- أتمنى مقابلة الرئيس السيسي لعرض أفكاري في مجال الذكاء الاصطناعي

ـ مشروع الروبوت المحاكى لمن فقدناهم «إنساني».. وله استخدامات أخرى

- سأتجه لتصنيع الروبوتات فى الخارج بسبب «الدعم»

 

في منتصف القرن العشرين بدأ عدد قليل من العلماء نهجا جديدا لبناء آلات ذكية، بناءً على الاكتشافات الحديثة في علم الأعصاب، ونظرية رياضية جديدة للمعلومات، وتطور علم التحكم الآلي، وقبل كل ذلك، عن طريق اختراع الحاسوب الرقمي، تم اختراع آلة يمكنها محاكاة عملية التفكير الحسابي الإنسانية.

ومن هنا كان حلم العالم المصري الشاب المهندس محمود الكومي في أن يدخل ثقافة وصناعة الروبوتات إلى مصر، وخاصة في مجال الطب ليفدى أرواح الكثير من كوادرنا الطبية، متمنيا مقابلة الرئيس السيسي ذات يوم ليطرح عليه أفكاره في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يتسابق حوله العالم الآن.

 وحاورت  "دار الهلال" العالم المصري الشاب، الذي يثابر من أجل إدخال ثقافة الذكاء الاصطناعي للدولة المصرية.

وإلى نص الحوار:

 

** في البداية.. طرحت فكرة لصناعة روبوت لأشخاص فقدناهم حدثنا عنها؟

 

باعتباري مهندس متخصص في الروبوتات البشرية humanoid robot، وفكرة تصنيع روبوت لأشخاص فقدناهم يحمل نفس الشكل والصوت وأيضا طريقة التفكير، كما أنه غير مقتصر على تلك الاستخدام فقد نستخدمه في حال كنا مفتقدين لأشخاص مسافرين، كما يمكن تقديم الروبوت كهدية.

 

** متى ستبدأ في تصنيع الروبوت؟ وما الصفات التي سيحملها لمطابقة الفقيد؟

عرضي للفكرة على مواقع التواصل الاجتماعي جاء كاستفتاء لأرى مدى احتمالية شروعي في تنفيذها، كما أنها كانت كإحدى طرق التسويق، والموضوع عبارة عنhumanoid robot  وسيحتاج إلى تكلفة عالية بعض الشيء، ويبقى الـAI MODEL  أهم ما في الموضوع والذي استطيع تخزين عليه بعض الذكريات والصفات الشخصية المطلوبة والتي كان يحملها صاحبها قبل وفاته، كما أن الروبوت يمكنه التفاعل بنفس صوت الشخص المطلوب من خلال تخزين بعض التسجيلات الصوتية للفقيد إن وجدت، وإن لم توجد يقوم طالب الروبوت باختيار أقرب طبقات الصوت للشخصية المرغوبة، كما قد يلجأ البعض لعمل نسخة روبوت لنفسه.

 

** ما أبرز ردود الأفعال التي رصدتها بعد نشرك الاستفتاء على مواقع التواصل؟

 

بعد نشري للفكرة على مواقع التوصل الاجتماعي رصدت عدة تعليقات كوميدية أذكر منها تعليق لشخص يرغب في الروبوت من أجل خداع الناس وخاصة في العمل عن طريق إرسال الروبوت إلى العمل بدلا منه.

 

**هل ستشرع في تنفيذ الروبوت في مصر قريبا؟ وماذا ينقص الفكرة لتنفيذها؟

نتيجة لردود الأفعال لا أستطيع الآن أن ابدأ في تنفيذ الروبوت حاليا في مصر، إلا إذا رصدت ردود أفعال مختلفة في أماكن مختلفة خارج مصر، ويمكن أن نقول أن ردود الأفعال التي تلقيتها قد نعتبرها كلها أنها من داخل مصر، مع العلم هناك ثقافات ودول أخرى تتقبل هذه النوعية من الأفكار وتتمناها، والفكرة جاهزة الآن ولا ينقصها للتنفيذ إلا منحها الضوء الأخضر للتنفيذ مباشرة وإتاحته في الأسواق فور تصنيعه.

 

** هل هناك احتمالية تنفيذ مشروع الروبوت في الخارج إذا حانت لك فرصة؟

 

بالتأكيد، سأتوجه للتصنيع في الخارج إذا لقت الفكرة ترحيبا بإحدى الدول، لأنه وببساطة سوق الروبوتات كبير وكل مدى يزداد حجمه خاصة ونحن نتحدث عن موضوع يخص المستقبل، كما أن ثقافة الروبوت منذ عاما مضى لم تكن منتشرة ولم يسمع عنها الكثير وحتى الآن غير ما يحدث الآن من انتشار واسع المدى لثقافة الروبوت، وبطبيعة الحال للترويج لمنتج معين لابد من نشر ثقافته في البداية، كما أن المصنعون هم من يخلقون السوق للمنتجات ولا ينتظرون طلبات السوق لمنتج بعينه وبالفعل سيحتاج إليها السوق.

 

** كيف ترى مستقبل التكنولوجيا في مصر؟

مستقبل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في مصر يتوقف على توجه الحكومة التي بالفعل تتجه نحو مرحلة التحول الرقمي، ولكنها لم تصل بعد للذكاء الاصطناعي وذلك من خلال وزارة الاتصالات، وبعد الوصول لمرحلة يمكنني فيها من إنشاء شركة وتسيير أمورها من خلال التكنولوجيا، يأتي بعدها فورا التحول للذكاء الاصطناعي من خلال تحويل ما أمتلكه من تكنولوجيا وتحول الرقمي.

