الأحد 28 ابريل 2024

نجوم المسرح المصرى.. الفنانة زينب صدقى.. قمر الزمالك الأرستقراطية

زينب صدقي

ثقافة7-5-2021 | 23:37

همت مصطفى

يزخر تاريخنا الثقافي والفني بشخصيات كثيرة يمثلون علامات مضيئة، ونجومًا تتلألأ في حياتنا، أضافت الكثير بالتزامها وإخلاصها وموهبتها وإبداعها في مسيرة المسرح المصري والعربي أيضًا، وأسعدت الجمهور بكل ما قدمت.

وتواصل بوابة "دار الهلال" في شهر"رمضان الكريم" تسليط الضوء على نجم من هؤلاء النجوم وخطوات من رحلته وحياته بالمسرح، وترك هؤلاء النجوم إرثًا فنيًا في الحركة المسرحية المصرية وحفروا أسمائهم في عالم الإبداع بما قدموا بالكثير من الأدوار والشخصيات الدرامية بمسرحنا المصري.

واللقاء اليوم مع الفنانة القديرة إحدى رائدات فن التمثيل في مصر " زينب صدقي "

تعد الفنانة "زينب صدقي" إحدى فنانات الجيل الأول للفنانات المصريات اللاتي احترفن التمثيل، فهي من أوائل الفتيات المصريات اللاتي عملن بالتمثيل خلال النصف الأول من القرن العشرين ، ولم يسبقها بالتمثيل سوى عدد قليل من الفنانات

ولدت الممثلة«زينب صدقي» في  15 أبريل 1895، من أصل تركي  و نشأت في منزل عمها بمنطقة «سوق السلاح» بمحافظة القاهرة، وعرفت المسرح  من خلال  الفنانة روز اليوسف، و بدأت الفنانة زينب صدقي التمثيل في المسرح عام 1917 وهي في الثانية والعشرين من عمرها، وكانت أولى خطواتها هي التحاقها بفرقة «عبد الرحمن رشدي» عام 1917، ثم بعد ذلك انضمت لبعض الفرق المسرحية الأخرى ومن أهمها فرق: «أمين عطا الله»، «رمسيس»، «الريحاني»، «فاطمة رشدي»، «اتحاد الممثلين»، «الفرقة القومية».

والتقت " زينب صدقي " عام 1920 بالفنان القدير نجيب الريحاني وتركت انطباعًا جيدًا لديه، كما قام الفنان الكبير يوسف وهبي بضمها إلى فرقة «رمسيس» أثناء تأسيسه لها عام 1923، وأسند لها في البداية بعض أدوار الصبيان والشباب، ثم أسند لها بعض الأدوار الثانية ومن بينها أدوار الفتيات الأرستقراطيات والعاشقات، وبعد استقالة الفنانة روز اليوسف من الفرقة عام 1925 أسند إليها بعض أدوار البطولة، ثم أصبحت بطلة للفرقة عام 1927، وذلك عقب انسحاب الفنانة فاطمة رشدي بطلة الفرقة آنذاك.

وتميزت " زينب صدقي " بقدرتها على تجسيد مختلف الشخصيات الدرامية وخصوصا التاريخية، لأن أداؤها التمثيلي قد اتسم بالأداء المسرحي الكلاسيكي، و لإجادتها التمثيل في المسرحيات المقدمة باللغة العربية الفصحى، بصوتها المميز ومخارج ألفاظها السليمة وحروفها الواضحة والتزامها الدقيق بجميع قواعد النحو والصرف، وبالإضافة إلى جمال صوتها وخصوصا في إلقاء الشعر، لامتلاكها لمهارات الأداء والتلوين الصوتي طبقا للمتطلبات الدرامية للدور.

