النازية
النازية (NAZEB) ، اختصار لجملة (حزب العمال الاشتراكي الألماني الوطني) اسم الحزب الذي تزعمه "هتلر" في ألمانيا في عام 1921.
النازية تنسب لفظًا إلى اسم الحزب الطويل والذي لا يرادف أي معني حقيقي في الواقع، فلم يكن الحزب لا حزب عمال ولا هو اشتراكي، إنما يعتمد على فكرة عنصرية الجنس "الآري" الأشقر، بتميّزهُ وتفرده وأحقيته في حكم العالم .
في كتابه الشهير "كفاحي" صاغ هتلر أفكاره ونظرياته المستقبلية في أزمة ألمانيا المتفاقمة فيما بعد هزيمة الحرب العالمية الأولي، وطرق النجاح في الخروج من إخفاقاتها، لتأسيس "الرايخ الألماني الثالث" أو ألمانيا العظمي والتي كانت تعتمد بشكل أساسي على هزيمة الشيوعية في ألمانيا ثم اليهود باعتبارهما سببًا مباشرًا في هزيمة ألمانيا وتراجعها .
وفي عام 1933 نجح هتلر في الوصول إلى حكم ألمانيا ، ومن هنا بدأ يطبق أفكاره - التي شرحها في كتابه كفاحي- وصارت هي معتقدات الحزب النازي، والتي تم الترويج لها عن طريق وزير الإعلام النازي "جوبلز"، وقد لاقت أفكار هتلر قبولا لدى جماهير غفيرة من الألمان وقتها، لأنها أقرب إلى تضميد الجراح القومية في الفترات التي تعقب انهيار الروح المعنوية للشعوب بعد الكوارث الكبرى، فقد كانت الهزيمة المذلة في الحرب ومعاهدة فرساي جرحًا عميقًا في صدر الأمة الألمانية، استغله هتلر ولعب ودائرته المقربة علي وتيرته حتي نجح في أن يصنع المعزوفة النازية باقتدار، التي دفعت الشعب الألماني ووجهت كل مقدراته إلي فكرة حرب الانتقامية .
شيّد هتلر فكرة الحرب على نظريات الجغرافيا السياسية للضابط الألماني المتقاعد "لكارل هاوسهوفر" أسّسّ معهد "ميونخ للجغرافيا السياسية" والذي صار بشكل أو بآخر بوصلة ألمانيا النازية "الجيوستراتيجية" في الحرب العالمية الثانية، توحيد ألمانيا (وسط أوربا) أولًا، ثم السيطرة علي شرق وشمال أوربا .
اندلعت الحرب تحت فكرة أصيلة لدى النازيين هي "المجال الحيوي" أن ألمانيا تستحق المزيد من الأرض التي يحيا فوقها الشعب الألماني، فتم تمجيد إمبراطورية القرون الوسطي ، ثم تبرير فكرة الغزو النازي بناء علي التأكيد أن السبب الحضارة في كل العالم هم الأقليات الألمانية وهو ما كرسه فيلسوف الفكر الرسمي النازي "ألفريد روزنبزج" في كتابه "أسطورة القرن العشرين".
تظهر لنا النازية من خلال ذلك أنها تعتمد بشكل أساسي على: نظرية عنصرية عرقية، حرب لغزو العالم تعتمد علي نظريات الجغرافيا السياسية، الاقتصاد الموجه للحرب.. وصارت النازية في التاريخ أثناء سنوات صعودها لوحة فيسفائية جاذبة للنظر، ما أن نقترب منها حتي يتبين لنا أنها عبارة عن مزيج مشوّه من أفكار متنافرة يحكمها الاندفاع اللحظي للعقل الجمعي للشعوب مثل مطاردة وحرق الساحرات الشريرات أو مقصلة الثورة الفرنسية، مدفوعًا بالحقد الشخصي علي المجتمع من قادة ديماجيجيون (يتملقون الشعب بالعاطفة الوطنية) المتأثر بعقدهم النفسية القديمة .
ادعى هتلر أن الرايخ الثالث الذي بدأ عام 1933 سوف يعيش ألف عام، وقبل عامه الثاني عشر- مع الرأفة - كان قد انتهى وراح إلى زوال؛ النازية فكرة نبتت من وهن الهزيمة كانت سريعة النمو وكذلك سريعة الانتهاء .