أدت مذبحة العملات الرقمية أسواق العالم، إلى حدة الصراع بين أسعار الذهب والنفط والدولار، خاصة بعد تردد أنباء عن تحجيم المشتريات من السندات الأمريكية، كما ساهمت الموجة الثانية من فيروس كورونا في الهند والتي أدت لمزيد من القيود على التحركات، في استمرار خسائر أسعار النفط.
وشهدت أسعار الذهب انخفاضا في منتصف تعاملات اليوم الخميس، وظل أدنى بقليل من أعلى مستوى له في 4 أشهر، والذي سجله خلال الجلسة السابقة، بعد أن أكد الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أنه بدأ في مناقشة ما إذا كان سيخفف من سياسته النقدية الحالية المتشائمة.
وبلغت أسعار العقود الآجلة للذهب ما يقرب من 1876.20 دولار بحلول (4:44 صباحًا بتوقيت جرينتش) بعد أن بلغت أعلى مستوياتها منذ 8 يناير الماضي عند 1889.75 دولار يوم أمس الأربعاء، أما بالنسبة للمعادن الثمينة الأخرى، فقد ارتفع سعر البلاديوم 0.3% والبلاتين 0.2% بينما تراجعت الفضة 0.3%.
أسعار النفط
انخفضت أسعار النفط اليوم الخميس لتواصل الخسائر لليوم الثالث على التوالي، فبعد انخفاض خام برنت 3% أمس الأربعاء فإنه انخفض بواقع دولار ليسجل 65.66 دولار للبرميل. وبالمثل أيضا فإن الخام الأمريكي الذي انخفض 3.3% في الجلسة السابقة، فإنه خسر دولارا وسجل 62.36 دولار للبرميل، وبالإضافة إلى التداعيات السلبية لفيروس كورونا في الهند على الطلب على النفط إلا أن ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية شكل صدمة للأسعار.
وقالت مؤسسة "إيه.إن.زد ريسيرش" في مذكرة: "الطلب على البنزين في الولايات المتحدة يصمد بشكل جيد قبيل موسم القيادة”.
وأضافت: “ارتفع عدد المقبلين على المطارات الأمريكية إلى 1.85 مليون، وهو مؤشر جيد بالنسبة للطلب على وقود الطائرات".
كما ارتفعت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة 1.3 مليون برميل الأسبوع الماضي مقابل توقعات المحللين في استطلاع أجرته رويترز لزيادة 1.6 مليون برميل.
وانخفضت مخزونات البنزين مليوني برميل مقارنة مع توقعات بانخفاض 886 ألف برميل.
وأظهر ما يقرب من ثلثي الأشخاص الذين تم اختبارهم في الهند تعرضهم لفيروس كورونا، مما يشير إلى تزايد انتشار الفيروس مع ارتفاع عدد الوفيات اليومية إلى 4529.
انخفاض الدولار
وفي الوقت الذي شهدت فيه أسعار الدولار انخفاضا إلا أنه ظل فوق أدنى مستوياته في 3 أشهر، والتي سجلها الليلة الماضية بعدما كشف محضر آخر اجتماع لمجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي عن وجود أحاديث بشأن تقليص مشترياته من السندات أكثر مما توقعه المستثمرون.
وقال عدد من صناع السياسات في محضر الاجتماع، إن قرارا بشأن خفض شراء الأصول سيكون ملائما “في مرحلة ما” إذا واصل تعافي الاقتصاد الأمريكي اكتساب الزخم، وهو ما شكل مفاجأة للأسواق، إلا أن المكاسب التي حققها الدولار مساء أمس ستفقد الزخم في التعاملات المبكرة في لندن حيث انخفضت العملة الأمريكية مقابل معظم العملات، وانخفض الدولار أمام سلة من العملات الرئيسية الأخرى 0.25% إلى 90.00 إلا أنه ظل أعلى بكثير من المستوى المتدني المسجل في أواخر فبراير الماضي البالغ 89.686 الذي اقترب منه أمس الأربعاء.
وقال محللون في كومرتس بنك في مذكرة يومية: "محضر الاحتياطي قد يُنهي فترة ضعف الدولار الأخيرة في الوقت الراهن، لكن ما زال من السابق لأوانه أن ينعكس الاتجاه".
وكان الدولار قد انخفض على مدار الأسابيع القليلة الماضية مع تأكيد مسؤولي مجلس الاحتياطي الاتحادي مرارا أنهم غير مستعدين لبحث تقليص التحفيز، معتبرين قفزات التضخم أمرا مؤقتا.
العملات الرقمية
وشهدت العملات الرقمية تقلبات بعدما تكبدت واحدة من أكبر خسائرها أمس الأربعاء في أعقاب قرار الصين منع المؤسسات المالية وشركات المدفوعات من تقديم خدمات العملة الرقمية وكانت بيتكوين مرتفعة في أحدث التعاملات 10% إلى 40526 دولار، بعدما تراجعت وصولا إلى 30066 دولار أمس، وهو ما شكَّل هبوطا حادا بنسبة 54% من ذروتها القياسية التي سجلتها قبل ما يزيد قليلا على شهر.