قدمت  الفنانة " زينب صدقي " مجموعة كبيرة من الأدوار المتميزة  بالمسرح والسينما ،  لكن يظل المسرح هو المجال المحبب للفنانة زينب صدقي، فقد تفجرت هوايتها لفن التمثيل به، وأكدت موهبتها بعدما تعلمت أصول التمثيل بفضل أساتذته (عزيز عيد، عبد الرحمن رشدي، أمين عطا الله، جورج أبيض، يوسف وهبي، زكي طليمات، عمر وصفي، فتوح نشاطي)، وبالمسرح شاركت في تجسيد عدد من أهم الشخصيات الدرامية، حتى أصبحت من نجمات المسرح المصري  .

وكانت  الفترة من عام 1923 إلى عام 1953  فترة مهة في رحلة  الفنانة  القديرة "زينب صدقي  بمسيرتها المسرحية وفي خلال تلك الفترة تقاسمت أدوار البطولات النسائية مع الفنانات: روز اليوسف، فاطمة رشدي، أمينة رزق، فردوس حسن، دولت أبيض، روحية خالد، عقيلة راتب.

 

وتتمثل الأعمال المسرحية للفنانة القديرة " زينب صدقي فيما يلي :

شاركت زينب صدقي بفرقة «أمين عطا الله»  في مسرحيات  ( (الأوبرا كوميك): صباح الخير، القضية نمرة 14، المجنونة، صندوق الدنيا (1919)، الأميرلاي كشكش بين الخنادق (1921)، المنحوس، نيويورك (1922).

شاركت " زينب صدقي " مع فرقة  «رمسيس» في مسرحيات ( صرخة الألم، الشياطين السود، الأنانية، عبد الستار أفندي (1923)، المحامي المزيف، الجاه المزيف، في سبيل التاج، فيدورا (1924)، أحدب نوتردام، كليوباترة، الفريسة، الوطن، تيار الملذات، حياة المقامر (الموت المدني)، صاحب الملايين، عشرين ألف جنيه، البئر، الحب المغناطيسي، الذبائح (1925)، هرناني، الفضيحة، الكوكايين، الكونت دي مونت كريستو، الوحوش، تحت العلم، التهديد، سيزار دي بورجيا، نائب رغم أنفه، وراء الهملايا (1926)، قلوب الهوانم، القاتل، البيت المحاصر، ملك الحديد، جاك الصغير، الشرق والغرب، النسر الصغير، يوليوس قيصر، إسرائيل (1927)، نيرون، القضية المشهورة، أرسين لوبين، شجرة الدر، غرام الوحش، الصديقتان، العرش، الجيش، قيصر بول، الأخرس (الكابورال سيمون)، كاترين دي مدسيس، البرج الهائل، البرنس جان، الخائن (1928)، من المجرم؟، اللهب، الحب المحرم، باجي سقا، قيصر لوك، مارجريت دي بورجينا (1929)، بهوات الريف، بنات الهوى (1930)، ثلاث عرسان وعريس (1935).

ومع فرقة  «فاطمة رشدي» شاركت  " زينب صدقي " في مسرحيات ( الحب المحرم، مجنون ليلى (1930)، آنا كارنينا، فاطمة (1931) ، ومع فرقة  «اتحاد الممثلين» شاركت في مسرحيات (القصاص، المستهترة، الحلاق الفليسوف، الست درية، الولادة بلقيس، جميل وبثينة، صرخة الطفل، العصامي، فتاة شنغهاي، مجنون ليلى، هوراس، الإسكندر الأكبر (1934).

وشاركت " زينب صدقي" أيضا بالعديد من المسرحيات  مع فرقة  «المسرح القومي»  حيث قدمت أدورا متميزة في مسرحيات (السيد، أندروماك، تاجر البندقية (1936)، سر المنتحرة (1937)، العواطف، طبيب المعجزات، مصر الخالدة، مجنون ليلى (1938)، مصرع كليوباترة (1939)، رجال، سلك مقطوع، مروحة الليدي وندرمير (1942)، زوج كامل، غادة الكاميليا (1943)، أصدقاؤنا الألداء (1949)، الذهب (ديفيد كوبر فيلد)، أسرار القصور، قلوب الأمهات (1951)، الشهيدة (1952).

وقدمت " الفناة القديرة زينب صدقي مع فرقة المسرح «الحديث»: مسرحية القنبلة الثالثة (1963).

