الإثنين 24 يونيو 2024

كتاب الصحف يبرزون جهود مصر لاستعادة الهدوء بفلسطين.. واستثمار علاقاتها لدعم إفريقيا

قتل وإعتقال الأطفال الأبرياء

أخبار16-5-2021 | 09:53

دار الهلال

حازت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية على رأس اهتمامات كبار كتاب صحف القاهرة، الذين أبرزوا الجهود المصرية المخلصة والاتصالات المكثفة من أجل "استعادة الهدوء".. واستغرب بعض الكتاب تأجيل انعقاد مجلس الأمن، معتبرينه "فرصة لإراقة مزيد من الدماء الفلسطينية"، فيما عدد آخرون قرارات مجلس الأمن التي خرقتها إسرائيل عبر تاريخها، مستذكرين سجلها "الأسود" في التعامل مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

كما سلطت كتاب صحف القاهرة الصادرة اليوم الأحد الضوء - أيضا - على نجاح مصر في استغلال حضورها أمام المحافل الدولية، واستثمار علاقاتها القوية مع الدول الكبرى في الحديث عن الهموم والتحديات والأزمات والمشاكل التي تواجه قارة إفريقيا.

فعن الجهود المصرية إزاء قضية فلسطين، لاسيما تجاه ما يحدث في هذه الأثناء من عدوان إسرائيلي على قطاع غزة، نوه رئيس تحرير صحيفة (الأخبار) الكاتب الصحفي خالد ميري - في عموده (نبض السطور)، المنشور بالصحيفة اليوم تحت عنوان (ما بين مصر وفلسطين) - بالحقيقة التي أكدها زعيم مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام كل المحافل الدولية بأن الحل العادل للقضية الفلسطينية هو حجر الأساس لإنهاء الأزمات والصراعات بالشرق الأوسط.

وشدد الكاتب الصحفي على أن القضية الفلسطينية - كانت ومازالت - قضية مصر الأولى، من أجلها ضحى المصريون بالدم أغلى ما يملك الإنسان، الدعم لم يكن - أبدا - كلمات تطلق في الهواء، لقد كان - ومازال - دعماً ًكاملا للشعب الفلسطيني والحق الفلسطيني.

ولفت الكاتب إلى أنه منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي الأخير لم تتوقف الجهود المصرية لحظة واحدة؛ دفاعا عن الأشقاء في فلسطين، والهدف حقن دمائهم الطاهرة وانطلاق عملية سياسية حقيقية تعيد لهم كامل حقوقهم.

وتابع: لأن الجـهـود المصرية حقيقية وهدفها إنساني نبيل؛ كان طبيعيا أن تحظى بالدعم الدولي للوصول إلى وقف إطلاق النار، وتواصلت الاتصالات المصرية المكثفة مع الأمريكان، بكل ثقلهم ونفوذهم، ومع البريطانيين الصانع الأول لدولة إسرائيل، والهدف الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار.

وأضاف الكاتب "على الأرض، لم تتوقف الاتصالات المصرية المكثفة مع الإسرائيليين لمطالبتهم بالوقف الفوري لإطـلاق النار، اللحظات الأولى لاندلاع شرارة القتل والـعـدوان طلبت وأيضا مع كل الأشقاء فى الفصائل الفلسطينية.. فمنذ القيادة الفلسطينية من مصر التدخل لوقف الانتهاكاتالإسرائيلية ووقف إطلاق النار".

وأشار الكاتب إلى أن الجهود المصرية المخلصة والاتصالات المكثفة مع إسرائيل والفصائل الفلسطينية؛ بدأت تحرز تقدما في اتجاه استعادة الهدوء.

وشدد على أن الدعم المصري للأشقاء فى فلسطين يسير في خطوط متوازية على كل المسارات، والقيادة السياسية أصـدرت توجيهات فـورية بتوفير العلاج لكل الأشقاء المصابين، وتوفير كل احتياجاتهم الإنسانية فورا.

أما فيما يتعلق بـ (سيناريوهات سفك الدماء في الأراضي الفلسطينية)، أبدى رئيس مجلس إدارة صحيفة (الأهرام) عبد المحسن سلامة - في مقاله المنشور بالصحيفة - استغرابه لتأجيل انعقاد مجلس الأمن الدولي، "إلا إذا كانت الولايات المتحدة ترغب في "إراقة" المزيد من الدماء الفلسطينية، ووقوع المزيد من التدهور والتدمير في الأراضى الفلسطينية.

