خطف الفنان طارق صبري الأنظار إليه بعد بالمشاركة في الملحمة الوطنية مسلسل الاختيار 2 في شخصية "خيرت السبكي" الضابط المُنشق والذى يتحول إلى إرهابى ينفذ عمليات إرهابية فى سيناء بعد أن ينكشف أمره بوزارة الداخلية.
"صبري" كشف في حواره لبوابة "دار الهلال" عن سمات شخصية "السبكي" الحقيقية وتحولاته وعداوته للدولة والغل الذي بداخله وكيف تحول من ضابط إلى إرهابى متطرف يقتل زملائه بدم بارد، وعن ردود الأفعال التي وصلته عن دوره، وكيف تم ترشيحه للعمل وأشياء آخرى.
في البداية هل تخوفت من تجسييد شخصية إرهابي وكره الجمهور للشخصية؟
كان هناك تخوف في البداية من تجسييد شخصية خيرت السبكي خاصة أني كنت أعرفه من خلال الأخبار عندما كانت تتحدث عنه في فترة عامي 2017، و 2018، لأننا عاطفيين جدا تجاه الشخصيات التي تحمل الكثير من الشر وزاد التخوف عندما قرأت الورق ووجدت أنه يكشف الكثير عنه، ويظهر كل مساؤه، وأظهروا مدى خطورته على الجهاز والدولة لأنه كان يمثل خطورة شديدة، ونفذ عمليات كثيرة إذ قتل الشهيد منسي وناس كتير كان لها رصيد كبير من الحب عند الناس.
ما الذي شجعك على تجسيد الدور؟
اعتمدت على رصيدي من حب الناس، وأنهم سوف يكرهوني وقت عرض المسلسل لكن سيزول الكره بعد ذلك، ولكن كان عندي أهم شىء هو مدى خطورة الشخصية أنها تصل إلي عقل المتفرج، شخصيته كانت تمتاز بالقوة الشديدة في الكلية وعلى مستوى عالي تدريببا وجسديا وفكريا وشاطر وكان مرشح لفرقة مكافحة إرهاب في الأمن الوطني وأحد الكوادر المهمة داخل جهاز الداخلية ولم يكن يظهر عليه في الأول أي شىء والبيئة التي يعيش فيها ومستواه المادي وعائلته وأصدقائه كل أبعاده كشخصية لا تعطيك ثغرة أنه سيتحول إلي إرهابي حتى لم يكن متزمد أو عنده تطرف ديني أو فكري.
لكن له بعض السمات التي للأسف الشديد غالبا وقعت على هوى أنه ينشق ويخون بهذا الشكل وكان شخصية متهورة جدا ويرى في نفسه أن يكون ظاهر وباين وغالبا هي كانت أول "خطاف" ينجذب منه، وأحيانا كنت أقول لنفسي أنه كان يستطيع أن يكون كما كان يرى نفسه داخل جهاز الداخلية لكن الفطرة أو البذرة التي بداخله هي بذرة فاسدة وهم أستطاعوا أن يلتقطوها بشكل ما.
من خلال بحثك خلف تفاصيل شخصيته وأدقها هل كان يعاني من مشاكل نفسية؟
كان عنده بعض المشاكل النفسية التي لم نظهرها في المسلسل أو بعض المداخل النفسية التي دخلوا له منها لكن في الآخر كان شخصية قيادة ضابط شاطر عنده حد من الجرأة الشديدة حتى في العمليات لدرجة أنه عندما وصل إلي الإرهابيين وصار واحدا منهم تولى منصب التنظيم العسكري لولاية سيناء بسبب مستواه الفني العالي جدا وكانت تعني له قالب في شخصيته يتحرك به حتى عندما كان يتعامل مع الدواعش كنت أجعله يتحدث معهم بطريقة الضابط لأن شخصية الضابط بداخله كانت طاغية عليه مع إنشقاق فكره وإنحرافه الذي شاهدناه.
كيف جاء ترشيحك للعمل؟
تم ترشيحي من للعمل من شركة سينرجي بناءا على ترشيح المخرج بيتر ميمي الذي أعتبر شغلي معه هو أكبر مكسب لي في المسلسل لأنه شاطر إلي درجات مخيفة ومجتهد جدا يكاد يكون لا ينام من شدة حبه لعمله ولأن المسلسل به تفاصيل وربط بين أحداث حقيقية وآخرى تنشأها في مشاهد وأحداث حدثت في الجزء الأول عملية شديدة الصعوبة والحساسية خاصة أنك تقوم بعمل سوف تدخل به حرب وليس عمل دراما تليفزيونية بقدر ماهو عمل توثيقي لبطولات، "وناس تتخانق معك على السوشيال ميديا وترد عليك في أول المسلسل حصل رد وأستشهد أحد اخواتنا في سيناء يعني أنت كأنك تحارب ولكن حرب من خلال الشاشات"، وأشيد بدور الشركة المنتجة التي وقفت في ظهر المسلسل بكل تكلفته العالية وكل التسهيلات التي تتخيلها لدرجة أننا كممثلين لم نحتاج أي شىء أو معلومة نعرفها عن أي شخصية ظهرت في المسلسل كنا نطلع عليها ونعرف تاريخها ونذاكراها حتى يخرج العمل للناس بهذا الشكل.
