دعا وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي إلى تعزيز دور منظمة الأمم المتحدة في مواجهة التحديات القائمة والمستجدة التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الجرندي اليوم الجمعة خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري لمجلس الأمن حول موضوع "تعزيز العمل متعدد الأطراف ومحورية الأمم المتحدة في صون السلم والأمن الدوليين" برئاسة وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية، الذي ترأس بلاده مجلس الأمن الشهر الحالي.

وأوضح الجرندي أن تونس لم تدخر جهدا، منذ انضمامها سنة 1956 إلى منظمة الأمم المتحدة، في دعم المنظمة والإسهام في بلوغ أهدافها، إيمانا منها بأهمية المنظمة الأممية كإطار مرجعي للشرعية الدولية التي يقوم عليها العمل متعدد الأطراف، مذكرا بدعوة الرئيس التونسي قيس سعيد في سبتمبر الماضي منظمة الأمم المتحدة إلى أن تكون أكثر اتحادا حول مجموعة من القيم الجديدة تتلاءم مع العصر الحديث.

وقال "إن التحديات العديدة التي يشهدها عالمنا اليوم، لا سيما منها التأثيرات المدمرة لجائحة كوفيد-19، تستوجب رؤية جديدة تقوم على تضامن دولي واسع وفعال وآليات عمل مستحدثة بقيادة الأمم المتحدة. وهو ما أكد عليه القرار 2532 الذي اعتمده مجلس الأمن بالإجماع عام 2020 بمبادرة تونسية فرنسية، تنفيذا لنداء الرئيس التونسي منذ بداية الجائحة من أجل اعتماد مفهوم شامل للسلم والأمن الدوليين.

وفي هذا السياق، أبرز الحاجة الملحة لاعتماد مقاربات عملية لمعالجة هذه التحديات، بدءا بضمان الإتاحة المنصفة والسريعة للتلقيح ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وتوفير أسباب التعافي الاقتصادي والاجتماعي لجميع البلدان، لا سيما منها الدول الأكثر هشاشة.

وأشار الوزير إلى ضرورة تقييم منظومة العمل الأممي وبحث السبل الكفيلة بتطويرها وإضفاء مزيد من الفاعلية والمرونة على مختلف أجهزتها، مؤكدا مساندة تونس للمفاوضات الحكومية الدولية بشأن إصلاح مجلس الأمن، بما من شأنه أن يدعم مشروعية وفاعلية هذا الجهاز المركزي ويعزز الثقة في الأمم المتحدة.