الأربعاء 15 مايو 2024

نجوم المسرح المصري (22).. فردوس حسن بصمة مميزة امتدت لأكثر من نصف قرن

فردوس حسن

ثقافة4-5-2021 | 22:42

همت مصطفى

يزخر تاريخنا الثقافي والفني بشخصيات كثيرة يمثلون علامات مضيئة، ونجومًا تتلألأ في حياتنا، أضافت الكثير بالتزامها وإخلاصها وموهبتها وإبداعها في مسيرة المسرح المصري والعربي أيضًا، وأسعدت الجمهور بكل ما قدمت.

 وتواصل بوابة"دار الهلال" في شهر"رمضان الكريم" تسليط الضوء على نجم من هؤلاء النجوم وخطوات من رحلته وحياته بالمسرح ،وترك هؤلاء النجوم إرثًا فنيًا في الحركة المسرحية المصرية وحفروا أسمائهم في عالم الإبداع بما قدموا بالكثير من الأدوار والشخصيات الدرامية بمسرحنا المصري .

واللقاء اليوم مع الفنانة القديرة  "فردوس حسن "

تنتمي الفنانة القديرة "فردوس حسن" إلى الجيل الأول للفنانات المصريات اللاتي احترفن التمثيل، فهي من أوائل الفتيات المصريات اللاتي عملن بالتمثيل خلال النصف الأول من القرن العشرين ، ولم يسبقها بالتمثيل سوى عدد قليل من الفنانات.

ولدت "فردس حسن"في 17 نوفمبر 1905، ودرست في المدارس الفرنسية، كما عملت في مجلة «الدنيا المصورة»، وكانت بدايتها الفنية بالمسرح في عام 1922 من خلال مشاركتها للفنان محمد بهجت في تقديم بعض عروضه بكازينو «دي باري»، ثم انضمت إلى فرقة الفنان علي الكسار وبعد ذلك في 1924 التحقت بفرقة «رمسيس»، التي أسسها الفنان يوسف وهبي عام 1923، لتتلمذ على يد مخرجها القدير "عزيز عيد"، وتميزت ومن ثم أصبحت إحدى نجمات الفرقة، وأسند لها الفنان يوسف وهبي البطولات المطلقة مع أمينة رزق منذ عام 1930.

وتعد الفترة من عام 1935 إلى عام 1953 من أزهى فترات تألق الفنانة فردوس حسن مسرحيًا، وهي الفترة التي بدأت بتأسيس «الفرقة القومية» كأول فرقة حكومية لتضم نجوم الفرق الثلاثة (جورج أبيض، رمسيس، فاطمة رشدي)، ثم إعادة تشكيلها تحت مسمى «الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى»عام 1942، وأخيرا إعادة تشكيلها مرة أخرى تحت مسمى الفرقة المصرية الحديثة عام 1953 بعد دمجها مع فرقة "المسرح المصري الحديث" فخلال تلك الفترة تقاسمت " فردوس حسن "أدوار البطولات النسائية مع الفنانات: أمينة رزق، زينب صدقي، عقيلة راتب، روحية خالد.بعد عام 1953 وضم أعضاء فرقة «المسرح المصري الحديث»وجميعهم من خريجي «المعهد العالي للتمثيل».

وتعد  «فردوس حسن» الممثلة الثانية التي ظهرت على الشاشة الفضية بعد الفنانة الرائدة عزيز أمير، وقد اشتهرت «فردوس حسن» بصفة عامة بجمالها اللافت للنظر،  تم اختيارها لتجسيد شخصية «ليلى» حبيبة الشاعر العربي قيس، التي قامت بالأداء الصوتي والغناء لها الفنانة آسمهان، بالأوبريت الشهير «مجنون ليلى» لأمير الشعراء أحمد شوقي وألحان وغناء الفنان محمد عبد الوهاب، الذي قدم بفيلم «يوم سعيد».

تمثلت  المسيرة والرحلة  الفنية للفنانة فردوس حسن من عام 1921 إلى عام 1974، و مسيرتها السينمائية قد استمرت فقط خلال الفترة من عام 1923 إلى عام 1954، و قدمت خلالها عددا من الأفلام الغنائية المعروفة كممثلة من بينها فيلما: «دنانير» و«عايدة» ،ومن بين  أفلامها المهمة أيضا : «برسوم يبحث عن وظيفة» (أول فيلم روائي صامت)،ويعد فيلم «سعاد الغجرية» إنتاج عام 1928، من أهم الأفلام التي شاركت فيها "فردوس حسن"، خاصة وأنه الفيلم الوحيد الذي قامت ببطولته المطلقة، وهو فيلم صامت من تأليف وإخراج جاك شوتز، لم يتجاوز حجم مشاركاتها السينمائية عن أداء بعض الأدوار الرئيسية المساعدة أو الأدوار الثانوية في عدد ما يقرب من عشرين فيلما .

وظل المسرح هو الفن الأكثر حبا للفنانة فردوس حسن، فقد تفجرت هوايتها لفن التمثيل من خلاله، كما أثبتت وأكدت موهبتها بعدما تعلمت أصول التمثيل بفضل أساتذته الرواد الأوائل ومن خلاله شاركت في تقديم العديد من الشخصيات الدرامية المهمة، حتى أصبحت نجمة من نجمات فرق:«رمسيس»، «اتحاد الممثلين» و«القومية».

