الإثنين 29 ابريل 2024

لماذا سأل السادات الفريق أول أحمد إسماعيل أخبار شمس بدران في السجن إيه؟!

مقالات12-5-2021 | 21:46

صادفتني خلال مشواري الصحفي الممتد41 عاماً قصص غريبة وحكايات مثيرة للغاية أطرافها شخصيات بارزة شهيرة  ..ولم يقدر لتلك الحكايات المثيرة والقصص الغريبة أن تخرج للنور فبقيت مجهولة لا يعلمها إلا قليلون !..


وفي هذا المقال قصة مجهولة وحكاية مثيرة حدثت أوائل عام 1973 لم تخرج إلى النور من قبل..كان طرفيها الأساسيين رئيس الجمهورية الرئيس أنور السادات ووزير الحربية الفريق أول (وقتها) أحمد إسماعيل..وكان الطرف الثالث هو العقيد شمس بدران وزير الحربية في زمن هزيمة 5 يونيو 1967 الذي كان في السجن عندما وقعت أحداث هذه القصة المثيرة..

 "أخبار شمس بدران إيه يا أحمد"؟!.. هكذا فوجئ الفريق أول أحمد إسماعيل  بهذا السؤال من جانب الرئيس أنور السادات خلال إتصال أجراه معه الرئيس 

 

أخبار شمس بدران ايه يا أحمد ؟!..رد وزير الحربية متعجبأ من السؤال: شمس في السجن يا فندم !.. قال السادات :ما أنا عارف.. بس أنا بأسألك هو عامل إيه في السجن.. ؟!

علق الفريق أول إسماعيل : لو سمحت سيادة الرئيس ما هذا السؤال الغريب يا فندم ؟

رد الرئيس :ليه ..هو محمود طنطاوي ما قالكش حاجة عن شمس ولا عن أحواله لما زارك أمس بعد أن خلص زيارته لشمس في السجن ؟!..

بعد انتهاء الاتصال الذي جري عبر التليفون المؤمن قرر الفريق أول أحمد اسماعيل فورأ استدعاء  محمود طنطاوي الذي كان أحد تلاميذه الذين يرتبط معهم بعلاقات وثيقة مثل اللواء منير حسبو واللواء عادل جبريل.. أراد وزير الحربية أن يعرف منه لماذا أخفى عنه بالأمس قصة زيارته لشمس بدران في السجن !..


اترك لكم قراءة باقي القصة على لسان الرجل الغامض الذي بسببه اتصل الرئيس بوزير الحربية..

في شقته بحي جاردن سيتي التقيت عام 1995 العميد متقاعد محمود طنطاوي في حوار خاص  في رحلتي الطويلة لجمع أكبر قدر من المعلومات الصحيحة والقصص المجهولة والحكايات الإنسانية التي لا يعرفها أحد عن المشير أحمد إسماعيل قائد انتصارات 6 أكتوبر 1973..
 
في هذا اللقاء المسجل روى لي العميد طنطاوي باقي قصة الاتصال الغامض الذي أجراه الرئيس السادات بالفريق أول أحمد إسماعيل ..

قال لي العميد طنطاوي: "اندهشت عندما تلقيت إخطارا بأن أذهب صباح اليوم التالي للأهمية إلى مكتب وزير الحربية..قلت لنفسي لقد كنت موجوداً بالأمس لديه فلماذا يستدعيني مرة أخرى بهذه السرعة ؟!..رحت أفكر طويلأ في أسباب هذا الاستدعاء المفاجئ.. لماذا يستدعيني الفريق أول أحمد إسماعيل لمكتبه بمثل تلك السرعة حيث لم تكن قد مضت على لقائي معه سوى 6 ساعات  !..

 واعترف لك بأنني لم أستطع النوم في هذا اليوم.. ورحت أفكر طويلاً في أسباب هذا الإستدعاء الغامض.. لقد ذهبت بالأمس إلى وزارة الحربية بكوبري للقبة لتقديم التهنئة للفريق أول أحمد إسماعيل بحلول عيد الفطر المبارك..


فما هو الخطأ الذي ارتكبته أو وقعت فيه دون أن أدري .. سواء خلال فترة وجودي بمقر الوزارة أو داخل مكتب وزير الحربية..و ظللت طوال ساعات هذه الليلة أحاول التوصل لأسباب هذا الإستدعاء الذي أزعجني بشدة.. وطير النوم من عيوني!..

المهم أنني عندما أدخلني مدير مكتب الوزير سألني الفريق أول أحمد إسماعيل بمجرد دخولي وقبل أن أجلس :" لما أنت رحت إمبارح زرت شمس بدران في السجن ليه ماجبتش سيرة عن هذه الزيارة لما قابلتك" ؟!

قلت :" سيادتك تعرف تماماً أنني وشمس دفعة واحدة في الكلية الحربية وتربطني به صداقة كبيرة وزمالة طويلة..وأنني عملت إلى جواره وكنت مساعداً له عندما كان مديراً لمكتب المشير عبد الحكيم عامر..

لقد زرت شمس في السجن يا سيادة الوزير من باب الوفاء لتلك الصداقة كي أهنئه بمناسبة عيد الفطر"..

وبمجرد أن انتهيت من  كلامي أمسك الفريق أول أحمد إسماعيل بالتليفون المباشر المؤمن الذي يربط القائد الأعلى للقوات المسلحة بالقائد العام ..وقال للرئيس السادات: "يا فندم..طنطاوي عندي أهو..وبيقول أنه زار شمس في السجن بحكم الزمالة في الدفعة والصداقة الوطيدة بينهما عشان يعيد عليه في وقفة العيد ويقوله كل سنة وانت طيب..ليس أكثر يا سيادة الرئيس"..

فرد الرئيس السادات.." أنا أحترم زمالة السلاح والدفعة.. وأنا لما المباحث العامة قالولي إمبارح إنه زار شمس قلت أسألك عن أخباره في السجن".!

Dr.Randa
Dr.Radwa