الأحد 12 مايو 2024

"نجيب زاهي زركش.. قصر النيل.. حرب أهلية" مسلسلات اجتمعت على رسالة واحدة باختلاف الأدوار

مسلسلات رمضان 2021

فن4-5-2021 | 14:53

إسراء الشبكي

قدمت الأعمال الفنية على شاشة التلفزيون دور مدبر المنزل منذ زمن الأبيض والأسود، وقد اشتهر الكثير من الفنانين بتقديمه ولعل أبرزهم كانت الراحلة وداد حمدي، التي قدمته بطرافة وبساطة لم يقارن بها أحد، كما قدمه العديد من الفنانين بصورة تبرز مزيدا من الودية والقرابة بين مالك المنزل ومدبره، مثل أنعام سالوسة في عائلة الحاج متولي التي كانت تتدخل في أدق التفاصيل الخاصة بالأسرة وبحكم المودة بينهما كانت تظن أن هذا حقها، ويمتد ذلك إلى دراما رمضان لهذا العام 2021، ولكن بشكل مختلف ومميز إلى أبعد حد، وبتناول ابتعد عن العلاقة التقليدية بين الخادم والمخدوم، بل هناك تسليط للضوء على المزيج الإنساني الذي يربط الطرفين ببعضهما، في العديد من الأعمال وكأن كل منهما يكمل عمل الآخر.

 

وفي السطور التالية نبرز أهم شخصيات لهذا العام الذين جسدوا دور مدبر المنزل..

 

"طريف".. الفنان محمد محمود

لا يمكن أن نصف “طريف” الذي يجسد شخصيته الفنان محمد محمود في مسلسل “نجيب زاهي زركش” بأنه “خادم” كاللفظ الدارج، أو “مدبر المنزل” فهو أقرب لـ”نجيب” الذي يجسده الفنان يحيى الفخراني، من مجرد مساعد أو سائق، فهو “نديمه”، يسامره ليلًا ويستمع إليه في ساعات السكر وكشف الذات والأحاديث الطويلة التي هي مزيح بين الفضفضة تارة وجلد الذات تارة أخرى، وهو الخادم المخلص صباحًا، الذي يقدم له طلباته ويرد إليه المنح المالية السخية التي أعطاها له أثناء سكره، يبحث عن الانتفاع من هنا وهناك بـ”بقشيش” مكافئة لخدماته لسيد المنزل أو شقيقته أو زواره، ولكنه حق يشكل لزاهي زركش صديق أو صندوق أسراره.

 

قدم الفنان محمد محمود دور “طريف” بنجاح لم يسبقه دور آخر للفنان الذي أحبه الجمهور في كافة أعماله لشدة إتقانه لأدواره الكوميديا بسلاسة وبساطة بعيدًا عن التكلف والاصطناع، حيث صنع “طريف” مجد خاص له بعض في قائمة أعماله الفنية، في واحد من أهم أدواره على الإطلاق، وواحد من أهم أدوار المسلسل ككل، فطريف أيضًا هو الراوي والمعلق للجمهور على الأحداث، هو من يخاطبهم كأنه يراهم كما يروه، وفي الحقيقة قد رآه المشاهد بالفعل عن قرب كإنه شخص يعرفه منذ سنوات ويألفه، كما يألفه صديقه ورئيسه "نجيب زاهي"، كما يعتبر طريف هو الضمير الواقظ لنجيب، فيملك جميع مفاتيح الشخصية.

 

دور “طريف” سلط الضوء على أحد أهم الجوانب إنسانية في علاقة مدبر المنزل وصاحبه، خاصة أولئك الذين قضوا أعمارهم في خدمة أسرة بعينها، ليكمل مسيرة أهله في ذلك، لنبتعد عن نظرة الخادم لنرى الصداقة بينهما التي جعلت الأحداث تسير بطريقة محبوبة لدي الجمهور.

