أطلق مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات "كايسيد" بالتعاون مع مجموعة ديار، أول شبكة للمؤسسات التعليمية الدينية في المنطقة العربية لتعزيز قيم الحوار والعيش المشترك بين أتباع الأديان في منظومة التعليم الديني الجامعي وفي تفاعلات المجتمعات الدينية المحلية المختلفة ضمن مشروعه العالمي لتعزيز المشتركات الإنسانية واحترامها ودعم جهود القيادات الدينية وصانعي القرار السياسي في بناء السلام .
وجاء إطلاق شبكة الكليات والمعاهد الدينية الإسلامية والمسيحية في العالم العربي خلال جلسة ختامية أقيمت اليوم في العاصمة الأردنية عمان لتكون أول منصة تجمع بين أكاديميين ومفكرين ومدرسين مسلمين ومسيحيين للتعاون معا من أجل معالجة التحديات التي تواجه المجتمعات العربية المتنوعة، خصوصاً فيما يتعلق باستغلال تعاليم الدين لتبرير العنف والإقصاء.
وجاء في البيان التأسيسي للشبكة الذي صدر عن المشاركين تأكيدهم على العمل لمواجهة التحديات الراهنة من خلال تشكيل وإعلان شبكة الكليات والمعاهد الدينية الإسلامية والمسيحية في العالم العربي، كما اتفق المشاركون على تطوير خطة عمل لثلاث سنوات تهدف لتعزيز الحوار والتعددية والتعايش واحترام الآخر في مناهج وخطط تعليم الكليات والمعاهد الدينية، وصوت المشاركون على الوثيقة التأسيسية والنظام الأساسي للشبكة، كما انتخبوا لجنة إدارية تعمل على متابعة تطبيق خطة العمل وتقييم نشاطاتها ومخرجاتها .
وفي حفل إطلاق الشبكة ثمن مفتي الأردن سماحة الدكتور محمد الخلايلة ما وصفها بالخطوة الرائدة لمركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بإطلاق الشبكة في المنطقة العربية في هذا الوقت بالذات التي هي أحوج ما تكون آلية لإيجاد مناخ حواري تعاوني يؤصل ثقافة الحوار بمفهومة الواسع بين اتباع الديانات.
وقال المدير العام لكايسيد فهد أبو النصر إن "إطلاق هذه الشبكة يعد حدثا رياديا غير مسبوق في المنطقة، يأتي تنفيذا لأهداف مركز الملك عبدالله للحوار العالمي ضمن مبادرة "متحدون لمناهضة العنف باسم الدين" التي أطلقها المركز في عام 2014 في مؤتمر عُقد في فينا، مشيرا إلى أن الكليات والمعاهد الدينية لها دور هام في تأصيل ثقافة الحوار خاصة بين القيادات الدينية الشابة.
وأضاف أبو النصر أن أهمية هذا المشروع تكمن في حرصنا على تقديم حلول مستدامة وليس مؤقتة، لمواجهة التحديات الكامنة في عصرنا الحاضر ونسعى لأن تكون الشبكة مساحة عمل مستمر ومنظم للقيادات الدينية والتربويين والقائمين على المؤسسات التعليمية الدينية الجامعية في المنطقة وذلك من منطلق أن تلك المؤسسات التربوية لها دور أساسي في الانفتاح على الآخر وترسيخ قيم الحوار والعيش المشترك.
وأكد أن هذا المشروع يعكس في جوهره رسالة مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في تيسير الحوار وتعزيز التعاون والتعايش واحترام التنوع والسلام.