ضحكته لم تكن تفارق وجهه، يدهشك بأدائه السهل الممتنع، وخفة ظله التي يعتمد عليها في انتزاع الضحكة من قل المشاهد. 

قدم مئات الأدوار عالية المستوى، بأداء ثابت لا يتأثر بما حوله، فهو "عبد المعطي" ناظر "مدرسة المشاغبين"،  وهو "رمضان السكري" الأب الطيب الذي لم يكن يدرك أن "العيال كبرت"، وهو "عويجة أفندي"، الموظف عديم الضمير، الذي يزين بوجوده "أرض النفاق.

لم يؤد أدوارا من تلك التي يطلق عليها بطولة أولى، لكنه لم يكن ذات مرة أقل مستوى أو أداء من بطل أي عمل سينمائي، أو مسرحي، أو تليفزيوني شارك فيه، حتى أيقن الجميع، أن وجود اسم الفنان الكبير حسن مصطفى في أي عمل يعد سببا كافيا جدا لنجاحه.

 ولد حسن مصطفى في 26 يونيو 1933 بالقاهرة، لأب موظف في الأوقاف، تمنى يوما أن يصبح نجله ضابطًا في الجيش بعد قيام ثورة يوليو، ولكن نداهة الفن خطفته، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل وتخرج من المعهد نهاية الخمسينيات، ومن خشبة المسرح بدأ مشواره الفني، إذ عمل في فرقتي إسماعيل ياسين والفنانين المتحدين، ثم مسارح التليفزيون.

قدم مع الأستاذ فؤاد المهندس، أسطورة الكوميديا المصرية، أعمالا ناجحة جدا منها سواء على المسرح في: "حواء الساعة 12"، "سيدتي الجميلة"، أو سينمائيا مثل: فيلم "أخطر رجل في العالم"، و"مطاردة غرامية"، لكن تألقه اللافت جدا جدا كان في مسرحية "مدرسة المشاغبين"، مع الزعيم عادل إمام، والمتمكن سعيد صالح، والقدير هادي الجيار، والكوميديان الفذ يونس شلبي، والأسطورة البشرية أحمد زكي، بالإضافة إلى سيدة المسرح بلا منازع سهير البابلي.

في المقابل كان حسن مصطفى يعمل في السينما بكل قوته وشارك في العديد من الأفلام منها: "نص ساعة جواز، الزواج على الطريقة الحديثة، عفريت مراتي، أضواء المدينة، يوميات نائب في الأرياف، الرجل الذي عطس، غريب في بيتي". 

 وقدم دور "فتحي الفكاهي" مقاول الأنفار في المزرعة التي تعمل بها "نعمة" فاتن حمامة، والذي يتسم بالصلابة والشدة في فيلم "أفواه وأرانب"، وارتبط الجمهور بدور "علي الناشف" مدير الكرة في النادي الذي يلعب به "شحاتة أبو كف" نور الشريف، وينصحه طوال الوقت بالمحافظة على التمرين والابتعاد عن السيدات.

وكان للتليفزيون النصيب الأكبر من موهبة حسن مصطفى، فقدم العديد من المسلسلات لعل أبرزها: "رأفت الهجان، ترويض الشرسة، ليلة القبض على فاطمة، بكيزة وزغلول، أنا وانت وبابا في المشمش، البخيل وأنا، ضمير أبلة حكمت، البراري والحامول، نصف ربيع الآخر، يوميات ونيس، عباس الأبيض في اليوم الأسود، يتربى في عزو".

قدم مع الزعيم عادل إمام عدة أفلام لعل أشهرها: "مرجان أحمد مرجان" و"حسن ومرقص"، وهو آخر أفلامه في السينما، بعد مشوار فني طويل امتد لأكثر من 50 عاما، قدم خلاله العديد من الأعمال الفنية ما بين السينما والمسرح والتليفزيون.

تزوج حسن مصطفى من الفنانة ميمي جمال بعد قصة حب كبيرة، وأنجب منها ابنتين هما: "نورا ونجلاء"، واستمر زواجهما 49 عاما، لم يختلفا سوى مرة واحدة، بسبب الغيرة من فنانة كانت تعمل معه في المسرح، وتداعبه خلف الكواليس، ما أغضب منه ميمي جمال، التي طلبت الطلاق، لكنه رفض وعاش طوال عمره زوجا مخلصا لها، ومحبا لابنتيه، وكان يمتاز بالطيبة الشديدة.

 بعد وفاة الفنان سعيد صالح دخل حسن مصطفى في  حالة نفسية سيئة، وكان يقول "ابني سلطان مات"، نسبة إلى دور سعيد صالح في مسرحية "العيال كبرت".

وبعد صراع مع المرض، وفي صباح يوم 19 مايو من عام 2015، رحل عن عالمنا حسن مصطفى عن عمر ناهز 81 عامًا، تاركا خلفه ميراثا فينا لا ينضب وحبا كبيرا من جمهوره.