الجمعة 17 مايو 2024

نساء في الإسلام (25).. أم سُليم بنت ملحان.. كان مهرها الإسلام

أم سُليم بنت ملحان

ثقافة7-5-2021 | 20:51

همت مصطفى

يشهد تاريخ الإسلام شخصيات عاشت وخلدها إيمانها ومواقفها القوية دفاعًا عن ديننا الحنيف ينشدون ثواب الآخرة والهدى للبشرية كلها فتركت هذه الشخصيات أثرًا كبيرًا محفوظًا في ذاكرتنا ووجداننا وهدى وبوصلة لنا في الطريق ، ومع بوابة "دار الهلال" في أيام شهر رمضان الكريم، ننتقل من عالمنا إلى صفحات من التاريخ لنرصد بعض الخطوات والمحطات والمواقف في رحلة العديد من هذه الشخصيات ،واخترنا بهذا العام أن تتمثل في رحلة مع النساء الذي أسهموا في دعم الإسلام وانتشاره بعنوان " نساء في الإسلام "

واللقاء اليوم مع السيدة " أم سُلَيم بنت ملحان  "رضي الله عنها"

أم سُليم بنت ملحان -رضي الله عنها- وهي من الصحابيات اللواتي جاهدن في سبيل الإسلام؛ فقد شاركت في معركتي أُحد وحُنين ، اخْتُلِفَ في   السير  في اسم" أم سُليم "   فقيل: الرُّمَيصاء، والغُمَيصاء، وسهلة، ومليكة، ورميلة،  لذلك ذُكرت بلقبها لأنَّه أصح ما ذُكر فيها، وهو أم سُلَيْم بنت ملْحان،  الأنصارية الخزرجية  ،وملْحان: هو مالك بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجّار.

تزوّجت السيدة "أم سُليم "  من "مالك بن النضر" أبوالصحابي الجليل " أنس بن مالك"، فولدت له أنسا، ثمّ قُتل عنها زوجها وكان مشركًا، ثمَّ أسلمت وتقدّم لخطبتها أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري ، لكنها رفضته  لأنَّه مشركٌ، ودعته إلى الإسلام فأسلم، وكان مهرها إسلامه، وأنجبت له عبد الله وأبا عمير.

و عُرفت السيدة " أُم سُليم " بالعديد من الصفات الحسنة من بينها "الحكمة والعقل" وقد  رُوي عنها في المسند: (أنَّ أبا طَلْحةَ مات له ابنٌ، فقالت أُمُّ سُلَيمٍ: لا تُخبِروا أبا طَلْحةَ حتى أَكونَ أنا الذي أُخبِرُه ،  فسَجَّتْ عليه، فلمَّا جاء أبو طَلْحةَ وضَعَتْ بيْن يَدَيهِ طعامًا، فأكَلَ، ثمَّ تَطَيَّبَتْ له، فأَصابَ منها، فعَلِقَتْ بغُلامٍ، فقالت: يا أبا طَلْحةَ، إنَّ آلَ فُلانٍ استَعارُوا مِن آلِ فُلانٍ عاريَّةً، فبَعَثوا إليهم: ابعَثُوا إلينا بعاريَّتِنا، فأبَوْا أنْ يَرُدُّوها، فقال أبو طَلْحةَ: ليس لهم ذلك؛ إنَّ العاريَّةَ مُؤَدَّاةٌ إلى أهْلِها، قالت: فإنَّ ابنَك كان عاريَّةً مِنَ اللهِ عزَّ وجلَّ، وإنَّ الله عزَّ وجلَّ قد قَبَضَه.. فاستَرجَعَ، قال أنسٌ: فأُخبِرَ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بذلك، فقال: بارَكَ اللهُ لهما في لَيلَتِهما)

المرأة المجاهدة

 واتسمت السيدة " أم سليم بنت ملحان  " بالإقدام والشجاعة: لِما رواه عنها ابنها أنس -رضي الله عنه-: (أنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ اتَّخَذَتْ يَومَ حُنَيْنٍ خِنْجَرًا، فَكانَ معهَا، فَرَآهَا أَبُو طَلْحَةَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، هذِه أُمُّ سُلَيْمٍ معهَا خِنْجَرٌ، فَقالَ لَهَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-: ما هذا الخِنْجَرُ؟ قالَتْ: اتَّخَذْتُهُ إنْ دَنَا مِنِّي أَحَدٌ مِنَ المُشْرِكِينَ، بَقَرْتُ به بَطْنَهُ)

ويذكر أن السيدة "أم سُليم " روت عن رسول الله " محمد" صلى الله عليه وسلم  عدة أحاديث وروى عنها الحديث عددٌ من الصحابة والصحابيات منهم: أُم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، وخولة بنت حكيم، وأُم سلمة، وابنها أنس بن مالك ، وأبو أمامة بن سهل.

توفيت االسيدة " أم سليم" رضي الله عنها  في خلافة معاوية بن أبي سفيان