الجمعة 10 مايو 2024

نجوم المسرح المصرى (24) .. الفنانة القديرة روحية خالد صاحبة الإحساس الصادق

روحية خالد

ثقافة6-5-2021 | 22:39

همت مصطفى

يزخر تاريخنا الثقافي والفني بشخصيات كثيرة يمثلون علامات مضيئة، ونجومًا تتلألأ في حياتنا، أضافت الكثير بالتزامها وإخلاصها وموهبتها وإبداعها في مسيرة المسرح المصري والعربي أيضًا، وأسعدت الجمهور بكل ما قدمت.

وتواصل بوابة"دار الهلال" في شهر"رمضان الكريم" تسليط الضوء على نجم من هؤلاء النجوم وخطوات من رحلته وحياته بالمسرح، وترك هؤلاء النجوم إرثًا فنيًا في الحركة المسرحية المصرية وحفروا أسمائهم في عالم الإبداع بما قدموا بالكثير من الأدوار والشخصيات الدرامية بمسرحنا المصري.

 

واللقاء اليوم مع الفنانة القديرة صاحبة الإحساس الصادق ..  « روحية خالد »

 

ولدت الفنانة القديرة روحية خالد " في  13 يناير عام 1910، وقد بدأت حياتها الفنية عام 1927 من خلال انضمامها إلى فرقة «رمسيس»، وهي الفرقة التي عملت بها لفترة طويلة تحت قيادة الفنان يوسف وهبي حتى عام 1935.

التحقت" روحية خالد "  بأول معهد عالي حكومي للتمثيل عام 1930، 1931م، ضمن دفعة ضمت 27 طالبا وطالبة كان من بينهم الفنانون ( محمد عبد القدوس، زوزو حمدي الحكيم، أحمد البدوي، رفيعة الشال، أحمد فرج النحاس، عبد السلام النابلسي، وقد تتلمذت في تلك الفترة على يد كل من الأديب الكبير" طه حسين" والفنان القدير جورج أبيض والرائد المسرحي زكي طليمات غير أنه تم إغلاق المعهد بعد سنة واحدة؛ لكن روحية خالد  لم تيأس، وبعد إعادة افتتاح المعهد العالي للتمثيل مرة أخرى التحقت به مرة ثانية، وتخرجت فيه بالحصول على درجة البكالوريوس عام 1952.

احترفت الفنانة روحية خالد  الفن خلال فترة عشرينات القرن الماضي ،واشتهرت منذ أربعينات القرن الماضي وتعد من ممثلات الرعيل الأول ومن الرائدات في مجال التمثيل النسائي بمصر في  المسرح ومن ثم السينما والتلفزيون، وهي من أوائل الممثلات المصريات اللاتي عملن بالفن المصري خلال النصف الأول من القرن العشرين.


وبعد تخرج الفنانة روحية خالد من المعهد شاركت في العديد من الأعمال الفنية بمختلف الوسائط الفنية وحققت نجاحا كبيرا بكل ما شاركت به، لكن المسرح يظل طوال رحلتها الفنية هو المجال المحبب لها، والذي حقق لها طموحها الفني خاصة بعد انضمامها للفرقة «القومية» عام 1935، ومشاركاتها في بطولة عدد كبير من المسرحيات بالفرقة  بأربعينات القرن الماضي كما شاركت  بالعديد من عروض جمعية «الشبان المسلمين» التي قدمت عدة مسرحيات تاريخية وإسلامية.

 

وتميزت " روحية خالد  كثيرا في «فن الإلقاء» ومن ثم أسند إليها في خمسينات القرن الماضي تدريس مادة «التمثيل» بالمعهد «العالي للفنون المسرحية».

وانقطعت عن المسرح منذ منتصف الخمسينات وعادت إليه مرة أخرى مع تأسيس «فرق التلفزيون المسرحية» التي شاركت ببعض عروضها، ومع  فرقة «المسرح الحديث» التي قامت معها  بأداء بعض الأدوار الرئيسية بسبع مسرحيات، وشاركت بعد ذلك أيضا بمسرحية واحدة بكل من فرقتي  «المسرح القومي» و«مسرح الجيب» عام 1969، وكانت هذه هي آخر مسرحية تشارك بها، و استمرت تعمل في السينما حتى عام 1988.


وظلت الفنانة "روحية خالد "منذ بداياتها الفنية تعمل بالمسرح كممثلة محترفة ما يقرب من نصف قرن، وكان المسرح إبداعها الأساسي، شاركت خلالها في بطولة عدد كبير من العروض ببعض الفرق المسرحية، ومن أهمها: «رمسيس»، «المسرح القومي»، «المسرح الحديث»، حيث شاركت في بطولة ما يزيد عن مائة مسرحية من المسرحيات المهمة، من بينها ما يقرب من خمسين مسرحية بفرقة «رمسيس» (خلال الفترة 1927 - 1935).


