في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والأدوات الرقمية خلال الآونة الأخيرة بشكل كبير، ووجود أجيال مختلفة يقضون أوقاتًا كبيرة في تصفحها، وفي ظل هذا الانتشار يرى البعض أن هذا الانتشار له تأثير على الوعي والثقافة في المجتمع ولكنه ليس بشكل عميق، وأننا لم نصل إلى الزمن الذي يجعل الرقمنة في وزن الثقافة التقليدية كما رأت كاتبة وروائية أن الانتشار الرقمي له تأثير على الجزء المثقف من المجتمع المصري.
وللإجابة على السؤال الذي يشغل عقول عدد كبير من المجتمع، مما يوضح مدى تأثير الثورة الرقمية على المجتمع المصري وما مدى عمقها في التأثير على وعي الناس.
وقال الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، إن هناك تأثيرًا كبيرًا بالتأكيد على جيل الشباب وسيستمر هذا التأثير مع هذا الجيل، وأنا اعتبر نفسي من الجيل القديم نسبيًا، وانا لست بارعًا في استخدام التنكولوجيا الرقمية في التواصل، ولكن ابني واحفادي أكثر مني فاعلية في استخدام هذة الأدوات الرقمية.
وأضاف عصفور، في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن الأدوات الرقمية حتى الآن لها تأثير كمي وليس كيفي، بمعني أن وسائل المعلومات متاحة بشكل كبير.
وأوضح وزير الثقافة الأسبق: "لا استطيع أن أحدد مدى تأثيرها، ولكنها مسألة تقدم الزمن واختلاف الأجيال، والظاهر أن أدوات الاتصال دورها أقوى في الوقت الحالي، ولكن ليس الظاهر هو الحقيقة"، مضيفًا بالقول: "إنك لن تستطيع أن تقرأ عمل إبداعي عميق كالرواية على سبيل المثال لكاتب كبير على صفحة على فيسبوك، فالكتاب المطبوع دائما ما يكون له جانب من العمق فضلا عن سهولة الرجوع إليه في أي وقت وتستطيع قراءته أكثر من مرة".
وأكد عصفور أن القراءة التقليدية ما زالت لها وزنها وقيمتها الكبيرة حتى الآن، فنحن لم نصل بعد إلى الزمن الذي يجعل الرقمنة في وزن القراءة التقليدية ونفس الفاعلية في التأثير، ولكن الزمن هو الذي سيجاوب على أيهما أكثر عمقًا وتأثيرًا.
ومن جهتها، قالت الكاتبة والروائية إقبال بركة، إن الثورة الرقمية ستؤثر على الجزء المثقف من المجتمع المصري، وذلك ممن يستخدمون الشبكة ويتابعون الأخبار، وهم نسبة ضئيلة بالقياس إلى الأغلبية الأمية أبجديا وتعليميا الذين لا علاقة لهم بالتطورات الحديثة.
وأضافت بركة، في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أننا من الممكن أن نقضي على الأمية أولا، ثم نبحث عن إجابة لهذا السؤال، وهذه هى أمنيتى؛ ألا يكون فى مصر أمى واحد.