في تحقيق أجرته “فرانس 24 “ ذكرت أن بوريسوف الذي كان لاعب كاراتيه ورجل إطفاء وحارسا شخصيا ومسؤولا بوزارة الداخلية وعمدة صوفيا، والآن رئيس الوزراء للمرة الثالثة؛ يبدو أن القوة والصمود السياسي لبويكو بوريسوف يعكسان مظهره وقوته البدنية.
لم يحقق أي زعيم آخر هذا الإنجاز في بلغاريا منذ انفصال البلاد عن النظام الشيوعي القاسي في عام 1989، ولكنه فعل هذا بدون أي نتائج باهرة.
دخل بوريسوف 57/ عاما/ عالم السياسة مبدئيا في حقبة تسعينيات القرن الماضي كحارس شخصي للديكتاتور الشيوعي الشهير الذي أُطيح به تودور زيفكوف. واصبح فيما بعد حارسا شخصيا للملك سيمون الثاني، الذي تنازل عن العرش وصار لاحقا رئيسا للوزراء.
ثم حدثت نقلة نوعية في مهنته كحارس شخصي عام 2001 بتعيينه في منصب خاص في وزارة الداخلية، وتحت إشراف معلمه رئيس الوزراء سيمون آنذاك، تمت ترقية بوريسوف ليصبح أمينا عاما لوزارة الداخلية.
وبعد أربع سنوات، فاز بوريسوف بانتخابات عمدة العاصمة صوفيا، وفي عام 2006 شكل حزب" مواطنون من أجل تنمية أوروبية لبلغاريا" (جيرب) المحافظ والموالي للغرب، وفي عام 2009 أصبح رئيسا للوزراء للمرة الأولى.
وكسب بوريسوف سمعة الرجل ذي الأيدي النظيفة " في بلغاريا الغارقة في الفساد ،وهى السمعة التي تميز بها في وزارة الداخلية ، من خلال تعهد مباشر بالقيام بحملة ضد المسؤولين الفاسدين.
وسقطت أول حكومة تحت قيادة بوريسوف قبل عدة شهور من انتهاء ولايتها في أوائل 2013 ،وسط احتجاجات واسعة على سياسات التقشف التي تحملتها بالكاد أفقر دولة بالاتحاد الأوروبي.
وانتهت ولايته الثانية في نصفها في نوفمبر 2016 . ويرجع ذلك إلى عدم انتخاب مرشح حزب جيرب رئيسا للبلاد، وهو المنصب الذي ذهب إلى الجنرال المتقاعد الموالي لروسيا رومين راديف، ولكن الائتلاف الحاكم كان ينهار قبل هذه الخسارة.
وفي الانتخابات المبكرة في 26 مارس الماضي، فاز حزب جيرب وبوريسوف مجددا، رغم أن بلغاريا مازالت الأفقر، وبحسب مؤشر مدركات الفساد الخاص بالشفافية الدولية من عام 2016، مازالت العضو الأكثر فسادا في الاتحاد الأوروبي.
ولذلك ،فإنه يواجه ، في هذه الفترة الجديدة، الكثير من نفس التحديات، التي يأتي في مقدمتها مستوى المعيشة والفساد.
ولتحقيق أغلبية في البرلمان، دخل في شراكة هذه المرة مع كتلة " الوطنيون المتحدون " الشعبوية اليمينية المتطرفة والتي ربما تكون غير مستقرة ، لذا ما يدعو للتساؤل هذه المرة هو ما إذا كان سيكون لديه المزيد من القوة أكثر من ذي قبل لتنفيذ إصلاحات متأخرة.
وفيما يتعلق بحياته الشخصية، فأن بوريسوف، لاعب التنس وعاشق كرة القدم، مطلق ولديه ابنة وحفيدا يدعى بويكو.