منذ أن فارقت والدته الحياة والطفل ياسين يبحث عن وسائل يساعد بها المرضى ليتم شفاؤهم وإنقاذهم من الموت، والذي تعرضت له والدته لتتركه وحيدا ما جعل منه إنسانا آخر فقد نزعت الطفل البرئ من داخله وحصنته بمعانى أخرى تمثل الرجولة فى كل تصرفاته.
وعندما سمع "ياسين" عن التبرع لمركز أورام الفيوم لم يتأخر لحظة فى الذهاب إليهم ممسكا بما يمتلكه داخل حصالته ليكشف عدد الأموال بها أمام المسئولين عن مركز أورام الفيوم ويقوم بالتبرع به للمرضى داخل هذا المركز على روح أمه، والتى فارقت الحياة بسبب وباء كورونا اللعين.
ما فعله ياسين اليوم يعد عملا نادرا لطفل أدرك المخاطر الكبرى للأمراض الوبائية والمستوطنة والتي تحتاج إلى أموال كثيرة ليشفى المريض ومن هذا المنطق أقدم على التبرع لينقذ أم من أجل أبنائها، فقد تجرع الطفل مرارة غياب الأم وفراقها ولا يريد أن يذوق أحد هذا النوع من العذاب.