رغم أن الحملات التموينية التي يشنها المعنيون، على أصحاب المحال، بشكل دوري، إلا أن المجرمون لا يتعظون، فقد أغمى الجشع أعينهم لدرجة أنهم يحاولون بشتى الطرف الوصول إلى المكسب ولا يهمهم الكيف، فكل الطرق متاحة أمامهم طالما أن المستهلك سوف يدفع في النهاية، ولكن القانون لهم بالمرصاد، فكل يوم نسمع عن غلق المحلات التجارية بسبب قضايا الغش التجاري المنتشرة في الآونة الأخيرة، وخاصة في الأكلات البسيطة التي يأكلها البسطاء.
وفي هذا النطاق قال الخبراء، إن صاحب تلك المواد الفاسدة يتم عمله ضده جنحة، فيما أشار أخصائي التغذية إلى أن لا توجد وسيلة لمعرفة إذا كان السمك المملح، فاسد أم لا قابل للأكل.
قبل شم النسيم.. عقوبة بيع الأسماك الفاسدة
قال الدكتور محمد الذهبي، الخبير القانوني، إن القانون لا يترك مروجي المواد الغذائية الفاسدة، مشيرًا إلى أنه في حالة القبض على أحدهم متلبسًا بالمواد الغذائية الفاسدة، فإن القانون يحكم بالمصادرة والحبس.
وأوضح الدكتور الذهبي، في تصريحاته لبوابة «دار الهلال»، إن صاحب تلك المواد الفاسدة يتم عمله ضده جنحة، ويكون الحبس فيها بحد أقصى 3 سنوات.
وأفاد الذهبي، أن القانون لا يفرق بين المواد الغذائية ولكنه يتعامل مع المواد الغذائية الفاسدة بشكل واحد، والعقوبة تكون واحدة، مفيدًا أن النص لا يتغير.
وأكد الخبير القانوني، إن جريمة الغش التجاري، موجودة طوال العام، وهو أن يتم بيع المواد الفاسدة، أو تغيير المنتج بمنتج آخر دون معرفة المستهلك، كل ذلك جرائم جنائية.
وأشار إلى أن عدم ترخيص المحلات، تعد قضية أخرى، مختلفة عن الغش التجاري، مشيرًا إلى أن ذلك كله يوجد في نطاق قانون التشريعات الخاصة بجرائم التموين.
جدير بالذكر أن القانون وضع عقوبات بالحبس، لمن يغشون تجاريًا، وتلك العقوبة متمثلة في الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تجاوز خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تجاوز ثلاثين ألف جنيه أو ما يعادل قيمة السلعة موضوع الجريمة أيهما أكبر أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا ارتكبت أو شرع في ارتكابها باستعمال موازين أو مقاييس أو مكاييل أو دمغات أو آلات فحص أخرى مزيفة أو مختلفة أو باستعمال طرق أو وسائل أو مستندات من شأنها جعل عملية وزن البضاعة أو قياسها أو كيلها أو فحصها غير صحيحة.
الأطعمة الفاسدة تؤثر نفس تأثير الأطعمة الملوثة
قالت هبة عزازي، أخصائية التغذية إن تأثير الأطعمة الفاسدة على الجسم، نفس تأثير الأطعمة الملوثة تقريبًا، مشيرة إلى أن الأعراض التي تصيب الإنسان في حالة أكل الأطعمة الفاسدة، الشعور بالغثيان، والتقيء، وارتفاع درجة الحرارة، كما يصاب عموم الجسم بتعب عام.
وأوضحت عزازي في تصريحاتها، أن اللحوم بشكل خاص، تتميز في حالة إن كانت طازجة بلونها المميز الزاهي، ولا تكون باهتة أو غامقة، وفي حالة فساد اللحوم يتغير لونها، وتصبح أغمق، أو باهته كما يظهر ذلك على الأسماء، أو الدجاج، ويمكن أن تظهر رائحة على اللحوم، ويصبح الملمس لزج نوعًا ما، وفي تلك الحالة أفادت أخصائية التغذية أنه يفضل عدم تناول تلك الأطعمة في حالة وصولها إلى تلك الحالة.
وأكدت أن غسل الأطعمة الفاسدة بالملح أو الليمون، لا يعيدها مرة أخرى، فقد تمكنت منها البكتريا ولن تخرج منها مهما حدث، لهذا الأفضل عدم تناولها أبدًا.
لا توجد وسيلة لمعرفة إذا كان الفسيخ فاسد أم لا
قال الدكتور مجدي نزية، أخطائي التغذية العلاجية، أنه لا توجد وسيلة لمعرفة إذا كان السمك المملح، فاسد أم لا قابل للأكل، إلا أذا كان الفرد مملح ذلك السمك في بيته، ولم يشتريه من الخارج.
وأوضح الدكتور نزية في تصريحاته، أن ذلك يجعل الفرد يكون ضامن أن لا يكون قد حدث فيه نموات ميكروبية، تصل إلى مستوى إنتاج السموم، مشيرًا إلى أن ذلك يحدث في فترة 24 ساعة تقريبًا عندما يعرض السمك لدرجة حرارة الغرفة.
وأفاد أن تناول الأسماك المملحة يتعد عملية مقامرة، يتناولها الفرد، وعلى حسب حظة، سواء كانت جيدة أو فاسدة، موضحًا أن حالات عديدة تناولت الأسماك الفاسدة وحدث فيها تسمم، كما أشار على أن تناولها يسبب تسمم للجسم، وليس مجرد نزلة معوية