زار رئيس الكونغو الديمقراطية، ورئيس الاتحاد الإفريقي الحالي، الرئيس «فيليكس تشيسيكيدي» مصر، اليوم، وكان في استقباله الرئيس السيسي بمطار القاهرة.
وأوضح مساعدي وزير الخارجية السابقين، أن سد النهضة هو أهم الموضوعات التي ستكون على الطاولة للمناقشة، مشيرين إلى ان رئيس الكونغو بذل مجهودات كبيرة للوصول غلى اتفاق قانوني ملزم بين الأطراف الثلاثة.
سد النهضة أول القضايا المطروحة خلال زيارة رئيس الكونغو إلى مصر
قالت السفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية السابق ، إن ما قضية سد النهضة ستكون أول القضايا التي سيتم مناقشتها خلال زيارة رئيس الكونغو الديمقراطية لمصر، مشيرة إلى الاتحاد الإفريقي راعي للمفاوضات التي تخص سد النهضة، كما أوضحت أن الإثيوبيين مصريين على أن يكون الاتحاد الإفريقي دون شركاء آخرين.
وأكدت السفيرة في تصريحاتها الخاصة لبوابة «دار الهلال»، إن رئيس الاتحاد الإفريقي يحاول أن يقوم بدور التعرف على الموقف الخاص بالأطراف، حتى يدرس الصيغة التي يمكن من خلالها يتقدم بمقترح لإيجاد حل للأزمة الموجودة بتوقف المفاوضات.
وأفادت منى عمر، أن أبرز القضايا التي يمكن أن يتم مناقشتها بين الرئيس السيسي، ورئيس الكونغو، سد النهضة التي ستتصدر الأولوية، وما عدا ذلك، الأوضاع الأمنية والسياسية الموجودة في دول القارة، والمشروعات والعلاقات الثنائية بين مصر والكونغو في كافة المجالات، موضحة أن مصر لديها العديد من المستثمرين المصريين متوجهين للكونغو.
وأوضحت أن "فيليكس تشيسيكيدى"، هو الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، ولهذا فإن التنسيق معه بالنسبة للقضايا السياسية والأمنية المطروحة في القارة هامة للغاية، مشيرة إلى أن هناك أكثر من وضع يحتاج للتشاور، من بينهم تشاد التي لا يزال بها تغيير حاصل نتيجة وفاة الرئيس بيدي، وكذلك ليبيا وما تحتويه من أوضاع، وأيضًا الصومال، والنزاع الحدودي الموجود بين إثيوبيا والسودان، وعلى الحدود بين الكونغو ورواندا يوجد مناوشات تحدث بشكل مستمر، كما أضافت أن مناقشة موضوع الإرهاب موضوع أساسي للتنسيق بشأنه مع رئيس الكونغو ورئيس الاتحاد الإفريقي "فيليكس تشيسيكيدى".
الفرص متاحة للمستثمر المصري
وأوضحت السفيرة منى عمر، إن زيارة رئيس الكونغو يمكن أن تتناول بجانب سد النهضة، العلاقات الثنائية بين البلدين والتي ستتضمن الجانب الاقتصادي، لأن العلاقات بين الدول قائمة على المصالح والمنفعة، موضحة أن الكونغو دولة نامية وفي احتياج إلى الكثير من الاستثمارات الخارجية وخاصة أنها مرت بقلقلة أمنية طويلة ولا تزال لديها مشاكل وهي تحتاج إلى الخبرة المصرية بالنسبة لموضوعات تحقيق التنمية، والاستفادة من التجربة المصرية لبناء الدولة الحديثة، وهذا مطلب لهم كما أوضحت السفيرة منى عمر.
وأكدت السفيرة منى عمر، في أن الكونغو من الدول التي تشارك دائما في الدورات التدريبية التي تنظمها مصر، على مستوى وزارة الخارجية، وزارة الدفاع، والري، كما أفادت أن هناك العديد من الفرص المتاحة للمستثمر المصري في الكونغو، موضحة أن دولة الكونغو الديمقراطية تعد من أغنى الدول الإفريقية بالموارد الطبيعية، وشاسعة في المساحة، لهذا فإن بها الكثير من الإمكانيات الاقتصادية سواء الزراعية أو السياحية أو الخدمية، موضحة أن كل الموارد الموجودة بها يمكن استغلالها والاستثمار فيها.
وأوضحت مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية السابق، إنه يمكن أن تستفيد الكونغو من التجربة المصرية في مكافحة الإرهاب، إلا أن الكونغو ما يوجد بها ليس إرهابًا ولكنه نزاعات قبلية، موضحة أن ما يوجد في الكونغو ليس محاولة تدخلات خارجية، أو إرهاب يستهدف البلاد، ولكنه نزاعات قبلية، وذلك وضع مختلف عن وضع الإرهاب في مصر، إلا أن الدول الإفريقية تتعرض لهجمات إرهابية من حين لآخر مما يجعل مناقشتها أمر مهم.
اضطراب القرن الإفريقي يسبب ظهور الجماعات المسلحة والإتجار بالبشر
قال السفير الدكتور محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق إن سد النهضة هو أهم القضايا المطروحة خلال الزيارة في ذلك التوقيت، في ضوء الوساطة الكونغولية وفي محاولة جديدة لاعادة الاستقرار والامن بالمنطقة، مشيرًا إلى أنه بحكم رئاسة الرئيس "تشيسكدي" للاتحاد الإفريقي، وإشرافه علي جهود تنسيق مفاوضات سد النهضة بعد استضافته للجولة الأخيرة في إبريل الماضي، وعدم تحقيق هذه الجولة نجاحات، حرص الرئيس "تشيسيكيدى"، على مواصلة جهوده في محاولة للتوصل لاتفاق قانوي ملزم، ويسعى من خلال أفكار جديدة لم تفصح عنها الأنباء بعد لسد الفجوة بين الأطراف الثلاثة.
وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق في تصريحاته الخاصة لبوابة « دار الهلال»، أنه قد التقي أمس بالخرطوم مع الرئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، وشارت الأنباء بأنه يحمل مبادرة معه.
وأشار إلى أن مصر حريصة إذا ما تم التقدم بأفكار إيجابية تعكس تغير في الموقف الإثيوبي على العمل المشترك من أجل التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم، موضحًا أن مصر لن تقبل المساس بحصتها المائية.
وأفاد حجازي، أن هناك العديد من القضايا الثنائية ومنها ما يتعلق بالإرهاب، إلا أن تلك الجولة في ذلك التوقيت توحي بأن يكون عنوانها الرئيسي هو مفاوضات سد النهضة من عثرتها قبل الملئ الثاني، مشيرًا إلى أن باقي الملفات الثنائية ومكافحة الإرهاب والتعاون المشترك يمكن بحثها في أطر وفي أوقات أخرى ولكن يبدو أن عنوان تلك الزيارة هو محاولة التوصل إلى حل لقضية الملء الثاني والأوضاع التي قد تنجم عن الانفراد الإثيوبي والتعنت الذي قاد الموقف التفاوضي لما نحن عليه الآن.