وافق أعضاء مجلس مدينة دوسلدورف الألمانية بالإجماع، اليوم الخميس، على إعادة لوحة "الثعالب" للرسام التعبيري فرانتس مارك إلى ورثة مالكها اليهودي.

وأعلنت سلطات المدينة أن الموافقة جاءت خلال جلسة غير علنية على إعادة اللوحة الثمينة التي تعود إلى عام 1913 والتي كان النظام النازي في ألمانيا سلبها من مالكها اليهودي.

وجاءت الموافقة بناء على توصية من اللجنة الاستشارية المعنية بالقطع الفنية المنهوبة.

كانت اللجنة الاستشارية أوصت بموافقة ستة أعضاء واعتراض ثلاثة (أي بأغلبية الثلثين) بإعادة اللوحة إلى ورثة رجل الأعمال اليهودي كورت جرافي (1944-1887).

تجدر الإشارة إلى أن اللوحة التكعيبية التي تقدر قيمتها بما لا يقل عن 14 مليون يورو تعد من أهم القطع في متحف قصر الفن في مدينة دوسلدورف غربي ألمانيا.

وأضافت سلطات المدينة أنه بعد صدور القرار النهائي بإعادة اللوحة، سيتم الإعداد لتنفيذ هذه الخطوة ومناقشة وتنسيق الإجراء اللاحق مع الورثة.

كان المؤتمر اليهودي العالمي حذر مدينة دوسلدورف أمس الأربعاء من رفض إعادة اللوحة إلى الورثة.

وصرحت المنظمة أمس بأن ألمانيا أعلنت التزامها بإعلان واشنطن والذي يتضمن قبول قرارات اللجنة الاستشارية بشأن قضايا الفن المنهوب.

وقال رئيس المؤتمر، رونلاد لاودر، أنه إذا قرر مجلس مدينة دوسلدورف من جانب واحد، عدم اتباع توصية اللجنة، "سيبعث ذلك بإشارة سلبية وخطيرة بنفس القدر في زمن يشعر فيه اليهود في ألمانيا بالقلق جراء تزايد معادة السامية".

وأضاف:" لابد أن نكون قادرين على الوثوق في ألمانيا بشكل تام بأنها ستفي بالتزاماتها كجزء من مكافحتها لمعاداة السامية".

يذكر أن إعلان واشنطن الصادر في عام 1998، ينظم المبادئ الخاصة بإعادة المقتنيات التي صادرها الحكم النازي في ألمانيا، بهدف التوصل إلى " حلول عادلة ومنصفة" لضحايا سلب القطع الفنية من قبل النظام النازي أو ورثتهم.