الأحد 19 مايو 2024

يد الإعمار المصرية تصل إلى غزة.. وخبراء تنمية: فخر لكل المصريين

مصر تعيد إعمار غزة

تحقيقات19-5-2021 | 10:52

محمود بطيخ

كعادتها في الأزمات التى تمر بها المنطقة العربية، تثبت مصر أنها الشقيقة الكبرى المسئولة عن دول المنطقة،  ومع اندلاع الأحداث الأخيرة في فلسطين بادرت بمد يد المساندة للشعب الفلسطينى الشقيق عبر عدة إجراءات، أجمع الكل أنها تصب في صالح الأراضى المحتلة.

وكانت آخر القرارات التى اتخذتها القيادة السياسية في مصر، تخصيص 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة، والذى نتج عن القصف الإسرائيلي المكثف، والذى أصاب البنية التحتية لها.

ورغم أن مصر تتجه إلى أن الإعمار في داخلها بعد أن كانت تحارب الإرهاب الذي كاد أن يستنزف طاقتها، إلا أنها اتجهت فورًا إلى الإعمار كذلك خارجيًا سواء في ليبيا أو بغداد.

وفي هذا الجانب، أشاد خبراء التنمية بقرار الرئيس السيسي، مؤكدين أنه فخر لكل المصريين، لأن القضية الفلسطينية هي قضية مصرية وتهم الجميع من المواطن إلى القيادة السياسية.

تاريخ من المساندة

قال الدكتور عبد الحميد يحيى، أستاذ الإدارة وخبير التدريب وتنمية الموارد البشرية، إن اتجاه مصر لإعمار الدول العربية، يكشف حجم مسئوليتها عن المنطقة، مشيرًا إلى أن مصر ليست بلدًا صغيرًا، ولكنها دولة كبيرة قادرة على اتخاذ أكثر من طريق في آن واحد.

وأوضح "يحيى" في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن مصر في الوقت الذي كانت تحارب فيه الإرهاب، كانت تبني في العاصمة الإدارية الجديدة، وكذلك كانت تدخل في مشروعات الغاز والبترول، وكذا التعمير في مثلث ماسبيرو والعشوائيات، والأسمرات، موضحًا أن إعادة الإعمار سواء داخليا أو خارجيًا مقدر لها، وهي قادرة على القيام به.

وأفاد أستاذ الإدارة، أن مصر عليها مسئولية دولية، وخاصة الاتجاه الإقليمي، في عملية المساهمة، لإعادة الإعمار في تلك الدول المجاورة لها، مؤكدًا أن ذلك الدور لن يقف ولكنه مستمر، سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي، وأينما كان، في الدول العربية أو الإفريقية.

وأوضح أن أثناء عمله بوزارة التجارة الخارجية، في أوائل السبعينيات، كانت شركة النصر للاستيراد والتصدير التابعة لوزارة لها مكتب في إفريقيا، مما يؤكد أن مصر لها دور في الإعمار منذ القدم وليس من اليوم.

وأكد أن ذلك لا يكلف الدولة أكثر من طاقتها، حيث أن كل القرارات الخاصة بالإعمار محسوبة ومخططة وموضوع خطط لها في الموازنة العامة والاحتياطي، مشيرًا إلى أن تلك هي المالية العامة، والتي يوجد بها بند الاحتياطيات، التي يتحمل أي شيء مفاجئ، خارج حسابات الدولة، كما حدث في أزمة كورونا.

وأضاف خبير تنمية الموارد البشرية أن مصر منذ القدم تشارك في كل الأزمات التي تصيب أشقائها العرب، كما حدث في الانتفاضات المصرية، وفتح معبر رفح لأنه الملجأ الوحيد لأهالي غزة، موضحًا أن مصر تشارك من منطلق قوة وليس منطلق ضعف.

وأكد أن مصر دورها القيادي ظهر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن مصر لم تكن تمتلك القوة العسكرية والاستراتيجية، موضحًا أن حادثة أديس أبابا قلصت الدور المصري في الخارج، وعدم امتلاك القوة من الأسباب التي جعلت أثيوبيا تقوم ببناء سد النهضة، مؤكدًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي بدء في إعادة الأوضاع كما كانت عليه، خاصة وأنه لا يرمم ولكنه يعيد بناء كل شيء.

قدرة الاقتصاد المصري 

قال أمجد عامر، خبير التنمية المحلية وإدارة المحليات، إن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي بتخصيص 500 مليون دولار، لإعادة إعمار غزة فخر لكل المصريين، لأن القضية الفلسطينية هي قضية مصرية وتهم الجميع من المواطن إلى القيادة السياسية، في كل الجوانب سواء الاجتماعية أو السياسية والأمنية ، مشيرًا إلى أن مصر صنعت ضغطًا دوليًا ودبلوماسيًا على كل الدول لإزالة الاحتلال الصهيوني، بغرض الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني.

وأوضح "عامر"، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أنه في حالة وقوف جميع الدول العربية بجانب مصر لإعمار غزة، فإن إعادة الإعمار ستكون في أسرع وقت، موضحًا أن تناول الرئيس السيسي خلال القمة الإفريقية الفرنسية اليوم أن كل الاقتصاد الذي يتم خلال تلك القمة، هو جذب الاستثمار للدول العربية والإفريقية، ومنها إسقاط القروض التي تغمر السودان، مشيرًا إلى أن ذلك دور مصر، من خلال مطالبة المجتمع الدولي، للوقوف بجانب الدول العربية، التي لديها محن لتخطي تلك المحن.

وأشار إلى أن الاقتصاد المصري قادر على تحمل تكاليف الإعمار في أكثر من جانب، مشيرًا إلى أن العالم أجمع تمارض اقتصاديًا بسبب جائحة كورونا، عدا مصر التي تخطت الأزمة من خلال اقتصاد القوي، وكذا عملت أكثر من اتفاقية اقتصادية مع كافة الدول وتبادل تجاري مع العديد من الدول مما جعله قادر على تحمل أي تكاليف وتخطي المحن سواء له أو لأي دولة تحتاج إلى مساعدة.