وتتمثل  مشاركات الفنانة القديرة " روحية خالد " في المسرح المصري  بمسيرتها الفنية  فيما يلي :


 شاركت " روحية خالد " مع فرقة "رمسيس" في  مسرحيات (الكوكايين، قلب الأم، صاحب البيت، القبلة القاتلة، ملك الحديد (1927)، قهوة الذوات، الحرية، الفاجر (1928)، نسوان وظاويظ، باجي سقا، في ظلال الحريم (1929)، نار ورماد، النائب المحترم، المرأة الكاذبة (1930)، أولاد الفقراء، بيومي أفندي (1931)، الطمع، بنات اليوم، هوانم أسبور (1932)، قمبيز، الخطر، زواج بلا حب (1933)، اللبخة، النبع الموبوء، هكذا الدنيا 1934(
 

وشاركت " روحية خالد مع فرقة "اتحاد الممثلين" في مسرحيات ( جرانجوار، الفاكهة المحرمة، في سيل الوطن، هرناني، الجنرال ريشيليو)  في عام 1934.

 

ومع فرقة "  المسرح القومي" شاركت " روحية خالد " في مسرحيات ( الفاكهة المحرمة، تاجر البندقية، السيد (1936)، الزوجة الثانية، اللهب، المعجزة (1937)، مجنون ليلى (1938)، الأمل، تلميذ الشيطان، أنتيجونا (1939)، عبيد الذهب، لويس الحادي عشر (1940)، التائبة، الثائرة الصغيرة، إلكترا، الوطن (1942)، زوج كامل، غادة الكاميليا (1943)، مرتفعات وذرينج (1944)، تاج المرأة، سكرتيرها الخاص (1945)، الحالة ج، أول بختي (1946)، مدرسة الإشاعات، صلاح الدين ومملكة أورشليم (1947)، العائد من فلسطين (1948)، النسر الصغير (1949)، شجرة الدر (1950)، صفقة مع الشيطان (1954)، حواء (1955)، دائرة الطباشير القوقازية 1968(.
 ومع فرقة "المسرح الحديث" شاركت "روحية خالد في مسرحيات( شجرة الظلم (1962)، قهوة مصر، المصيدة (1963)، لا حدود، أدهم الشرقاوي (1964)، حبل غسيل (1965)، راجل ولا كل الرجالة 1966 كما قدمت مع فرقة "مسرح الجيب"مسرحية تانجو  في عام 1069.

وتألقت الفنانة " روحية خالد  في تقديم العديد من الشخصيات الدرامية الخالدة ومن بينها شخصيات( شخصية الابنة الجميلة المدللة بمسرحية «الأمل»، سلمى بمسرحية «مجنون ليلى»، شخصية ولي العهد في  "لويس الحادي عشر"، شخصية نيشت في «غادة الكاميليا»، إيزابيل بمسرحية «مرتفعات وذرينج»، أليزا في مسرحية «حواء»، دويتسا ملكة فرنسا بمسرحية «الوطن»، شخصية المرأة المتغطرسة بمسرحية «المصيدة»، الجدة بمسرحية "تانجو".


وشاركت"روحية خالد" في العديد بعض الأفلام التلفزيونية من بينهم في ثلاث أفلام بقائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية حسب استفتاء النقاد عام 1996 وهي( سلامة في خير 1937، بين الأطلال 1959، للحب قصة أخيرة 1985).

وأسند بعض المخرجين للفنانة القديرة "روحية خالد " مهمة التعليق على الأحداث أو شخصية الرواية في بعض أعمال الدرامية، كما نجح مخرجو الإذاعة في توظيف موهبتها ومهاراتها في عدد كبير من التمثيليات والمسلسلات الإذاعية والمسرحيات العالمية المترجمة بالبرنامج الثاني الثقافي حاليا، ونجحت الدراما التلفزيونية في الاستفادة من موهبة وخبرات هذه الفنانة القديرة فمنحتها فرصة المشاركة ببطولة عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية قد يزيد على عشرين مسلسلًا وسهرة درامية.

 

ورحلت الفنانة القديرة عن عالمنا في مثل هذا اليوم "زي النهاردة " 6 مايو 1990، عن عمر ناهز الثمانين عامًا بعد مسيرة فنية غنية بأعمالها وبشخصياتها الدرامية الكثيرة المتميزة  التي قدمتها بكل جهد وصدق وإخلاص خلدتها في ذاكرة ورحلة االفن المصري وخصوصا في مسيرة فن المسرح.

Dr.Radwa
Egypt Air