 

"شفيع".. الفنان مصطفى حشيش

ثم ننتقل إلى شفيع” الذي يقدمه الفنان مصطفى حشيش في مسلسل “قصر النيل”، فهو دائمًا ما يؤكد على إنه “لا يسمع لا يرى ولا يتكلم”، و”لا يجيب على سؤال لم يوجه له”، أي ليس له علاقة سوى بعمله فقط ولكنه ليس كذلك، فهو سهل الإفصاح عما يعلم إذا ما وجه له أحدهم سؤالًا،  يشبه شفيع بالمسجل الصوتي لكل ما يحدث ولكنه لا يفصح عن ذلك إلا إذا وجه له سؤال.

 

شخصية “شفيع” شخصية جدية تمامًا، هادئ الطباع، تليق شخصيته على العمل في منزل “السيوفي” العائلة العريقة والثرية، فهو مدبر قصر وليس منزل عادي، يتعامل وفقًا لـ”إتيكيت” فترة ما بين الأربعينات والستينيات، يرتدي “يونيفورم” يليق بمكان عمله، ويسير بخطوات هادئة وثابتة ووقورة كشخصيته تمامًا.

 

تألق الفنان مصطفى حشيش في تقديم دور “شفيع” الشخص الذي يظهر وكأنه ليس طرفًا في الأحداث، رغم أنه بالفعل أحد محركيها الأساسيين، فمدبر المنزل الذي يقدمه، هو من يمتلك بحكم سنوات خدمته مفاتيح الجميع وأسرارهم التي غالبًا لا يعلمها أحد غيره، فلا يخفى عليه شيء، وولائه للجميع دون تمييز بينهم، فهو “موظف” يجب أن يقدم خدماته بشكل مرضي لكل المتواجدين بالمنزل الذي يعمل فيه، وهو من يفتح أمام تحقيقات الشرطة في جريمة قتل “منصور السيوفي” الكثير من الأبواب المغلقة، كما إنه محل ثقة الجميع، فهو خادمهم المخلص والوفي “اللي منهم فيهم” كما يصف نفسه طوال أحداث المسلسل، عندما يخبرهم بأنه لا يعير المرتب اهتمامًا، بقدر اهتمامه بهم، ومن الطبيعي أن يتحمل عدم قدرتهم على دفعه له لأنه أحد أفراد الأسرة بالفعل.

 

"نور".. الفنانة مايان السيد

علاقة تغلب عليها الإنسانية النادرة بين نور ومريم..  جاء مسلسل "حرب أهلية" ليبروز صورة جديدة من صور العلاقة بين مدبر المنزل والأسرة ولكن هنا "نور" ابنة مدبرة المنزل التي أصبحت بحكم المعاملة أبنة مريم صاحبة المنزل والتي تجسد دورها الفنانة "يسرا".

 

اللافت للنظر في العلاقة التي جاءت بين “نور” و”مريم”، هو مدى صدقها وقوتها، فـ "يسرا" لم تربي نور شفقة، إنما محبة لها حقًا، فهي جاءت كنور لحياتها، حيث استطاعت أن تعوضها عن ابنتها، التي ابتعدت عنها لتعيش مع والدها بعد طلاقها، حيث نجح الأخير في جعل ابنته تكره والدتها وتكره رؤيتها، فكانت “نور” لها نجاة من الوحدة وقسوة التفكير في مصيرها مع ابنتها، وبالمقابل كانت “مريم” لنور طوق النجاة من حياتها مع أخيها غير الشقيق، والذي ألمحت في أحد المشاهد بأنه ووالدته أحد أسباب وفاة والدتها حزنًا بسبب ما فعلاه معها، كما كانت حضنًا وأمًا بديلًا لأمها، فلم تشعر في منزل “نور” بأنها ابنة مدبرة المنزل، إنما تعيش كإحدى أفراد المنزل.

 

جاءت الأدوار لشخصيات مختلفة في أوقات غير متلاقية ولكن الرسالة واحدة، فأن الدراما الرمضانية لهذا العام وضعت أطار حول علاقة الأسر بمدبر المنزل من أجل أصال الرسالة التي تحمل الصورة الصحيحة لشكل هذه العلاقة.

Dr.Radwa
Egypt Air