أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الجمعة، بأن مسئولي الصحة في أفريقيا رحبوا يوم أمس بما وصفه أحدهم بأنه اختراق "جريء ورائع" بعدما ألقت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بثقلها وراء قرار تعليق مؤقت لحقوق الملكية الفكرية الخاصة بلقاحات فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، ودعوا لسرعة استغلال الفرصة وتصنيع اللقاحات محلياً.
وقالت الصحيفة -في مستهل تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني في هذا الشأن- إن مسئولي الاتحاد الأفريقي يأملون في أن تقوم ثلاث دول على الأقل وهي جنوب إفريقيا والسنغال ورواندا بتطوير القدرة على إنتاج لقاحات للقارة برمتها، بما في ذلك اللقاحات التي تعتمد على تقنية mRNA والتي ظهرت كتقنية مبتكرة ضد "كوفيد-19".
من جانبه، رحب جون نكينجاسونج، مدير المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، بدعم الإدارة الأمريكية للتنازل عن الملكية الفكرية، وهو الموقف الذي دعمته عشرات الدول النامية بقيادة جنوب أفريقيا والهند.
وأكد نكينجاسونج أن مثل هذا القرار سيكون له "بالتأكيد تأثيرًا كبيرًا نحو تسهيل تصنيع تقنية mRNA، مضيفًا أن هناك "مناقشات مركزة للغاية" حول إنتاج اللقاحات داخل دول القارة السمراء.
وفي هذا، أشارت "فاينانشيال تايمز" إلى أن جنوب أفريقيا تمتلك بعضًا من أكثر تقنيات وشركات تصنيع اللقاحات تقدمًا في القارة، بما في ذلك آسبن، وهي شركة مقرها في مدينة "ديربان" بجنوب أفريقيا، وتخطط "لإنهاء وتعبئة" 300 مليون جرعة من لقاح جونسون آند جونسون بحلول نهاية هذا العام، إضافة إلى ذلك، يمتلك معهد باستور في داكار، عاصمة السنغال، أيضًا خبرة في إنتاج اللقاحات، حيث يصنع كميات صغيرة من لقاحات الحمى الصفراء كل عام.
واقترح بول كاجامي، رئيس رواندا، أن تصبح كيجالي مركزًا للقاحات.. وقال الشهر الماضي "من المهم لأفريقيا أن تقيم شراكات بين القطاعين العام والخاص لتصنيع اللقاحات داخل قارتنا"، مضيفًا أن أفريقيا بحاجة إلى تسريع نهج قاري لتنظيم الأدوية وتصنيعها ونشرها.
وتابع: "لا يمكن ضمان المساواة في اللقاحات بالنوايا الحسنة وحدها"، وأكد أن الوقت قد حان لكي تتوقف البلدان الأفريقية عن "الأسف على أنفسنا" وتتصرف وتبادر بالأفعال.
وأخيرا، أبرزت الصحيفة البريطانية أن أفريقيا تعتمد بشكل كبير على الهند في إنتاج اللقاحات، وهي نقطة ضعف كبيرة شعرت بها القارة السمراء بعدما حظرت الهند، بشكل مؤقت، تصدير لقاحات كوفيد-19. وحتى الآن، تلقى أقل من 1 في المائة من الأفارقة جرعة واحدة من لقاح كوفيد-19، قبل أن تجف الإمدادات الجديدة تمامًا.
مع ذلك، حذر مسئولون أفارقة من أن الطريق لا يزال طويلا قبل أن يبدأ المصنعون الأفارقة في الإنتاج. فيما قال أيواد ألاكيجا، الرئيس المشارك لتحالف الاتحاد الأفريقي لإيصال اللقاحات وتوزيعها: "حقيقة أن الولايات المتحدة قد أشارت إلى استعدادها للتنازل عن حقوق الملكية الفكرية لا تعني أن ذلك سيحدث بالفعل وعلى الفور". وتوقع أن تواجه أفريقيا "معارضة من شركات الأدوية وربما بعض دول الاتحاد الأوروبي وأماكن أخرى" أمام فتح خطوط تصنيع اللقاحات في دول أفريقيا.