قال الدكتور عبد الحميد يحيى، أستاذ الإدارة وخبير التدريب وتنمية الموارد البشرية، إن اتجاه مصر لإعمار الدول العربية، يكشف حجم مسئوليتها عن المنطقة، مشيرًا إلى أن مصر ليست بلدًا صغيرًا، ولكنها دولة كبيرة قادرة على اتخاذ أكثر من طريق في آن واحد.
وأوضح "يحيى" في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن مصر في الوقت الذي كانت تحارب فيه الإرهاب، كانت تبني في العاصمة الإدارية الجديدة، وكذلك كانت تدخل في مشروعات الغاز والبترول، وكذا التعمير في مثلث ماسبيرو والعشوائيات، والأسمرات، موضحًا أن إعادة الإعمار سواء داخليا أو خارجيًا مقدر لها، وهي قادرة على القيام به.
وأفاد أستاذ الإدارة، أن مصر عليها مسئولية دولية، وخاصة الاتجاه الإقليمي، في عملية المساهمة، لإعادة الإعمار في تلك الدول المجاورة لها، مؤكدًا أن ذلك الدور لن يقف ولكنه مستمر، سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي، وأينما كان، في الدول العربية أو الإفريقية.
وأوضح أن أثناء عمله بوزارة التجارة الخارجية، في أوائل السبعينيات، كانت شركة النصر للاستيراد والتصدير التابعة لوزارة لها مكتب في إفريقيا، مما يؤكد أن مصر لها دور في الإعمار منذ القدم وليس من اليوم.
وأكد أن ذلك لا يكلف الدولة أكثر من طاقتها، حيث أن كل القرارات الخاصة بالإعمار محسوبة ومخططة وموضوع خطط لها في الموازنة العامة والاحتياطي، مشيرًا إلى أن تلك هي المالية العامة، والتي يوجد بها بند الاحتياطيات، التي يتحمل أي شيء مفاجئ، خارج حسابات الدولة، كما حدث في أزمة كورونا.
وأضاف تنمية الموارد البشرية أن مصر منذ القدم تشارك في كل الأزمات التي تصيب أشقائها العرب، كما حدث في الانتفاضات المصرية، وفتح معبر رفح لأنه الملجأ الوحيد لأهالي غزة، موضحًا أن مصر تشارك من منطلق قوة وليس منطلق ضعف.
وأكد أن مصر دورها القيادي ظهر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن مصر لم تكن تمتلك القوة العسكرية والاستراتيجية، موضحًا أن حادثة أديس أبابا قلصت الدور المصري في الخارج، وعدم امتلاك القوة من الأسباب التي جعلت أثيوبيا تقوم ببناء سد النهضة، مؤكدًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي بدء في إعادة الأوضاع كما كانت عليه، خاصة وأنه لا يرمم ولكنه يعيد بناء كل شيء.