وأشار الكاتب الصحفي إلى أنه كان من المقرر عقد جلسة طارئة علنية لمجلس الأمن يوم /الجمعة/ الماضي بعد أن تقدم نصف أعضاء مجلس الأمن بطلب لعقد هذه الجلسة بعد أن فشل المجلس خلال جلسات مغلقة في التوصل إلى موقف دولي موحد من التدهور الواسع النطاق في الأراضي الفلسطينية، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية عارضت عقد الاجتماع واقترحت عقده يوم /الثلاثاء/ المقبل، ثم وافقت بعد ضغوط على عقده اليوم /الأحد/.. وتساءل الكاتب "هل ينعقد المجلس اليوم أم لا ؟! والأهم هل ينجح مجلس الأمن في استصدار قرار ينهي العدوان الإسرائيلى على الأراضي الفلسطينية؟".

ورأى الكاتب أن سيناريو الاعتداء الاسرائيلى على غزة عام 2014 لم يختلف كثيراً على الاعتداءات الحالية، وإن اختلفت الأسباب والمقدمات، وتساءل الكاتب "هل يتصاعد السيناريو الحالي إلى نفس السيناريو السابق، وتكون هناك محاولة لاجتياح غزة بريا؟".

واعتبر أنه لا يمكن فصل التصعيد الإسرائيلي - الآن - عن الازمة الداخلية الإسرائيلية بعد فشل الانتخابات البرلمانية الرابعة خلال عامين عن حسم الأغلبية البرلمانية لمصلحة رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو.

وقال "قد يكون التصعيد الإسرائيلي الحالي ضد الفلسطينيين في القدس وغزة والضفة، ورقة نتيناهو التمهيدية؛ استعداداً للانتخابات الخامسة التي من المحتمل إجراؤها في حال فشل التوصل إلى تشكيل الحكومة أو حتى في حال نجاحها، لأنها ستكون حكومة قصيرة العمر (محكومة) بتحالفات (هشة) لن تستطيع الصمود لفترة طويلة".

وقال الكاتب إنه لا بديل أمام الفلسطينيين - الآن - سوى وحدتهم في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، والتمسك بما تم التوصل إليه بالقاهرة في شهر فبراير الماضي، حينما جرى التوصل إلى اتفاق متكامل لإعادة (لم الشمل) الفلسطيني، وإعادة توحيد السلطة الفلسطينية من خلال إجراء انتخابات المجلس التشريعي، وإجراء انتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية، واستكمال تشكيل المجلس الوطني بالانتخاب أو التوافق حيثما أمكن، وبما يضمن مشاركة الكل الفلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية، بوصفها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني".

وأكد الكاتب ضرورة إيجاد مخرج للانتخابات الفلسطينية، وعدم تأجيلها إلى أمد غير محدود، والتوصل إلى آلية لمشاركة سكان القدس؛ حتى وإن كان ذلك من خلال التصويت الإليكترونى أو بحسب الطريقة التى تتوافق عليها الفصائل الفلسطينية.

واختتم الكاتب مقاله بالقول "في كل الأحوال لاينبغى أن تكون تلك العقبة أو غيرها من العقبات حائلاً دون نجاح خارطة الطريق التى وضعتها الفصائل الفلسطينية فى القاهرة، لأنها طوق النجاة الوحيد لإنهاء العدوان الإسرائيلى المتكرر والغاشم، وإنهاء حالة التشرذم الفلسطينى المستمرة منذ 14 عاماً حتى الآن، والتى جعلت من الفلسطينيين لقمة سائغة للاعتداءات الإسرائيلية، وورقة للمساومة على حقوقهم فى الانتخابات الإسرائيلية فى كل مرة".

