تُسلط بوابة " دار الهلال "طوال أيام شهر رمضان المبارك الضوء علي المجددون في الإسلام، وهو المصطلح الذي جاء في حديث النبي محمد، "إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يُجدد لها دينها"، أي يعلمهم دينهم.
وفي هذا الصدد نواصل تقديم سلسلة حلقات "مجددون في الإسلام"، وهي لشخصيات كان لها نبوغ وتفوق علمي في أمور الدين والدعوة وجهود إصلاحية مؤثرة.
الإمام الشيخ حسن مصطفي مأمون، شيخ الأزهرالشريف ، ومفتي الديار المصرية، الذي قام بتذليل الكثير من الصعاب التي واجهت الأزهر، وقد تولي المشيخة في الفترة من 1964م إلي 1969م.
ولد الشيخ حسن مأمون، في حي الخليفة، بمحافظة القاهرة، في عام 1894م، أتم حفظ وتجويد القرآن الكريم، ثم تلقي تعليمه بالأزهر، أنهي دراسته والتحق بمدرسة القضاء الشرعي، حتى تخرج فيها عام 1918م، وكان يتقن اللغة العربية واللغة الفرنسية.
عٌين الشيخ حسن مأمون بالقضاء الشرعي ،موظفًا، وظل يتنقل بين الوظائف بين مختلف المحاكم الشرعية في مصر، فعمل في محكمة الزقازيق والقاهرة موظفًا قضائيًا، ثم تم ترقيته إلي قاض من الدرجة الثانية وعمل بمحكمة طنطا الشرعية، وأستمر في حصوله علي الترقيات القضائية حتي وصل إلي منصب قاض عام في 1939، أشتهر بمكانته العلمية وأخلاقه الحميدة والمامه بالمعرفة الفقهية، كل ذلك تسبب في لفت الأنظار إليه حتي تم تعيينه قاضيًا لقضاة السوادن بمرسوم ملكي صدر في عام 1941م.
عُين الشيخ حسن مأمون، مفتًا للديار المصرية في عام 1955م، للاستفادة بعلمه الغزير وتميزه وخبرته الواسعة، وظل في منصب المفتي حتى عام 1946، ثم تم تعيينه شيخًأ للأزهر في عام 1964، بعد صدور قرار جمهوري.
قام الشيخ حسن مأمون بإصدار 12311 فتوي خلال توليه منصب مفتي الديار المصرية، وهي فتاوي مسجلة لدي الدار، كما ذلل الكثير من الصعاب التي واجهت الأزهر خلال توليه منصب الإمام الأكبر.
توفي الشيخ حسن مأمون في عام 1973م ، بعد حياة حافلة ترك خلالها مجموعة من المؤلفات المتنوعة منها دراسات وأبحاث فقهية متنوعة نشرها، وسلسلة السيرة العطرة وهي مجموعة أبحاث كتبها الإمام.