أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أثناء لقائه رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، على هامش زيارة كل منهما للعاصمة الفرنسية باريس، حاليا، ترحيب القاهرة بدعم مبادرة تسوية ديون السودان، لإنعاش اقتصاده.

وشدد السيسي على استعداد مصر لمشاركة تجربتها في الإصلاح الاقتصادي، مع الأشقاء السودانيين، خاصة بعدما حققت القاهرة نجاحات باهرة في هذا المجال، أشادت بها  المؤسسات الدولية، مثل: صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، كما أبدت مصر عزمها تدريب الكوادر السودانية.

ويرى الخبراء أن السودان يمتلك العديد من الثروات التي تمكنه من إحداث التنمية، مما يجعل العالم ينظر بعين إيجابية، لقدرته على تخطي المرحلة الراهنة، وتحقيق التنمية الاقتصادية.

ثروات السودان

وقال أحمد خطاب، الخبير الاقتصادي، إن السودان بما يمتلكه من علاقات تاريخية قوية مع مصر، يضعها في أوائل الدول التي ترحب بالمشاركة في مبادرة تسوية ديون السودان المتراكمة.

وأوضح خطاب، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن السودان يمتلك العديد من الثروات، التي تمكنه من النهوض بالمستوى الاقتصادي الخاص به، على رأسها الأراضي الزراعية الخصبة، القابلة لأنواع كثيرة جدا من المحاصيل ، لا سيما في ظل توافر مياه النيل، التي تساعدها على ري تلك المحاصيل، وعلى التوسع الزراعي، بالإضافة إلى موقعها الاسترتيجي وثرواتها المعدنية.

نقل تجربة الإصلاح الاقتصادي المصري

وأشار إلى أن مصر باعتبارها دولة إفريقية شريكة في الحدود مع السودان، وتسعى لأمنه واستقراره، وهو ما ظهر في إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي بذل الجهود لمساندة السودان في تحقيق الاستقرار الاقتصادي، وتسوية الديون المتراكمة، التي تحول دون تحقيق التقدم.

وشدد خطاب على أن مصر تهدف لتقوية علاقاتها مع مختلف الدول، وبخاصًة السودان، من خلال المشروعات الاقتصادية، والتدريبات العسكرية المشتركة، لافتا إلى أن مصر لن تبخل في نقل تجربة الإصلاح الاقتصادي المصري إلى السودان، وتدريب الكوادر السودانية، ومساندتها في تخطي تلك الأزمة التي تمر بها، وتسوية الديون المتراكمة عليها، وتحقيق التنمية بها.

مساندة السودان

وفي سياق متصل، قال سيد خضر، الخبير الاقتصادي، إن إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال وجوده بالعاصمة الفرنسية باريس، عزم مصر مساندة السودان في تسوية الديون المتراكمة عليه، يدل على عمق العلاقات الثنائية والتاريخية بين الدولتين.

وأوضح خضر في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن مصر من أوائل الدول الداعمة للسودان، والمشاركة في مبادرة تسوية مديونية السودان، من خلال مساندتها في الحصول على قروض تنموية تسهم في خلق مشروعات اقتصادية، وتسوية الديون المتراكمة، وخلق فرص عمل للشعب السوداني، ليتمكن من إعمار أرضه وزيادة معدلات الإنتاج.

استقرار السودان بمثابة استقرار لمصر

وأكد أن السودان يحتاج إلى خطة للتنمية الشاملة تمكنه من استغلال الثروات الكامنة به، والتي على رأسها ما يمتلكه من معادن وبخاصة الذهب، بالإضافة إلى الثروة الحيوانية والأراضي الزراعية الخصبة، وتوافر مياه نهر النيل، مما يساعده في إحداث نهضة اقتصادية كبرى.