الجمعة 10 مايو 2024

زكاة الفطر


د أسامة فخري الجندي

مقالات10-5-2021 | 17:55

د أسامة فخري الجندي

لقد شُرعت الزكاة لبناء الإنسان وسداد حاجياته وكفاية متطلباته المعيشية، وقد أوجب الله (عز وجل) علينا أن نختم صيام شهر رمضان المبارك بإخراج زكاة الفطر، وخاصة قبل صلاة عيد الفطر، والمتأمل لأثر زكاة الفطر، يدرك أنها تحقق مقصودين رئيسين: أحدهما: يعود على الفرد، والثاني: يعود على المجتمع.

أما المقصد الأول: فزكاة الفطر يعود أثرها على المُزَكِّي (الذي قام بإخراج الزكاة) بالخير والثواب الوفير وحصول البركة؛ حيث إن زكاةَ الفطر طهرةٌ للصائم عن كل ذنب أو لغو أو رفَث، أو ما عساه أن يكون قد وقع فيه من مخالفات تتنافى مع حِكم الصيام .

كما أنها تعود على (المُزكَّى له) الذي أُخرجَت له الزكاة، لأنها ربما تغيث ملهوفًا، أو تدفع حرجًا، أو ترفع ضيقًا ودَيْنًا، وربما تكون في إطعام جائع، أو إجابة سائل، وربما تكون في إغاثة مرض، أو مساعدة المحتاج، فزكاة الفطر إذن هي طهرة لمن أخرجها ، وطعمة لمن أُخرجت له، ويُستدل على ذلك بحديث ابْنِ عَبَّاسٍ (رضي الله عنهما) أنه قَالَ: (فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، فَمَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ). [أخرجه أَبُو دَاوُد وَابْنُ مَاجَهْ].

كما أن زكاة الفطر يعود أثرها على المجتمع، وهو المقصد الثاني؛ حيث إنها تمثل نوعًا من أنواع التكافل الاجتماعي والترابط ، من خلال نشر قيم المودة والحب بين أفراد المجتمع، ومن ثمّ فهي تحقق ثقافة المواساة ، وفقه الشعور بالآخر، بما يصنع مجتمعًا واحدًا مترابطًا زكيًّا، طاهر النفس، يحتاج بعضه إلى بعض .

وزكاة الفطر تخرج لمن تجب عليهم كما جاء في آية مصارف الزكاة قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 60]، فمصارف زكاة الفطر هي مصارف زكاة المال عند الجمهور خلافًا للمالكية والإمام أحمد في رواية في قصرهم إياها على الفقراء والمساكين .

إن زكاة الفطر تسهم في تطهير النفس والمال، ورفع الدرجات، وحصول البركة، وزيادة الأجر والمثوبة، ونفي الفقر، ومواساة المحتاجين، وترابط المجتمع.

وإذا كان يوم العيد شرع للفرح والسرور، فإن الشرع الشريف لا يريد أن يكون هناك من المسلمين في هذا اليوم مَنْ يمد يدَه بالسؤال ، ولا يريد أن يوجد في هذا اليوم من هو جائع، إذن أغنوهم بها (زكاة الفطر) عن السؤال في هذا اليوم حتى يعيش المسلمون كلهم في فرحة.

Dr.Radwa
Egypt Air