وعن الصراع الدائم والأبدي بين حركات وتنظيمات المقاومة وبين العدو المحتل، ذكر عماد الدين حسين رئيس تحرير صحيفة (الشروق) - في عموده (علامة تعجب) بالصحيفة - أن التقييم الحقيقي للصراع بين المقاوم والمحتل لا يقاس بعدد الإصابات أو الخسائر البشرية والمادية، بل بإحساس المحتل أنه يخسر معنويا ومادياـ وأن إرادة المقاومين لن تنكسر، حتى تأتي النهاية المحتومة، وهي التحرر ودحر الاحتلال وهزيمته.

وقال الكاتب الصحفي - تحت عنوان (المقاوم يهزم المحتل دائما فى النهاية) - إن الاحتلال يملك نظريا وعمليا القوة الشاملة من سلاح وعتاد ومعدات وأموال وموارد، مقارنة بالمقاومة؛ لكن الأخيرة تملك أسلحة مهمة جدا، أهمها سلاح الحق والإرادة والمقاومة وعدم الانكسار والتشبث بالأرض أو التفنن في اختراع وسائل مقاومة مختلفة ومتنوعة للتغلب على تفوق العدو المادى.

ودلل الكاتب الصحفي على ذلك، بتمكن المصريين، الذين كانوا أقل قوة من الاحتلال الإنجليزي؛ من دحره بعد سبعين سنة، وكذلك إبان احتلال إسرائيل لأراض مصرية.

كما ساق الكاتب أمثلة أخرى تبرهن على نجاح المقاوم دوما في دحر المحتل، حيث أشار إلى نضال الجزائريين ضد فرنسا والذي امتد إلى نحو 130 سنة، وكذلك الفيتناميين ضد أمريكا، والصينيين ضد بريطانيا.

ورأى الكاتب أن حركات المقاومة - دائما - أقل عددا وتسليحا وعتادا وأموالا من المحتل الغاشم، لكنها تملك السلاح الأهم، وهو الحق والإصرار والمقاومة والإرادة الصلبة، حتى تنعدم ثقة المحتل في استمرار احتلاله، وبعدها يصل إلى الاستنتاج الصحيح الوحيد وهو ضرورة إنهاء الاحتلال.

وفي الحالة الراهنة، قال الكاتب "ظنت إسرائيل أنها تمكنت - أخيرا - من تصفية القضية الفلسطينية، حينما عمقت من الفرقة والانقسام بين الفصائل الفلسطينية".. غير أنه نبه إلى أن انقسام الفصائل الفلسطينية يخدم إسرائيل.

وأشار إلى أن الفلسطينيين - خصوصا المواطنين العاديين - لم يكن أمامهم سوى التصدى للعدوان الإسرائيلي بأجسادهم وأرواحهم وحجارتهم وحناجرهم والحد الأدنى من السلاح الذى يملكونه.. وقال "ليس من العدل أن تلوم رجلا يرى بيته يتم سرقته أمام كاميرات التليفزيون، ثم لا يقاوم اللص".. في إشارة لما حدث في حي الشيخ جراح وسلوان بالقدس بالإضافة إلى المحاولات المستمرة لاستباحة المسجد الأقصى.

وتحت عنوان (فوق أي شرعية)، استذكر الدكتور عمرو الشوبكي - في عموده (معا) بصحيفة (المصري اليوم) - "سجل إسرائيل الأسود" في التعامل مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

وعدد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي - في عموده الذي حمل عنوان (فوق أي شرعية) - بعض قرارات مجلس الأمن الدولي التي خرقتها إسرائيل عبر تاريخها، حيث أعرب مجلس الأمن - في قرار حمل رقم 57 وصدر بتاريخ 18 سبتمر 1948 - عن الصدمة العنيفة لاغتيال وسيط الأمم المتحدة في فلسطين الكونت فولك برنادو نتيجة عمل جبان اقترفته جماعة مجرمة من الارهابيين.. كما أصدر المجلس قرارا برقم 227 في 14 يونيو عام 1967، داعيا إسرائيل إلى احترام حقوق الإنسان في المناطق التي تأثرت بصراع الشرق الأوسط في 1967، حيث يأخذ بعين الاعتبار الحاجة الملحة إلى رفع المزيد من الآلام عن السكان المدنيين في منطقة النزاع .

