استعاد هانى يونس مستشار رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى لشئون الإعلام، طقوس شهر رمضان المبارك، فى قريته بمحافظة المنوفية، موضحًا أنه فى كل يوم من أيام هذا الشهر الفضيل، يحِنّ إلى هذه الذكريات.
وقال مستشار رئيس الوزراء: «منذ أن كنت فى المرحلة الابتدائية تعودنا على طقوس رمضانية سنوية، فعقب صلاة العشاء فى المسجد والتراويح، نجتمع فى "المقرأة" لقراءة القرآن، وفيها يجلس أبى متصدرا المشهد على طبلية فى أوضة الجلوس فى بيتنا القديم بالقرية "غرفة الصالون"، والطبلية مكسوة بالجرائد القديمة، التى يعلوها عدد من المصاحف، ونلتف حول الطبلية، أنا وأخى الأكبر، وأصدقاء لأبى، وأصدقاء لنا، ونبدأ فى قراءة القرآن، كل منا يقرأ ربعًا من أجزاء المصحف، ومن يخطىء يصحح له المستمعون».
وتابع: «كنا، والحمد لله، نقرأ بتلاوة جيدة، فمنذ نعومة أظافرنا تربينا وأخوتى، فى "كُتاب" القرية، حتى حفظنا القرآن، وحتى الآن بمراجعة معظم السور نتلوها بيسر والحمد لله، وعلى مدار الشهر الفضيل كنا نختم القرآن حوالى 6 مرات، وفى يوم الختمة كانت أمى، بارك الله فى عمرها، تعد لنا صينية كنافة مرة، وأخرى أطباق القطايف والجلاش، وغيرها من حلويات رمضان».
وأشار «يونس» إلى أن المصحف الذى كان يقرأ فيه والده مميزا، لأنه كان مصحفا مُفسرا، مضيفًا: «كثيرا ما كنا نتوقف عند عدد من الآيات، ويبدأ أبى فى قراءة تفسير هذه الآيات لنا، فتزيد متعتنا بكلام الله جل وعلا، ونتناقش فى المعانى والعظات، ونتدبر فى هذا الكتاب المعجز».
واستطرد متذكرًا طقوس الشهر الفضيل: «كنا نستغرق معظم الليل فى القراءة، بينما كانت استراحتنا معلومة فى أوقات محددة، نغلق فيها المصاحف، لنستريح، ونستثمر وقت الراحة فى مشاهدة مسلسلات دينية ووطنية، واجتماعية لا أنساها، بداية من مسلسل "لا إله إلا الله"، و"رسول الإنسانية"، و"محمد رسول الله"، ومرورا بمسلسل "رأفت الهجان" بأجزائه المختلفة، ووصولا لمسلسلات "المال والبنون" و"الوسية" و"أرابيسك" وغيرها».
وتابع: «لم يكن أبى، رحمه الله، يترك فرصة إلا ويُرسل رسائله لنا، التى لم أعرف مغزاه منها إلا بعدما كبرت، ولكن الحمد لله، رسائله وصلت.. فعند مشاهدتنا للمسلسلات الدينية، يحدثنا عن ضرورة قراءة قصص الأنبياء، وهو بالفعل اقتنى عددا من هذه السلاسل فى مكتبته، ويربط بين ما نقرأه فى "المقرأة" وما نشاهده فى المسلسلات، وضرورة أن نتعلم من سيرتهم الحسنة».
وعن المسلسلات الوطنية، قال مستشار رئيس الوزراء: «كان أبى يحدثنا دوما عن هزيمة 67، والحالة التى كان عليها وطننا أيامها، ثم يحدثنا عن حرب العزة والكرامة فى 73، يحكى لنا عن أيام لم ينم فيها المصريون فرحا بانتصارهم التاريخى، يغرس فينا حب الوطن بعبارات وحكاوى كانت تجعلنا نبكى فى كثير من الأوقات، وكان، يحتفظ بقصاصات من صحيفة الأهرام، تجسد أيام الانكسار والانتصار، بل كان يحفظ تقريبا خطابات الزعيمين عبدالناصر والسادات أيامها».
واستطرد: «كان أبى ينفعل مع كل أحداث مسلسل "رأفت الهجان"، بكى وهو يشاهد مشهد نكسة 67، وامتلأ وجهه بالفرح، وغنى أغانى النصر، مع مشهد حرب أكتوبر، بينما كنا نحن نشعر بنفس المشاعر، على الرغم من أننا لم نعش هذه اللحظات.»
وأكد «يونس» أنه لا ينسى كلمات والده، بعدما أنهوا إحدى حلقات المسلسل: «الوطن ده مفيش أغلى منه».
أما عن المسلسلات الاجتماعية، قال مستشار رئيس الوزراء: لم يكن والدى يُضيع الفرصة، فبين كل مشهد وآخر يستخلص العبر، يضع أيدينا على النتائج، يُفهمنا المغزى من هذه الحلقات، قائلا: "المسلسلات دى لازم تتعلموا منها المحافظة على دينكم، وعلى القيم والمبادىء، وتحافظوا على كرامتكم، وأخلاقكم، فى زمن صعب".