تقرير: عبد الحميد العمدة
ناقش مجلس النواب، برئاسة الدكتور على عبدالعال المجلس، خلال جلساته هذا الأسبوع، ما يزيد على مائة طلب إحاطة وسؤال موجه وبيان عاجل، موجه ضد اللواء محمد على الشيخ، وزير التموين، بشأن نقص السلع التموينية، وانعدام الرقابة الحكومية، فضلا عن سوء جودة رغيف الخبز المقدم للمواطنين.
وشن النواب هجوما حادا على لوزير التموين، منتقدين أداء وزارته، وعدم شعوره بمشاكل المواطنين، مطالبينه بالنزول إلى الشارع للاستماع لمشاكل المواطنين، وحلها على أرض الواقع، بينما حاول الوزير إلقاء الاتهامات بعيدا عنه، موضحًا حقيقة الفجوة الغذائية، إلا أنه اعترف أمام النواب، بوجود ارتفاع فى الأسعار، وعدم توافر السلع التموينية.
قال النائب إسماعيل نصر الدين، أن أسعار السلع التموينية الأساسية تتغير كل يوم من محافظة لأخرى، مؤكدا ضرورة تثبيت هذه الأسعار بالنسبة للسلع التموينية، لاعتماد المواطنين ومحدودى الدخل عليها، وضرورة ضرب الاحتكار بيد من حديد، لوجود سلع يتم احتكارها، ولا أحد يقوم بالواجب تجاه الوطن لضرب الاحتكار، مع زيادة منافذ التوزيع، خاصة فى المناطق ذات الكثافة السكانية لغلق الباب أمام هذا الاحتكار.
وقال النائب سيد أحمد، عضو مجلس النواب، الأسعار فى مصر فوضوية ولا رقيب عليها قائلا: «حجج أن الدولار السبب فى رفع الأسعار كذب وتضليل على المصريين».
مؤكدا أن الأسواق بلا أى ضابط أو رقابة، ولابد من مواجهة جشع التجار بكل حسم متسائلا: «أين دور التموين من الأسعار الخيالية التى تستفز المصريين».
وقال النائب إيهاب عبد العظيم، عضو مجلس النواب، إن الأسعار تؤذى جميع المصريين دون أى رقيب من المسؤولين فى الحكومة، قائلا: «الناس بتتخانق على هياكل الفراخ وعليها طوابير.. كدا حرام وميرضيش ربنا».
وأكد النائب إيهاب عبد العظيم، أن الحكومة بتحرق النواب فى الشارع وبتسبب لهم حرج كبير، بسبب عدم تفعيل الرقابة على الأسواق.
وطالب النائب فتحى قنديل بضرورة منح مفتش التموين الضبطة القضائية حتى تعود هيبتهم مرة أخرى ليستطيعوا ضبط الأسواق، مشددا على ضرورة استبعاد كل من يصل دخله إلى ١٠ آلاف جنيه من التموين قائلا: أنا متأكد أن وزير التموين بيحمل بطاقة تموين زيه زى أى حد.
وقال النائب غريب حسان، عضو مجلس النواب، الناس بقت تكلم نفسها من الأسعار والمواطن أصبح ليله نهارًا قائلا: «كله حاجة غليت ماعدا البنى آدم هو اللى بيرخص» متابعا بقوله: «يا حكومة النهار بقى ليل والليل عند المواطن نهار بسبب الأسعار».
وتابع، المواطن بقى محتار من كثر المصاريف وأقول للحكومة ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء، متابعا:»ارحموا المواطن الغلبان لأن فيه آباء مش بيناموا».
بينما قام النائب خالد الهلالي، بإخراج ٢٠٠ جنيه من جيب، وعرضهم على وزير التموين قائلا، «يا معالى الوزير دول ٢٠٠ جنيه، خدهم وقولى تقدر تصرفهم إزاى فى ظل الارتفاع الأسعار»، متابعا يا معالى الوزير لو قدرت تقولى إزاى هيقضوا حاستقيل من البرلمان.
ومن جانبه، رد وزير التموين، اللواء محمد على الشيخ، على النواب، قائلا، إن كل القضايا، التى تمت إثارتها فى مجلس النواب تجاه الحكومة، بشأن ارتفاع الأسعار، وعدم توافر السلع التموينية فى محلها، ولكن ذلك يرجع للفجوة الغذائية، التى تعانى منها مصر، مؤكدا أن كل هذه القضايا تهم المسئولين فى الحكومة، والتى لا تدخر جهدا فى دعم المصريين المستحقين.
وأكد وزير التموين، أن هناك سوء فهم متواجد لدى الأعضاء بشأن الفجوة الغذائية فى مصر، متابعا، السلع التموينية لا تكفى للمصريين، ونقوم باستيراد المتحصلات المتبقية، للعمل على دعم السلع التموينية، قائلا:» مصر بها فجوة غذائية وبنعالجها بكل قوة».
وتابع وزير التموين، أن مصر تتعرض لإرهاب اقتصادى يتمثل فى إخفاء السلع والاحتكار، قائلا، «مصر تعانى من إرهاب اقتصادى ممنهج، سواء بإخفاء السلع مثلما حدث فى أزمتى اختفاء القمح والسكر».
وقال وزير التموين، رصدت حتى الآن عجزا فى كميات الأقماح المحلية بالشون والمصانع بلغ ٢٨٤ ألف طن بما يعادل ٩٢٧ مليون جنيه، لافتا إلى وجود فجوة غذائية بين الإنتاج والاستهلاك، مشيرا إلى أن الاستهلاك المحلى من القمح يبلغ من ١٨ إلى ١٩ مليون طن سنويا ننتج منه من ٦ إلى ٧ ملايين طن فقط، ويتم تعويض الفارق عبر الاستيراد، موضحًا أن الدولة استوردت الموسم الماضى ٤.٥ مليون طن.
وشن وزير التموين هجوما على المستوردين، متهما إياهم بالتوريد الوهمى للقمح خلال الموسم الماضى.