وأعاد الكاتب إلى الأذهان قرار مجلس الامن الدولى رقم 242 والصادر في سنة 196 كنتيجة لاحتلال إسرائيل الضفة الغربية ومرتفعات الجولان وغزة وسيناء، حيث طالبها بضرورة الانسحاب من الأراضي، التي احتلت في حرب 1967، وهو طبعا القرار التاريخي الذي لم تلتزم به إسرائيل منذ أكثر من نصف قرن.
وتابع الكاتب سرد قرارات مجلس الأمن الدولي، حيث أصدر في 24 مارس عام 1968 قرارا برقم 248، والذي يدين فيه الهجوم العسكري الإسرائيلي واسع النطاع والمتعمد ضد الأردن، والذي نتجت عنه معركة الكرامة، كما أصدر المجلس قرارا برقم 425 في 1978، وجاء القرار نتيجة عملية الليطاني وبعد استيلاء إسرائيل على مناطق في جنوب لبنان، ودعا القرار إسرائيل إلى الانسحاب، وإلى إقامة قوة مؤقتة تابعة للامم المتحدة في لبنان (يونيفل).

واختتم الكاتب رأيه بالقول "إن العودة فقط إلى قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وليس المواقف العربية والفلسطينية؛ سنكتشف معها أن هناك دولة واحدة في الكرة الأرضية فوق أي قانون أو عرف أو شرعية، وهي إسرائيل، وذلك قبل البدء في أي نقاش حول الأداء العربي والفلسطيني في هذا الصراع".

وعن الاستثمار المصري للعلاقات الدولية لدعم إفريقيا، كتب عبد الرازق توفيق رئيس تحرير صحيفة (الجمهورية) مقاله، معتبرا أن قمة دعم الاقتصاد في دول القارة السمراء بفرنسا، ترجمة حقيقية لشراكة (القاهرة - باريس)، لتحل التنمية بدلا من الحروب والنزاعات والرصاعات والإرهاب ولتسكت أصوات البنادق.
وقال الكاتب الصحفي - في المقال الذي حمل عنوان (مصر تستثمر علاقاتها الدولية لدعم إفريقيا) - إن العلاقات بين مصر وفرنسا تعود إلى قرون، وهناك تقارب بين الشعبين، وهوى فرنسي بالحضارة المصرية، وشغف مصري بالتقدم والحياة الفرنسية.

وأضاف الكاتب إن العلاقات المصرية الفرنسية، رغم قوتها على مدار العقود الماضية، إلا أنها شهدت زخما وتوهجا كبيرا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ لتصبح علاقات أكثر فاعلية وتوهجا وندية وتطبيقا لصالح الشعبين واستغلالا لموارد وخبرات الدولتين، وتعاونا وتنسيقا في مختلف المجالات وأيضا لمواجهة جميع التحديات والتهديدات سواء الدولية أو الاقليمية.

وأكد أن علاقة مصر وفرنسا - وإن كانت نموذجًا للعلاقات بين الدول في التفاهم والتعاون والشراكة ومصالح الشعوب - إلا أنها ليست العالقة النموذجية لمصر فقط؛ فمصر ترسى علاقات دولية تقوم على أسس ومبادئ قويمة؛ لذلك نجد علاقاتها مع الصين وروسيا واليابان وألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.. والجميع يعرفون قدر مصر ومكانتها وثقلها ودورها؛ خاصة في ظل القيادة السياسية الحالية لمصر وما حققته من نجاحات وإنجازات وثقل دولي وإقليمي.

وقال إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يستغل حضور مصر في هذه المحافل الدولية الكبرى، ويستثمر علاقات مصر القوية مع الدول الكبرى في الحديث عن الهموم والتحديات والأزمات والمشاكل التي تواجه قارة إفريقيا وكيفية الاستفادة من دعم هذه الدول وأيضا المنظمات والمؤسسات الدولية الكبرى في دعم إفريقيا وضخ الاستثمارات في دولها؛ سواء على صعيد القطاع الخاص أو العام، وأيضًا توفير التمويل اللازم لمشروعات البنية الأساسية وتوفير الخدمات للشعوب واستغلال الموارد والثروات الغزيرة، وكذلك الموارد المالية اللازمة وبشروط ميسرة وعـدم فـرض أي شروط سياسية والتأكيد على حقوق الملكية الوطنية للمشروعات في الدول الإفريقية انطلاقا من قوة علاقات مصر التي استثمرتها لصالح إفريقيا.