الإثنين 20 مايو 2024

مستشفيات القدس الشرقية ضاقت بالمصابين الفلسطينيين: «يستفزوننا للاستيلاء على مكان ليس لهم»

القدس

عرب وعالم10-5-2021 | 21:53

دار الهلال

ضاقت المستشفيات الفلسطينية بالقدس الشرقية المحتلة بالجرحى الذين أصيبوا في مواجهات الاثنين مع قوات الأمن الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى، وفقد العديد منهم عيونهم بعد إصابتهم برصاص مطاطي.

وضاق مستشفى المقاصد أكبر مستشفى في القدس الشرقية بالجرحى، وقال عز الدين نجار (19 عاما) من مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة إن الأطباء في مستشفى المقاصد أخبروه أنه لن يستعيد البصر في عينه اليسرى بعد إصابته في المسجد الأقصى الذي يشهد منذ الجمعة أسوأ مواجهات منذ سنوات.

وأوضح عز الدين لوكالة فرانس برس، إنه جاء إلى الأقصى لأداء صلاة آخر جمعة من شهر رمضان في المسجد عندما بدأت الشرطة الإسرائيلية بإطلاق القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع.

وأضاف: "يريدون الاستيلاء على مكان ليس لهم" في إشارة إلى المسجد الأقصى الذي يعتبر أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ويطلق اليهود عليه تسمية جبل الهيكل لاعتقادهم بانه موقع هيكلهم.

وتعهدت إسرائيل ضمان حقوق المسلمين في العبادة في الأقصى لكنها تسمح لمئات اليهود المتطرفين والمستوطنين بالدخول لباحات الأقصى لأداء شعائر تلمودية تستفز المسلمين، فيما يعلن المتطرفون منهم انهم بصدد بأعادة بناء الهيكل هناك.

وتجري احتجاجات منذ الجمعة ومواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والشبان الفلسطينيين في باحات المسجد الأقصى.

وأصيب ما يقارب 700 شخص منذ الجمعة وسط مواجهات مختلفة في أنحاء القدس الشرقية المحتلة.

وعز الدين هو الأصغر بين ستة إخوة وأخوات، ولم يذكر اسمه الأخير لأنه تسلل إلى القدس بشكل غير قانوني للصلاة.

وقال مدير عام المقاصد عدنان فرهود لوكالة فرانس برس "إن 100 مصاب وصلوا الإثنين الى المستشفى للعلاج وإن نحو 200 شخص وصلوا إلى المستشفى منذ بدء المواجهات الجمعة.

وأضاف أن غالبية إصابات الاثنين كانت في الرأس والصدر والأطراف العلوية والسفلية، موضحا أن القوات الإسرائيلية تعمدت التسبب في إصابات خطيرة.

وتابع: "عندما تقصد إيذاء شخص تقوم بإطلاق النار على رأسه".

وقالت الشرطة الإسرائيلية من جهتها، إن تسعة ضباط أصيبوا، اليوم، فيما أصيب 18 آخرون خلال ليل الجمعة.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه أقام مستشفى ميدانيًا لعلاج الجرحى قبل نقلهم إلى المستشفيات المحلية، فيما أقام مستشفى "المطلع" أوغستا فيكتوريا في القدس الشرقية غرفة طوارئ خاصة لعلاج الجرحى.

وأكد مدير المقاصد، أن أعمال العنف في القدس هي الأسوأ منذ سنوات، وإن كانت أقل حدة مما كانت عليه في عام 1990، عندما قتل ما يقرب من 20 فلسطينيا في مواجهات مع الشرطة في الأقصى.

وقال فرهود: "كانوا يستخدمون الرصاص الحي من قبل، أما الآن فيستخدمون الرصاص المطاطي. والنتيجة هي إصابات غير مميتة ، لكنها يمكن أن تسبب جروحا بالغة".

وخضع أحد المصابين الاثنين لعملية جراحية عاجلة بعد إصابته برصاصة مطاطية.

وقال رئيس قسم جراحة الصدر الدكتور فراس أبو عكر، إن رصاصة مطاطية أصابت صدر الرجل وتسببت في إصابة في الطحال.

وجلس سراج على كرسي متحرك مرتديًا سروالًا ممزقًا فيما ساقاه ملفوفتان بشاش أبيض.

وكان الدهان الأبيض الذي يستعين به لترميم الشقق يغطي قميصه وروى أنه ذهب من عمله إلى الأقصى للصلاة، وإن شرطة الاحتلال دخلت المسجد وبدأت بإطلاق قنابل الصوت التي أصابت ساقي.

وتابع: "أطلقوا النار على الجميع، صغاراً وكباراً، أطلقوا قنبلة صوتية نحوي وأصابت ساقي".

وأكد أن الإسرائيليين يستفزون الشباب، لكن السلطات الإسرائيلية أصرت على أنها تصرفت فقط ردا على مثيري الشغب الذين شاركوا في "استفزازات خطيرة".

وأشاد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بجهود الأجهزة الأمنية.

وقال في احتفال إن "دولة إسرائيل تحترم حرية العبادة وستواصل القيام بذلك ، لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة اضطرابات النظام العام وأعمال التخريب ودعم الإرهاب".

وفيما كان التوتر يلف القدس، كان الإسرائيليون ينظمون مسيرة لإحياء ذكرى ما يسمونه "إعادة توحيد" المدينة التي احتلت اسرائيل شطرها الشرقي عام 1967 واعلنت "توحيدها" قبل ان تضمها في خطوة لم يعترف بها معظم المجتمع الدولي.

وخارج مستشفى المقاصد قطع شبان طريقا بحاويات القمامة، فردت الشرطة برش المياه العادمة، والتي تبقى على الأرض وعلى الثياب والحيطان وتنشر رائحة كريهة تظل لأسابيع.


وقال فرهود: "نتوقع حدوث شيء ما اليوم".