزًّا أَو ذُلًّا حَتَّى يَبْلُغَ حَيْثُ بَلَغَ اللَّيْلُ» رواه الطبراني في "المعجم الكبير".
ومن ملامح شخصية "فاطمة الزهراء" أنها كانت الأصدق لهجة والأشد حياء ،ويُروى عن عائشة -رضي الله عنها- أنها كانت إذا ذُكرت فاطمة بنت النبي ، قالت: "ما رأيت أحدًا كان أصدق لهجة منها إلا أن يكون الذي ولدها".

والسيدة " فاطمة " الزهراء "  من خير نساء العالمين ويروى في في  ذلك عن أن  أنس بن مالك قال: قال رسول الله  "خير نساء العالمين: مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون".

وقد روت فاطمة الزهراء -رضي الله عنهاـ الكثيرمن الأحاديث عن أبيها رسول الله  و مما روته- عن أبيها أنها قالت: "كان رسول الله إذا دخل المسجد قال: باسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج قال: باسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك".

ماتت فاطمة  السيدة "فاطمة الزهراء " لثلاث ليالٍ خلون من شهر رمضان، وهي ابنة تسع وعشرين سنة أو نحوها، وكانت أول أهل الرسول  لحوقًا به، وصلى عليها زوجها علي بن أبي طالب  بعد أن غسّلها هو وأسماء بنت عميس رضي الله عنها، وكانت أشارت عليه أن يدفنها ليلًا رضي الله عنها وعن نساء المسلمين جميعهن .

Dr.Randa
Dr.Radwa