الأحد 5 مايو 2024

مصر تواصل جهودها لوقف نزيف الدم الفلسطيني.. وخبراء: تستهدف إعادة الطرفين للمفاوضات.. ودعم عربي ودولي لتحركاتها

قصف غزة

تحقيقات15-5-2021 | 15:18

أماني محمد

منذ تصاعد الأحداث في فلسطين ولا سيما العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتكثف الدولة المصرية جهودها لاحتواء الموقف ومنع التصعيد، من خلال اتصالات سياسية ودبلوماسية على كافة المستويات من بينها محادثات وزير الخارجية سامح شكري مع نظرائه من كافة الدول العربية والأوروبية، وتأكيده موقف مصر الرافض للعنف والهادف لوقف إراقة الدماء.

ووصف خبراء بالعلاقات الدولية الموقف المصري بأنه محل تقدير من كافة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وكذلك محل تقدير ومصداقية لدى كل العالم، في ظل وجود دعم عربي ودولي للتحركات المصرية، موضحين أن مصر تبذل كل جهدها لوقف العنف ضد غزة وإعادة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للمفاوضات.

دعم عربي ودولي للتحركات المصرية

وفي هذا السياق، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الجهود المصرية لاحتواء التصعيد الإسرائيلي ضد غزة كبيرة حيث تتحرك مصر على المستوى الأمني والدبلوماسي، مضيفا أن الجهد المصري جهد مقدر من قبل الطرفين، وخاصة أن هناك دعم عربي ودولي للتحركات المصرية لمنع التصعيد.

وأوضح في تصريح لبوابة دار الهلال، أن هناك اتصالات مصرية أوروبية في هذا الصدد، لكن الوصول إلى الهدنة أمر سيستمر عدة أيام، مؤكدا أن الدور المصري هو الدور الوحيد الذي له مصداقية ومقبول من قبل الطرف الإسرائيلي ومن الجانب الفلسطيني بكل أطيافه، وهناك مسارات أخرى لتركيا وقطر وغيرها وجميعها مسارات ضعيفة.

وأكد أن هذا الدور المصري سيكون له نتائجا إيجابية في ظل ما تقوم به مصر من تنسيق مع الجانب الأوروبي والعربي أيضا، مضيفا أنه من غير المتوقع أن تلجأ قوات الاحتلال الإسرائيلية إلى الاجتياح البري لقطاع غزة، وأن ما تقوم به في ذلك هو مجرد شو إعلامي ومحاولة للضغط على الفلسطينيين لوقف المقاومة.

وأشار إلى أن استدعاء القوات الإسرائيلية للاحتياطي وعددهم 7200 عسكري وكذلك فرق المظلات وغيرها من الألوية كلها مزايدات إعلامية ليس لها تأثير، مضيفا أن هناك اتهامات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسوء إدارة الأزمة وأنه يتحرك لإدارة حرب شخصية وأنه فشل في مواجهة صواريخ المقاومة التي نجحت في اختراق القبة الحديدية وبلغ عددها أكثر من ألف صاروخ حتى الآن.

إعادة الطرفين للمفاوضات

فيما قال السفير علي الحفني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر تدرك ما يحاك لهذه المنطقة من مخططات خبيثة، وفي الوقت تعتبر القضية الفلسطينية هي قضيتها الأولى، فمنذ نشأة تلك القضية ومصر لم ينقطع دورها رغم الظروف المتغيرة ورغم معوقات أطراف عديدة والتدخلات الخارجية الهادفة لعدم الاستقرار وإنهاء ذلك الاحتلال.

             

وأوضح في تصريح لبوابة دار الهلال، أن مصر تقوم بالدور المنوط بها لاحتواء الموقف في فلسطين ومنع التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة، فهي تدرك مسئولياتها وتتدخل لوقف نزيف الفلسطينيين ومنع إزهاق الأرواح، مضيفا أن أولوية مصر هي توظيف المتغيرات بشكل يدفع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني للعودة إلى مائدة المفاوضات لبحث والتوصل لاتفاق بشأن الدولة الفلسطينية.

وأكد أن مصر لم تدخر جهدا منذ بداية الأحداث فعرضت التدخل للتوسط ووقف أعمال العنف وكذلك وفرت العلاج للمصابين والحالات الحرجة وتسهيل دخول الحالات إلى مصر ومستشفيات سيناء والقاهرة، كما أنها تقوم بحملة دبلوماسية مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن أملا في إصدار قرار باكر الأحد، أو حتى في  الجلستين الماضيتين المخصصتين لبحث الأوضاع في الأراضي المحتلة.

وأشار الحفني إلى أن مصر تجري اتصالات على أعلى مستوى على مستوى القيادة ووزير الخارجية مع كبار مسئولي ووزراء خارجية الأطراف المؤثرة في المجتمع الدولي أو المعنية بشكل مباشر أو غير مباشر بالقضية الفلسطينية أملا في تكثيف الضغوط من أجل المسارعة في وقف أعمال العنف وحقن الدماء ووقف الدماء في فطاع غزة والممارسات الوحشية حيال الشعب الفلسطيني.

 

وأضاف أن مصر كذلك أصدرت بيانات عديدة لرفض ما حدث في القدس والاعتداء على المصلين في الأقصى، فمصر تدرك مسئولياتها ليس فقط تجاه فلسطين ولكن تجاه الأمة العربية والإسلامية وتقوم بما هو ما منوط بها من دورها الإقليمي دون الالتفات لمن يحاول عرقلتها.

 

وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن المشهد أصبح عبثيا لأنه يتكرر بين الحين والآخر، فالتصعيد ليس الأول ولن يكون الأخير لأن ما زال الموقف الدولي حكومات ومؤسسات دولية غير قادرة على اتخاذ مواقف بفعل عزوف الحكومات المشاركة فيها على استصدار قرارات بشأن مثل هذه الانتهاكات، وطالما لم يكن هناك بيئة دولية تسمح بفرض عقوبات على هؤلاء العابثين بمقدرات الشعب الفلسطيني فسيتكرر هذا المشهد.

وأضاف أنه ما زال حتى اليوم من يدعون بأنهم مناصري حقوق الإنسان يكيلون بمكيالين وبمعايير مزدوجة وإذا حدث ما حدث في الأراضي الفلسطينية في أي مكان آخر فسيهبون هبة ويحرضون الحكومات على اتخاذ مواقف حيالها، وهذا لم يتم مع الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يزال يتمتع بحصانة من قبل المجتمع الدولي ممثلا في حكومات الدول.

وشدد الحفني على أن منظمات حقوق الإنسان أصبح موقفها عاريا ومفضوحا في ظل استمرار سياسة المعايير المزدوجة والخوف من التعرض لإسرائيل حتى لا ينقطع عنها دعم مموليها، مشيرا إلى أن هناك دول تعبث بمقدرات الدول الأخرى وشعوبها ولا تريد الاستقرار في الشرق الأوسط وهي إسرائيل وتركيا وإيران وإثيوبيا وهي تتدخل في شئون الدول الأخرى وتسعى للتحكم في موارد دول أخرى وطالما استمر هذا الدور الخبيث فلن تشهد هذه المنطقة الاستقرار الذي تنشده شعوبها.