لم تتوقع "الحاجة نعيمة"، كما كانوا يناديها جيرانها، بقرية شبرامنت التابعة لمركز أبو النمرس، جنوبي محافظة الجيزة، أن الفصل الآخير من حياتها سيكتب، بانتحارها في مجرى ترعة المنصورية، في العشر الآواخر من الشهر المبارك.
وقبل 30 يوماً، توجهت "نعيمة" صاحبة الـ 65 عاماً، إلى منزل ابنتها بذات القرية لتقيم برفقتها عدة أيام قبل أن تنتقل إلى السكن رفقة نجلها الأكبر لتقيم معه بضعة أيام آخرى، بعد اتفاق الشقيقين بجلوس والدتهما لديهما.. "أمنا هتقعد عند كل واحد فينا شوية.. مينفعش تقعد لوحدها في البيت".
لم تجد العجوز راحتها، داخل بيت ابنتها، لتطلب من أبنائها الرجوع إلى منزلها البسيط للعيش داخله.. "عايزة أرجع بيتي ده اللي باقي لي بعد أبوكم الله يرحمه.. الفلوس على قدك انتي وعيالك".
كلمات العجوز قوبلت بالرفض من قِبل أبنائها.. "مش هينفع تعيشي لوحدك"، وبمحاولات عدة لرجوعها إلى منزلها باءت بالفشل، لتقرر الانتحار حينها لتتخلص من حياتها.
قبل 90 دقيقة من وقت رفع آذان صلاة المغرب غادرت السيدة منزل ابنتها لتتوجه إلى ترعة المنصورية، بمركز أبو النمرس، لتنفذ خطتها، وتلقي بنفسها بمجرى الترعة.
ثوان معدودة قبل تنفيذ العجوز خطتها أجرت اتصالاً هاتفياً بنجلها، لتخبره بعزمها على الانتحار.. " هرمي نفسي في النيل"، ولكن جميع محاولات الابن لإقلاع والدته عن فكرتها، باءت بالفشل".
أسرع الابن إلى ترعة المنصورية، أملأ في أن يعثر على والدته قبل انتحارها لكنه لم يجدها، ما دفعه إلى الاستنجاد بالشرطة: "أمي انتحرت الحقوها".
وتلقى اللواء هشام صادق مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة، بلاغًا من إدارة شرطة النجدة بوجود غريقة بترعة المنصورية بمركز أبو النمرس جنوب المحافظة.
دقائق معدودة ودفع مدير الإدارة بقوات الإنقاذ النهري، لانتشال الجثة، كما انتقلت قوة أمنية من مركز الشرطة، وجرى الاستعانة بحفار لإزالة كميات من الهيش والبوص بالترعة المُشار إليها حتى عُثر على الجثة بواسطة الحفار وتم انتشالها بواسطة قوات الإنقاذ النهري بعد 4 ساعات من أعمال البحث.
تحريات أجهزة الأمن بالجيزة، توصلت إلى أن الجثة لسيدة تدعى نعيمة محمد، عمرها 65 سنة، مقيمة شبرامنت بمركز أبو النمرس، وأنها مبلغ بتغيبها من قِبل نجلها قبل وقت الإفطار، وتحفظت القوات على الجثة بمشرحة المستشفى، وتحرر المحضر اللازم بإخطار مدير أمن الجيزة، والعرض على النيابة العامة لتتولى التحقيق.