السبت 27 ابريل 2024

للأقصى رب يحميه يا عم بايدن

مقالات14-5-2021 | 13:41

اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين آخر أيام شهر رمضان، بدون أي مقدمات أو أسباب، يبين ويؤكد أن هؤلاء لا يريدون استقرارا أو هدوءا في فلسطين ولا في المنطقة العربية، لا يريدون إلا المناوشات والقتل وعمليات الاقتحام المستمرة على شعب مسالم قليل الحيلة.. وذلك بعد زعمهم بأن العمليات العسكرية جاءت ردا على إطلاق صواريخ من غزة تجاه إسرائيل.

أعمال العنف المتجددة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين تعد هي الأكثر شراسة منذ سنوات، في مسعى من جانب إسرائيل لترحيل عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية.. ولتحقيق مطلب قديم يسعون إليه دائما ألا وهو «تهويد القدس».

مستشفيات القدس امتلأت بالمصابين بعد اشتباكات عنيفة في الحرم القدسي بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين خلفت أكثر من 500 جريح.. وفقد عدد كبير من المتظاهرين أعينهم بعد إصابتهم بالرصاص المطاطي.

إسرائيل تدين نفسها

صحيفة «هاأرتس الإسرائيلية» علقت على الأحداث بأن إسرائيل ليست في حاجة لاستعراض لأن ذلك قد يؤدي إلى نتائج عكسية، وأبدت قلقها من الاستفزازات المستمرة التي أدت إلى المواجهات الحالية، وقد تجر إسرائيل إلى حرب جديدة.

كما رأت أن السماح للجيش بالتدخل بقوة في قطاع غزة ليس هو الحل لما يجري في محيط المسجد الأقصى، بل الحل يكمن في الجهود الدبلوماسية، وهي الوحيدة القادرة على إعادة الهدوء بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ورغم تنديد أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، بالاعتداءات وخاصة الجوية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة ووصفها بأنها «عشوائية وغير مسئولة»، قائلا: إن إسرائيل تسببت في تصعيد سابق للعنف بسبب أفعالها في القدس.. ورغم رفض الاتحاد الأوروبي لتصعيد الأحداث ومطالبته إسرائيل بضبط النفس واحتواء التصعيد بصورة فورية؛ إلا أن كل ذلك لم يمنع الرئيس الأمريكي جو بايدن من إلقاء تصريحه المستفز والمؤيد لقوات الاحتلال بأن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها.

بايدن كان قد أعلن أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعرب فيه عن أمله بإنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين عاجلا وليس آجلا.. وقال في مؤتمر صحفي: «توقعي وأملي أن يتم إنهاء هذا الصراع عاجلا وليس آجلا، لكن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها».

أي حق لإسرائيل في حرب غير متكافئة في السلاح أو العتاد أو عدد الجنود؟.. أي حق والولايات المتحدة تناصر وتساند إسرائيل على طول الخط منذ قديم الأزل وكأنها الابنة غير الشرعية لها؟.. أي حق لمهاجمة المستوطنين للأراضي الفلسطينية واحتلالها وبناء المستوطنات عليها وطرد أصحاب الأرض وقتلهم؟.. أي حق في استخدام أسلحة متطورة وعلى أحدث طراز ضد شعب أعزل؟.. وأي حق في اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين من حين إلا آخر دون سبب؟.

لم تصل إسرائيل إلى هذه الدرجة من الغباء السياسي والاستفزازات المستمرة لكل جيرانها؛ إلا بموقف أمريكا المساند لها دائما، والداعم لها في كل المناسبات الدولية، ومحاباتها وتلبية رغباتها في كل شيئ؛ من هنا جاءت الاعتداءات والاقتحامات وقتل المدنيين والأطفال وفصل الكهرباء عن المستشفيات واستباحة المقدسات، وسرقة المنازل والأراضي من أصحابها الفلسطينيين في وضح النهار.

كلمة أخيرة للمدعو بايدن، لا نقول لك لا كما قال عبد المطلب بن هاشم جد رسول الله صلى الله عليه وسلم لبرهةأبرهة الحبشي عندما جاء لهدم الكعبة المشرفة «للبيت رب يحميه».. كذلك «للأقصى رب يحميه يا عم بايدن».

Dr.Randa
Dr.Radwa