الجمعة 21 يونيو 2024

محمد سامي بين الفشل و16 مليون جنيه إهدار للمال العام

مقالات17-5-2021 | 23:15

أثار مسلسل "نسل الأغراب" لغطا شديدا ، فقد رأى البعض في أحداثه تحريضا لقوى الشعب على العنف، وتكديرا للسلم العام، وطالبوا بمحاكمة مؤلفه ومخرجه.

 ولكن فيما يبدو أن محمد سامي بوصفه مؤلف المسلسل لم يدرك أن العنف ليس حلا للمشاكل، وأن هناك أساليب أخرى متحضرة ، تقوم عليها المدنية الحديثة، مما جعلنا أمام عمل درامي ، يضرب بكل القيم عرض الحائط، ولا يسير وفق منطق درامي محدد.

فبعد قتل ضابط الشرطة "علي الغريب"، رسخ المؤلف شريعة الغاب، خلال الأحداث، وتجاهل ميزان العدالة، وحوّل الشخصيات إلى ذئاب جائعة ، متعطشة للدماء، يجبر خلالها عساف الطاغية الشرس الدموي "جليلة" ،على الزواج منه، ثم يقتل ولديها، مما يجعلها تلجأ إلى أهل القرية ، ليحاصروه، ويشعلوا النار في قصره.

ولا أكون مبالغة إذا قلت إن مخرج المسلسل جعل من "جليلة" رمزا لمصر، التي يتكالب عليها المتعطشين للسلطة ، لكن العمل فقد مصداقيته، وصدقه بعدم انتمائه لمكان وزمان محددين، وتحول المسلسل في نهايته ، إلى نسخة مبتذلة من فيلم "شئ من الخوف"، والذي فشل محمد سامي في اقتباس فكرته.

وأعتقد أن الخلل الكبير في السيناريو هو تحويل الخلافات ، من صراعات شخصية ، إلى قضية عامة ، ويبدو أن المؤلف أراد أن يكسب العمل نوعا من العمق، فحول صراع "عساف" و"غفران" وجليلة إلى قضية، يتدخل أهل القرية البسطاء لحلها، رغم أن العمل يهمشهم طوال الثلاثين حلقة، وليس لهم أي دور في هذا الصراع، مما أعتبره طفرة غير مبررة على مستوى الأحداث.

بل إن الخطأ الأكبر أن المخرج أيضا قد غير في السيناريو المتفق عليه، بدون الرجوع للجهة المنتجة، وأضاف مشاهد أخرى بدون مبرر درامي، لتكبير مساحة الدور الخاص بزوجته، وهو يفعل ذلك وكأنه "الكل في الكل" .

مسلسل "نسل الأغراب" عمل "فاشل" تأليفا وإخراجا، ويجب أن يحاسب عليه محمد سامي ، ويعيد الأجر الذي تقاضاه مقابل التأليف والسيناريو والإخراج ، فما قدمه لا يساوي قيمة أجره ، وهو16 مليون جنيه ، ولا حتى "ثلاثة أبيض" ،وهو دليل سافر على إهدار المال العام.