ماهي ردود الفعل على دورك التي وصلتك؟
ردود الأفعال كانت جيدة جدا ولم أكن أطمع في نصف تلك الردود التي وصلتني لأن الناس متفاعلة مع المسلسل ولا يتعاملوا معه على أنه مسلسل ولكن مثل مبارايات المنتخب القومي ويخوض كل يوم مبارة وينتظرون مشاهدتها والاختيارعمل وطني يجمع كل الناس حوله سواء في مصر أو في الوطن العربي وردود الأفعال على دوري "كل شوية الناس تقولي انت هتموت ونخلص منك أمتى" وكنت أنزعج أول يومين عندما كنت أسمع هذا الكلام ولكن بعدها كنت سعيد لأني استطعت توصيل لهم الحالة التي من المفروض أن تكون بداخلهم إتجاه أي خائن، وبالفعل الخائن يكون بداخله غل ويقتل بدم بارد وليس لديه منطق ويبرر لنفسه حتى يخدم آلهة الشر التي تحركه والحمد لله وسعيد بكل رد فعل حدث على دوري.
كيف ترى ملحمة الاختيار 2؟
الاختيار هو ملحمة وطنية وعمل وطني وبالنسبة لي أعتبره تكليف أكثر من هو مسلسل وتعاملت معه على أنه عمل يتم توثيقه في شكل درامي لكي تعيش وتشاهده الأجيال القادمة حتى بعد نصف قرن ويعروفوا ما الذي كان يحدث والأيام التي مررنا بها وقابلناها وجها لوجه في الشوارع ونكاد نكون إحتكينا بها إحتكاك جسدي مباشر، من جماعة الأخوان أيام ما كانت موجودة على الأرض بشكل هستيري وكل الأحداث الدامية التي عشنا فيها سواء في رابعة أو بعدها وكل التفجيرات كل تلك الأحداث عشنا بها في الحقيقة وكان من الممكن أن يكون أحدنا يقف في مكان ما ويحدث تفجير قنبلة على مسافة قريبة منه لكن ربنا نجانا.
شعورك بعد المشاركة في عمل وطني قوي؟
إحساس بالفخر لأن الممثل دوره في النهاية أن يشعر أنه قدم شىء ذات قيمة والوقود الحقيقي هو نظرة التقدير ونظرة القيمة عند الناس التي تنظر لك بها لأنك احترمتهم وأستخدمت أدواتك كممثل في انك تجسد لهم عمل يعيش معهم وأثرت في أحدهم ووصلت قيمة معينة بداخلهم، وبينت لهم شكل الإرهابي والضابط والبطل، وأن يأخذوا حذرهم لأن ذلك المتطرف القاتل الخائن من الممكن أن يكون بنى آدم عادي جدا ومن الممكن أيضا أن يكون ضابط مثل "خيرت السبكي" ويكون شاطر في عمله وفي فرقة مكافحة إرهاب والشرطة هي التي دربته وفي النهاية تحول إلي سلاح ضدها، كل ذلك عندما نقوم بتوصيله للناس "يبقى ماحدش يقول على حاجة دي أوفر" أو عندما يتسأل البعض هل معقول أن هذا الشاب كان يقوم بذبح زملائه، أقول لهم أنه كان يفعل أسوء من ذلك بكثير وكان هناك مشاهد حقيقية كثيرة لم تشاهدوها في المسلسل ولكن شاهدناها كممثلين حتى نعمل عليها وحتى نفهمه عندما نقدمه وهناك أبشع وأسوء مما قدم بكثير.
هل اعتبرت دورك رسالة لابد من توصيلها للجمهور؟
نعم.. هي رسالتنا كممثلين أننا ننفعل بشىء وأجد أن من دوري توعية الجمهور بها ولابد أن أقدمها، وأرى أن هناك نقطة مختلفة في حياتي بعد هذا المسلسل، كان عندي "خناقة" سنوية في الأعمال التي سوف أقدمها وما الشىء الذي سوف تقدمه الشخصية، لكن في الاختيار كان الهدف واضح وصريح هو شخص أسمه "خيرت السبكي" وهذا ما فعله في أخواتنا وزملائنا الضباط، وكان مهم أن كل ذلك يظهر وربنا وفقني أن يظهر دور "خيرت السبكي" بالشكل الذي شاهده الجمهور.