الثلاثاء 30 ابريل 2024

وعد الخرفان للبهلول الحيران

مقالات2-5-2021 | 16:04

لا طالوا عنب اليمن ولا داقوا بلح الشام.. هكذا تتواصل حلقات الذلة والمسكنة التى ضربها الله على تنظيم الإخوان الإرهابى الكذاب الذى بات اليوم ككلب أجرب لا يجد من يتمسح به أو يؤويه أو حتى يعالجه.

التنظيم الذى يعيش الشتات أصدر بيان إذعان جديد يعلن فيه الولاء الكامل للبهلول اللى ما بيعيش له مخطط والعياذ بالله فملفاته تتساقط واحدا تلو الآخر فى مصر وليبيا وقبرص واليونان والاتحاد الأوروبى بل وفى تركيا ذاتها وعلى مرأى من عينيه يعنى بصراحة كده البهلول شكله محسود ومحتاج يدبح حاجة أو يبل شوية فول نابت ويوزعها يمكن ربنا ينفخ فى صورته.

لكن ما قصة البيان الجديد وما مناسبة تجديد الولاء هو حصل حاجة لا سمح الله.. الحكاية بدأت من تصريح لكرم الله أوغلو رئيس حزب السعادة التركى المعارض الذى أعلن فيه أن هناك تنسيقا يتم لعقد لقاء مع قيادات التنظيم المشردة فى تركيا فى ما يبدو منه إعلانا لتأييد عناصر التنظيم لحزب السعادة فى الانتخابات المقبلة أمام البهلول الآيل للسقوط.

طبعا البهلول ما كذبش خبر وجمع القيادات دى وطاخ طيخ فين يوجعك وقيل فى تسريب أنه كان يجبرهم على الهتاف تحيا مصر وتقبيل صورة الرئيس السيسى وطبعا ده أقسى عقاب ممكن يتعرض له أى إخوانى مؤدلج مقولب معولب ولا الجزمة الـ"باتا" فى عز زمانها.

من هنا دب الإحساس بالخيانة بين التنظيم الغارق - ومش لاقى حتى القشة يتعلق بيها لا داخل خلافة البهلول باسطنبول خاصة أو خارجها بعد أن حشرهم أردوغان فى قفص وعرضهم للبيع مقابل تحسين علاقته بمصر - وبين البهلول الذى تلقت شعبيته من اللطمات ما يجعله فى غنى عن خسارة الخرفان وهم الحليف المضمون الذى يعمل بالريموت كنترول دون نقاش.

وهنا جلس شياطين الإخوان فى مجلس الحل والعقد سريعا وقرروا المسارعة بـ"تبنيج" البهلول المستثار بإصدار بيان إذعان سريع بإعلان الولاء الكامل لأردوغان تحت شعار "إيه اللى رماك على المر قال اللى أمر منه.

المشهد غاية فى الكوميديا ويبعث على الضحك من الأعماق إذ يذكرنى بمشهد النجم الراحل محمود عبد العزيز فى فيلم "الكيت كات" وهو يؤدى دور كفيف البصر الذى يأخذ بيد كفيف مثله ليهديه الطريق هو بالضبط ما يجرى حاليا فى أوساط الإخوان ومن استأجروهم اليوم فالتنظيم ينشد الأمان ممن يعرضهم للبيع علنا وأردوغان ينشد التأييد من طائفة لا تملك لنفسها ضرا أو نفعا فهم فاقدو الشعبية والتاثير ليقيلوا عثرته فى انتخابات مقبلة ستهدد ملك البهلول وعرشه.

ومن المقبول عقلا خضوع التنظيم وتراجعه عن التنسيق مع حزب السعادة إرضاء لخليفة مرتعب وأيضا من المقبول أن نفهم أن أردوغان قد يفاخر بأنه استطاع وأد الفتنة وإعادة خرافه إلى حظيرته بعد أن حاولت الهرب لكن الحقيقة المؤكدة التى لايمكن لأى صاحب منطق أن يتجاهلها أو ينكرها هى أن الطرفين التنظيم واردوغان قررا سرا خيانة بعضهما البعض حتى النهاية فأردوغان سيواصل التودد لمصر بمزيد من التنصل من خرافه المريضة وسيواصل التنظيم العمل ضد البهلول الذين يرى بعض من نبت لهم عقل فيه أنه خائن مرتد لكن سيظهر ذلك جليا مع أولى الخطوات الفعلية فى تفاهم مصرى تركى مرتقب وحينه سيتحول أردوغان إلى مرتد محارب لله ورسوله وسيتجول الإخوان فى تركيا إلى أعداء مارقين يحاربون الخليفة.

ألم أقل لكم إن متابعة حلقات مسلسل التخبط الإخوانى فى عالم الشتات بعد 30 يونيو لأكثر تشويقا وإمتاعا من مسلسلات رمضان..  على أى حال يجب أن نتذكر جميعا أن كل ما يتجرعه التنظيم المتردى من ذلة ومسكنة ما كان ليتأتى لولا أن عزمنا نحن المصريين أمرنا وأيقظنا وعينا وتبينا الصفقة وسماسرتها حتى ضيقنا عليهم الأرض بما رحبت فلم يهنأوا يوما بمستقر أوملاذ منذ أن نزلت عليهم لعنات المصريين فى الثلاثين من يونيو..  وإلى لقاء فى حلقة جديدة من مسلسل "خرفان البهلول المزنقوين فى إسطنبول" نلتقي.

Dr.Randa
Dr.Radwa