الأربعاء 26 يونيو 2024

يحتفل هذا العام بمرور 54 سنة علي تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية .. 19 دولة تنادي بالسلام في مهرجان الطبول والفنون التراثية " 5 " .. بربوع مصر

7-5-2017 | 09:49

كتبت : نيفين الزهيري

وسط تاريخ يزيد علي 800 عام، احتضنت قلعة صلاح الدين الأيوبي طبول من كل مكان في العالم لتدب الحياة فيها مرة أخري مع ضربات موسيقيين من كل الجنسيات، وكأنها تنادي علي كل من علي كوكب الأرض بهذه الضربات، ليعلنوا "معا نغير العالم"، وذلك ضمن فعاليات الدورة الخامسة للمهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية، والتي استقبلتها القاهرة والعديد من المحافظات لتظهر وكأنها ترقص علي ضربات الطبول المختلفة التي تواجدت من مختلف أنحاء العالم فيما يشبه تظاهرة ضخمة ظهرت واضحة في شارع المعز وقلعة صلاح الدين وساحة الهناجر، وقبة الغوري ومركز طلعت حرب الثقافي ومركز الطفل للحضارة والإبداع وقصر ثقافة بنها، بالإضافة إلي الأقصر، المهرجان شاركت فيه هذا العام 19 دولة وهي موريشيوس ونيجيريا والسودان والصين والسنغال وسيراليون واليونان وكوريا الجنوبية وتتارستان وإندونيسيا والجزائر وتونس وغينيا كوناكري وكوت ديفوار وجامبيا وجنوب السودان ومصر وسوريا بالإضافة إلي الإكوادور ضيف شرف الدورة.

لم تكن الطبول علي اختلافها في هذه الدول فقط هي المتواجدة في فعاليات هذه الدورة ولكن قدمت كل منها الفلكلور الخاص بها في الموسيقي والرقص والغناء وحتي الملابس والتي ظهرت بشكل رائع في شارع المعز في التظاهرة التي ملأت أرجاء هذا الشارع وسط تواجد جماهيري ضخم تابع هذه الموسيقي ليرقص على دقات الطبول، وان كانت الموسيقي هذا العام تميل إلي الطعم الإفريقي حيث يحتفي المهرجان هذا العام بمرور 54 عاما علي تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية والتي تأسست عام 1963 وتحولت لاحقا إلي الاتحاد الإفريقي وهو ماجعل إدارة المهرجان تعلن أن "إفريقيا وطن الطبول". ونظمت ورشة دولية كبري بهذه المناسبة في بئر يوسف بقيادة رئيس المهرجان وضمت كل الفرق الإفريقية المشاركة في المهرجان، بالإضافة إلي عدد من الفرق الأجنبية الأخري الممثلة لقاراتها واحتفاء الامم المتحدة باليوم الدولي لأمناء الأرض.

وقد أكد فيه الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة إن تأصيل الهويات الثقافية للشعوب، يتحقق عبر توثيق التراث المادي والمعنوي، والفنون عامة والطبول خاصة من روافد الهوية الثقافية للحضارات المختلفة، وبهذا المعني فإن مهرجان الطبول والفنون التراثية شديد الأهمية وسط أجواء العولمة التي تحاول أن تذيب الهويات الثقافية وتقفز علي الشعور الوطني".

وقال المخرج الفنان انتصار عبد الفتاح رئيس ومؤسس المهرجان "بدأت رحلتي باحثا في خريطة العالم عن أسرار الثقافات ومعانيها والترحال عبر أبوابها بحثا عن الإنسان والوطن، وفنون مصر التراثية هي مصدر الهامي وفخري أن أكون مصريا، حملتني عبر أصواتها وألحانها وأنغامها إلى عالم أوسع أفقا وأكثر رحابة، وأنا فخور بأن الدورة الخامسة من المهرجان شهدت 70 عرضا فنيا حضره أكثر من 40 ألف مشاهد علي مدار أيام المهرجان، مشيرا إلي تدشين مشروع إحياء فنون القاهرة التاريخية القاهرة في 1000 عام شارع المعز، من خلال اللجنة القومية لتطوير وحماية القاهرة التاريخية، وأعلن عن قافلة السلام من خلال مهرجان الطبول لأول مرة بمدينة الأقصر، للتأكيد علي أهمية الثقافة والإبداع في محاربة التطرف والعنف".

وأضاف "إن الدورة الخامسة من المهرجان كانت دورة الاصرار والتحدي، مقدماً الشكر لوزير الثقافة الكاتب الصحفي حلمي النمنم علي رعايته للمهرجان، كما قدم الشكر لقطاع صندوق التنمية الثقافية، وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية، والهيئة العامة لقصور الثقافة، علي الجهد الذي بذلوه من أجل إنجاح هذه الدورة، التي سعينا من خلالها لتقديم حوار فني بديع بين الحضارات المختلفة تحت شعار حوار الطبول من أجل السلام".

بينما قال الدكتور أحمد عواض رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية " الفن دائما هو الملجأ والملاذ لنا جميعا، وقطاع صندوق التنمية الثقافية الذي يحتضن المهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية منذ بدايته يجعل من فعالياته كرنفالا وعيدا كل عام، ومهرجان هذا العام يؤكد نجاح الدورات السابقة وقدرته على التواصل مع كافة الشعوب من خلال الطبول والفنون التراثية في امتزاج كامل بين الحضارات ويؤكد أن الانسان في كل مكان هو الإنسان، فالمهرجان هو نتاج تعاون خلاق بين صندوق التنمية الثقافية وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية ومؤسس المهرجان الفنان انتصار عبدالفتاح تحت مظلة وزارة الثقافة وتعاون العديد من الوزارات والجهات من أجل أن يخرج هذا المهرجان بصورة مشرفة لمصر كلها".

وفي ختام المهرجان تم تكريم كل من عاشق النوبة اسم الفنان أحمد منيب وتسلمها ابنه الفنان فتحي منيب، عاشق التراث البورسعيدي الحاج حسن محمد صالح وتسلمها عنه ابنه محمد حسن صالح، حارس التراث السيناوي عاطف عبد الحميد، الريس فتحي شعبان السنباطي فرقة حسب الله، بالإضافة إلي تقديم نتاج الورشة الدولية التي شاركت فيها كل الفرق المشاركة بالمهرجان ليتأكد في النهاية أن الفن هو السلام، خاصة وأن حفل الختام تزامن مع الاحتفال بعيد تحرير سيناء.

    الاكثر قراءة