وتتمثل مشاركات الفنانة القديرة "فردوس حسن" في المسرح المصري فيما يلي:

شاركت فردوس حسن " مع  فرقة «رمسيس» في مسرحيات  راسبوتين، انتقام المهراجا، قتيل الوهم (1924)، الرئيسة، حانة مكسيم، كرسي الاعتراف، مستشفى المجاذيب، (1925)، توسكا، نائب رغم أنفه، وراء الستار (1926)، اثنين يساوي واحد، الجحيم، الحب المسكوفي، الشرق والغرب، صاحب البيت، عذراء سيسليا، الولدان الشريدان، عمة شارل، يوليوس قيصر (1927)، الأرستقراطي، البرج الهائل، الجريمة والعقاب، في ظلال الحرية، المائدة الخضراء، أميرة بغداد، شجرة الدر، بريد ليون، تاجر البندقية، كاترين دي مدسيس، يوليوس، القضية المشهورة (1928)، البخيل، العرائس، إيفان الهائل، بنت الخيال، شارع عماد الدين، نجم هوى، أولاد الذوات (1929)،

كما شاركت أيضا في مسرحيات ( المرأة الكاذبة، أنا أحبك، خفايا القاهرة، نار ورماد (1930)، بنات الهوى، صندوق الدنيا، أولاد الفقراء (1931)، العقاب (1933)، ملقن القطرين (1938)، الشرف الياباني، مقتل راقصة (1940)، ضحك ودموع (1941)، أما ليلة (1943).

وشاركت"فردوس حسن" مع فرقة «اتحاد الفنانين» بعام 1934 في مسرحيات (الحلاق الفليسوف، الست درية، العصامي، جميل وبثينة، صرخة الطفل، الإسكندر الأكبر ،ومع فرقة «المسرح القومي»شاركت "فردوس حسن "في مسرحيات (مجرم (1935)، الفاكهة المحرمة، نشيد الهوى (1936)، بناتنا 1937 (1937)، الخطاب، العواطف، الفتاة المسترجلة، إسماعيل الفاتح، شمشون ودليلة، طبيب المعجزات، طيف الشباب، مجنون ليلى (1938)، المال والبنون، امرأة تستجدي، أنتيجونا (1939).

وفي الأربعينيات من القرن الماضي قدمت"فردوس حسن" العديد المسرحيات(المهرج، لويس الحادي عشر (1940)، إلكترا، التائبة (1942)، أدم وحواء، شارع عماد الدين، الشيخ متلوف (1943)، تاج المرأة، العباسة، دموع المهرج، راسبوتين (1945)، بناقص واحد، حواء الخالدة (1946)، ثلاثة رجال وامرأة (1947)، اللعب بالنار، الغيرة (1948)، النسر الصغير، ليلة من ألف ليلة (1949)،

وفي خمسينيات القرن العشرين شاركت فردوس حسن في مسرحيات ( شجرة الدر، غلطة طبية (1950)، الذهب (ديفيد كوبر فيلد)، أسرار القصور، بنات الهوى (1951)، سر شهرزاد (1953)، شهريار (1955)، ابن عز، شاعر الشعب (1956)، زواج الحلاق زواج فيجارو (1957)، مجنون ليلى، قهوة الملوك (1958)، صنف الحريم (1959)، المحروسة (1961)، السبنسة (1962)، الندم (1965)، زيارة ممنوعة (1972)، أقوى من الزمن (1974).

تميزت"فردس حسن" بقدرتها على تقديم  مختلف الشخصيات الدرامية، وومن بينها التاريخية، وقدمت أدوار البطولة المطلقة في عدد كبير من المسرحيات المهمة وبها العديد من الشخصيات الدرامية المتميزة، ومن بينها :قوت القلوب في (ليلة من ألف ليلة)، الملكة بدور في (سر شهرزاد)، وكما قدمت  شخصيات متميزة من المسرحيات العالمية ومن بينها(كلمينسترا في(الذباب الندم)، الكونتيسة (النسر الصغير)، كاريتللي (راسبوتين) ، كما تميزت" فردوس حسن " في تجسيد عدة شخصيات اجتماعية ببعض المسرحيات المعاصرة، ومن بينها ( عبلة في (حواء الخالدة)، درية (الفاكهة المحرمة)، أم خليل (قهوة الملوك)، إنصاف هانم (المحروسة)، فردوس أم سلمى الغجرية (السبنسة)، عائشة (زيارة ممنوعة)

 وكان  الأدء التمثيلي للفنانة " فردوس حسن " يتسم بالأداء المسرحي الكلاسيكي، لإجادتها الإلقاء باللغة العربية الفصحي بصوتها المميز المعبر ومخارج ألفاظها السليمة وحروفها الواضحة والتزامها الدقيق بجميع قواعد النحو والصرف، و لجمال صوتها، وخصوصا في إلقاء الشعر،  وكانت تمتلك القدرة على توظيف صوتها المعبر القريب من القلب وامتلاكها لمهارات الأداء والتلوين الصوتي، حيث أجادت وتميزت في تلوينه طبقا للمتطلبات الدرامية للدور،  وذلك أهلها للقيام ببطولة المسرحيات الشعرية، ومن أهمها مسرحية «العباسة» وقامت بتجسيد شخصية «العباسة» الأخت الكبرى للخليفة هارون الرشيد.

 رحلت الفنانة" فردوس حسن "عن عالمنا في 14 أبريل عام 1995، عن عمر يناهز تسعة وثمانين عاما، وكانت قد قضت سنوات طويلة من عمرها بعيدا عن الأضواء، وامتدت لأكثر من عشرين عاما منذ آخر مشاركاتها المسرحية عام 1974 وقررت اعتزال الفن بصورة مبكرا، وقد عشقت الفنانة القديرة" فردوس حسن" الفن ومهنة التمثيل بكل صدق وإخلاص فنجحت في وضع بصمة متميزة لها بجميع أدوارها وخصوصا في المسرح  وستظل باقية في مسيرة ورحلة الفن المصري بكل ماقدمته وفي مقدمة ذلك ما قدمته مع المسرح .

Dr.Radwa
Egypt Air