أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسى درسًا قاسيًا لكل المزايدين والمتاجرين بالقضية الفلسطينية بتقديم دعم مصري بقيمة 500 مليون دولار لإعادة إعمار قطاع غزة، تحرك الرئيس على الأرض وبشكل عملى وبدون صخب لمساعدة القطاع ونجدة الإنسان الفلسطيني دون حسابات سياسية معقدة .
نظر الرئيس للإنسان الفلسطيني الذى تهدم بيته وأصبح في العراء بلا مأوى، لم يلتفت لما تبثه لجان الإخوان الإلكترونية من إساءات أو عواء مذيعى قنواتها في تركيا من هجوم ممنهج على الدور المصرى الذى لم يغب لحظة واحدة عن تقديم الدعم اللازم للأشقاء في فلسطين، منذ اللحظة الأولى لتفجر الأوضاع كانت مصر تحذر كل الأطراف وتتحرك من أجل التهدئة ووقف الأعمال العدائية وهو ما شهد به كل أطراف الأزمة .
لمحت مصر التخاذل الدولى عن مساندة القطاع والصمت تجاه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، فتحرك الرئيس وقرر أن يدعم المواطن الفلسطيني المحاصر في القطاع بشكل فورى، وفتح معبر رفح وتحركت القوافل المصرية عبر الحدود لتقديم كل أنواع الدعم اللازم للأشقاء الفلسطينيين حتى لا تتفاقم أزمتهم الإنسانية، تحركت مصر والعالم يتفرج، ووقفت كما تقف منذ 1948 إلى جانب الشعب الفلسطيني وقدمت دور السند والملاذ.
قدم الرئيس السيسى في غزة درساً في التسامى عن المهاترات والمزايدات وخطابات الحنجورية فارغة المضمون، وهى أحد أسباب ضياع القضية الفلسطينية، وانتصر بحكمته وصبره لدور ومكانه مصر في الإقليم ودورها التاريخى في دعم القضية الفلسطينية .
لم تكن مبادرة مصر التي قدمها الرئيس دعوة لإعادة الأعمار فقط، بل حملت في طياتها دعوة لإعادة إعمار الضمير العالمى ووضعت المدافعين عن حقوق الإنسان أمام اختبار حقيقى لصدق نواياهم، وكسر صمتهم المشين على قتل الإنسان الفلسطيني وتهجيره قسريًا وتعذيبه بسياسات الفصل العنصرى وتدمير إسرائيل لمقار الصحفيين وكلها جرائم ضد الإنسانية، لكن من يعاقب إسرائيل .
لقد وضعت المبادرة المصرية سؤالًا للعالم، هل كانت الإدارة الأمريكية جادة في دعم حقوق الإنسان؟ وإذا كانت كذلك لماذا سقطت في اختبار الإنسان الفلسطيني؟
أظن الإجابة أصبحت معروفة ولم تخفها الخارجية الأمريكية بانحيازها العلنى لإسرائيل دونما اهتمام بمؤيديها العرب من جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية أو قنواتها التي طبلت وزمرت لبايدن ثم بلعت لسانها حينما تلطخت يديه بدماء الفلسطينيين .
انتصرت مصر لحقوق الإنسان الفلسطيني، وتحركت دون صخب لتقديم الدعم والبحث عن السلام بالرغم من أنها تمر بوقت حرج بسبب أزمة سد النهضة والتعنت الإثيوبى، في أحلك الظروف لم تتخلى مصر عن دورها التاريخى، فهى تتعامل مع القضية الفلسطينية بشرف، بينما يتعامل معها الآخرون على أنها مجرد كارت على طاولة اللعب في الشرق الأوسط ، تدعم دون أن تنتظر تظاهرات تأييد أو كلمات مديح جوفاء .
في استعادة مصر لمكانتها ومحورية دورها رسالة أمان للقضايا العربية، فهى كانت ولا زالت وستظل رمانة الميزان في الشرق الأوسط.