إن الذى يحسن النظر والقراءة فى التاريخ من أجل استلهام العظة والحكمة التى يمكن أن يستفاد منها فى حياته، فإنه سوف يلاحظ ويجد أن الحضارة- أى حضارة- تتوقف بتوقف الإبداع لدى شعوب تلك الحضارة؟!
فالحضارة المصرية القديمة "لا تقل الفرعونية" انهارت عندما توقفت عن الإبداع، وكذلك الحضارة العربية "لا تقل الإسلامية" انهارت عندما توقفت عن الإبداع. وكذلك الحضارة العربية في الأندلس توقفت فانهارت بسبب توقفها عن الإبداع.
والصين عائدة بقوة الى الصدارة بسبب تفوقها في الإبداع، والحضارة الغربية مهددة بالتوقف بسبب ضعف إبداعها. فإن كان العرب يودون العودة إلى الصدارة فلابد أن يتفوقوا في الإبداع.
شرط غريب كما قد يقول البعض.. لكنه- والحق يُقال- يستحق أن يكون شرطا ويجب أن نقف عنده وننظر اليه بعين واعية وعقل متفتح، فالإبداع فعل إنساني لا يوازيه فعل آخر مما يقوم به الانسان في حياته.
وهو من خلال هذا الفعل يؤكد على وجود الله، لأن الله أبدع في خلقنا، فمن المعقول والمقبول أن الفعل الابداعى للانسان يؤكد ويدل على وجود "الله" وكلما كان الفعل الابداعى مميزا في مجالة كان أكبر واوضح دليل على وجود الخالق سبحانه وتعالى، لذا يجب ان يكون كل فعل يقوم به الانسان فعل إبداعي يدل على وجود الخالق. ونحن إن فعلنا ذلك ارتفعنا بمستوى حضارتنا التى يجب أن تعود الى صدارة الابداع فى كل المجلات، والابداع هنا ليس معنى فقط بالابداعى الانسانى من شعر وقصة ورواية ومسرح دواليك.
وإنما أعنى بالإبداع، الإبداع فى كل المجالات، فالفلاح فى أرضه يجب أن يكون مبدعا، والعامل فى مصنعه، وخطيب المسجد لابد أن يكون مبدعا فى عمله، وهكذا لكى يعم الابداع جميع أنحاء حياتنا ، فنكون كما ينبغى أن نكون، إن أردنا أن نكون ؟!