** هل تواصلت مع رئاسة الجمهورية لطرح أفكارك؟

منذ بدايتي لم أتمكن من التواصل مع رئاسة الجمهورية، ولكن عندما يطلب مني الحضور لبرنامج معين على شاشات التلفزيون أوافق بتلقائية ولا مانع لدي للتوصل مع أي مؤسسات أو أشخاص، وفي حال طُلبت من دولة مجلس الوزراء أو رئاسة الجمهورية والرئيس عبدالفتاح السيسي لن أتأخر، وسأتوجه إليهم على الفور، وما يمنعني من طلب مقابلة المسئولين هو أن أعمل في مجال حساس وللآسف لها سمعة غير جيدة بمصر نتيجة لبعض الأشخاص السابقين، ولهذا أحاول قدر المستطاع التعامل بحساسية شديدة أثناء الإعلان عن شيء ما ولهذا تمكنت الفوز بجائزة جينيف للاختراعات، وهي أكبر جائزة في الاختراعات.

 

** كيف استقبلت فوزك بجائزة جينيف للاختراعات2021؟

سعادة لا أستطيع وصفها، ففوزي بجائزة جنيف كان تكليلًا لتعب سنين، كما أن السعادة تغمرني بكوني مصري وفائز بجائزة في مجال علمي وبالأخص مجال الذكاء الاصطناعي، وهو ما تحارب وتتسابق عليه كل الدول.

 

**ماذا كنت تتوقع من نقابة الموسيقيين بعد أزمة حمو بيكا؟

كان على نقابة الموسيقيين أن تقدم اعتذارًا رسميًا لما فعله حمو بيكا، وبالنسبة لي فالموضوع لم يكن للرد على حمو بيكا، وإنما كنت أريد أن أوصل به رسالة للأجيال القادمة، من خلال الروبوت أحد أعمالي أو اختراعي الذي نجحت به، وفي حالة رد الروبوت لم يكن علي أي مسائلة قانونية لأنه لم يكن هناك شيء اسمه روبوت في القضاء المصري.

 

** ما الذي نحن بحاجة إليه لمواجهة أي جرائم أو تجاوزات في مجال الذكاء الاصطناعي؟

في البداية لم يكن المواطن يدرك شيئا اسمه الكمبيوتر، ولما بدأ الإنترنت ينتشر بدأت الدولة تخلق قوانين تكافح الجرائم والتجاوزات في هذا المجال، وتم إصدار قوانين تختص بالكمبيوتر والأجهزة الذكية، ومصر في الوقت الحالي تحتاج إلى تشريع قوانين للروبوتات، خاصة أن الأمم المتحدة أنشأت قوانين للذكاء الاصطناعي، ولابد أن يكون هناك قوانين تلزم أي شخص بعدم العمل في هذا الشأن دون إذن مسبق، لأن هذا الموضوع قد يخلق الكوارث.

**    حدثنا عن عملك التطوعي في الأمم المتحدة؟

كنت في برنامج تطوير الأمم المتحدة، وهو يهتم بالتطوير أو التنمية البشرية أو ما يخص ذلك، ومن خلال ذلك جاءت فرصة التطوع في منظمة الصحة العالمية كمهندس، وبدأت العمل في الرعاية الطبية وتطويرها وتخيط المستقبل في مجال ارتباط الذكاء الصناعي بالطب.

 

**  أعلنت أنه خلال الأيام القادمة سيكون هناك عمل جديد.. هل هو روبوت؟

 

لا.. العمل الجديد هو روبوت مختص ببعض المهام، وهو تجاري وسيفيد كل الشعوب، لأنني كنت في مطار القاهرة منذ فترة زمنية قصيرة وجدت الطرق التقليدية لقياس درجة الحرارة من خلال أشخاص منوطين بذلك وهو ما نتج عنه ازدحام، الروبوت الجديد سيقوم بكل هذه المهام في ثواني معدودة بكل دقة، واستخدام الروبوت يعني أنه لا مجال للخطأ، وهو مطور لدرجة عالية جدا تساعده على القيام على عدة عمليات في وقت واحد.

 

** ماذا عن الروبوت الذي من المقرر انطلاقه الفترة المقبلة الخاص بفصل مرضى كورونا عن الكوادر الطبية؟

الروبوت الجديد خاص بكل شيء، وسيتم تعميمه في كل المؤسسات بالدولة، وفي تصميمي فصلته لفصلين، وهو تشخيص الطب المبكر وتشخيص الذكاء الاصطناعي وهو ما يفعل طفرة في مجال الطب.

 

**  حدثنا عن الجائزة التي تبرعت بها لأطفال المجاعات؟

كنت أشاهد الأطفال صغار السن يموتون جوعا، وهذا الموضوع من أصعب الأشياء التي من الممكن أن يشاهدها الإنسان، ولك أن تتخيل أن طفل صغير السن يصبر 3 أيام دون أكل أو شرب، وهذه الجائزة خارج مصر، وكنت أريد أن ألفت نظر رجال الأعمال لهؤلاء الأطفال.

 

**  أخيرًا.. وصفك البعض بـ«إيلون ماسك».. ما كان شعورك حيال هذا؟

 

إيلون ماسك ليس قدوتي أو مثل الأعلى، ولكنه متفوق في هذا المجال، كما أنه يجمع ما بين إدارة الأعمال والعلم، وأنا أحاول أن أفعل ما يفعله لمساعدة المواطنين وأرفع من قدر الدولة المصرية وهي خطوة مهمة جدا بالنسبة لي.