و خلال مجموعة المسرحيات التي شاركت في بطولتها " زينب صدقي  قد تعاونت مع نخبة من المخرجين بأكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: عزيز عيد، عبد الرحمن رشدي، أمين عطا الله، يوسف وهبي، استيفان روستي، فاطمة رشدي، جورج أبيض، زكي طليمات، عمر وصفي، فتوح نشاطي، أحمد علام، سراج منير، فوزي درويش.

شاركت الفنانة زينب صدقي في إثراء مسيرة الفن المصري ببطولة خمسة وستين فيلما، وكانت أولى مشاركتها - وهي في عمر الثامنة والثلاثين - بفيلم «كفري عن خطيئتك» من إخراج عزيزة أمير عام 1933.

كانت الفنانة القديرة " زينب صدقي تتسم بملامح مميزة  وجمال أرستقراطي ذو ملامح التركية وخفة ظلها المصرية  وقد ساعدها ذلك في اختيار المخرجين لها لتجسيد أدوار الأم أو الحماة الأرستقراطية المحافظة على عاداتها وتقاليدها في أغلب أدوارها من بين ذلك الأفلام  السينمائية، ، وقد تنوعت أدوارها في عالم السينما بين أدوار الشخصية الطيبة أو السيدة الاستقراطية الشريرة، ولعل أشهر أدوراها في هذا الإطار دورها في فيلم «ست البيت» مع الفنانة فاتن حمامة، ودور والدة (نينة) رشدى أباظة في فيلم «صغيرة على الحب»، وشخصية الناظرة الطيبة في فيلم «عزيزة»، والأم في «بور سعيد»، والجارة الطيبة في «البنات والصيف»، ومن أشهر أفلامها أيضا: الراهبة، وفاء إلى الأبد، موعد في البرج، التلميذة، الجريمة والعقاب، حب ودموع، إسكندرية ليه.

نالت الفنانة "زينب صدقي" في عام 1926 الجائزة الأولى في التمثيل الدرامى في المسابقة التي أقامتها لجنة تشجيع التمثيل والغناء المسرحى، كما حصلت عام 1930 على لقب ملكة جمال مصر، كما نالت جائزة الجدارة للفنون من الدولة المصري، وأيضا جائزة الرواد بمناسبة اليوبيل الذهبي للسينما المصرية من «جمعيةالفيلم».

وشاركت في كثير من الصالونات الثقافية التي كان يقيمها بعض الرواد والمثقفون وتجمع بين رموز الفن والسياسة والثقافة، » بلباقتها ورقتها وثقافتها وأرستقراطيتها  ولقبت ب" شكسبيرة الزمالك "

رحلت الفنانة القديرة "زينب صدقي " والتي  عرفت في الوسط الفنى بلقب: «قمر الزمالك الأرستقراطية»، عن عالمنا في 23 مايو 1993 ،و قد امتد بها العمر إلى ما يناهز ثمانية وتسعين عاما  وقضت ، وبالتحديد ما يقرب من ثلاثين عاما سنوات طويلة من عمرها بعيدا عن الأضواء ، وذلك منذ آخر مشاركاتها المسرحية عام 1963، حيث لم تشارك منذ ذلك التاريخ سوى بخمسة أفلام كان آخرها عام 1983 .والحقيقة أنها قررت اعتزال التمثيل المسرحي بصورة شبه نهائية مبكرا، واختارت يوم ميلادها عام 1954 ليكون ذكرى إعلانها عن ذلك القرار الجرئ.

ورحلت " زينب صدقي"  لكنها باقية حيث وضعت الفنانة  القديرة  بصمة متميزة لها بجميع أدوارها سواء في المسرح أو السينما،  فق عشقت الفن ومهنة التمثيل بكل الصدق فأخلصت في جميع أعمالها وبذلت قصارى جهدها في تجسيد مختلف الشخصيات الدرامية، فاستطاعت تحقيق النجاح  وأن تبقى في ذاكرة الجمهور ووجدانه بكل ماقدمت .

Dr.Randa
Dr.Radwa