تُسلط بوابة الهلال اليوم طوال أيام شهر رمضان المبارك الضوء علي المجددون في الإسلام، وهو المصطلح الذي جاء في حديث النبي محمد، "إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يُجدد لها دينها"، أي يعلمهم دينهم.
وفي هذا الصدد نواصل تقديم سلسلة حلقات "مجددون في الإسلام"، وهي لشخصيات كان لها نبوغ وتفوق علمي في أمور الدين والدعوة وجهود إصلاحية مؤثرة.
الشيخ "حسونة النواوي"، كان من نوابغ مؤسسة الأزهر، حيث درس علم التفسير، والحديث، والتوحيد، والتصوف، والتاريخ، والسيرة النبوية، علي يد كبار العلماء أثناء دراسته في الأزهر، وظهرت عليه بوادر النجابة والذكاء، كما قام بتدريس الفقه، حتي تولى منصب الإمام الأكبر في عام 1895، وكان من أبرز الأئمة الذي بذلت جهودًا لإصلاح الأزهر، وإدخال العلوم الحديثة إليه.
ولد الإمام الشيخ" حسونة بن عبد الله النواوي الحنفي"، في مركز ملوي بمحافظة المنيا، عام 1839م، تلقي دراسته بالأزهر على يد كبار العلماء في ذلك الوقت، وتميز بسرعة التحصيل العلمي والحفظ والذكاء، واصل دراسته للعلوم الدينية حتي حصل علي الشهادة العالمية.
درس الإمام النواوي العلوم الدينية بالأزهر، مثل: الأدب والتاريخ والسيرة النبوية والتفسير والحديث والتوحيد والتصوف على يد كبار العلماء الذين عاصروه مثل الشيخ شمس الدين الإنبابي، والشيخ عبد الرحمن البحراوي، والشيخ علي خليل الأسيوطي .
تولي الإمام النواوي، منصب شيخ الأزهر، بعد صدور قرارًا بتعينه رسميًا في عام 1895، وقام خلال فترة تعيينه حتي صدور قرار الخديوي بتنحيته عن المنصب في عام 1899، بإصلاح شئون الأزهر وإدخال العلوم الحديثة إليه، حيث كانت الأجواء مناسبة لقيامه بإصلاحات في المؤسسة الدينية، خاصة بعد ظهور نداءات من الشيخ جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده تطالب بهذة بالإصلاحات في الأزهر.
واستجاب الشيخ النواوي للنداء، ويُعد من أبرز الإصلاحات التي قام بها إصداؤ قانون تنظيم الأزهر عام 1896م، وإنشاء مكتبة الأزهر الشريف، يذكر أن الشيخ النواوي قد تولي ميشخة الأزهر بجانب توليه منصب الإفتاء وذلك خلال الفترة بين عام 1895 وعام 1899، عاد الشيخ حسونة النواوي إلي المنصب الذي نحاه عن الخديوي في عام 1907، وقد استقال منه في عام 1910م بعد قضاء مدة 3 سنوات.
وللشيخ حسونة النواوي مؤلفات هامة منها، " سلم المسترشدين في أحكام الفقه والدين في جزئين، يجمع الأصول الشرعية مع الدقائق الفقهية"، و"قانون تنظيم الأزهر"، الذي يعتبره الباحثون مؤلف له أهمية كبيرة.
توفي الشيخ حسونة النواوي في 17 من مايو 1925م