أكد الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن ما توجهه إثيوبيا من رسائل حال تصريحها بأنها جاهزة لتلبية مخاوف مصر والسودان بشأن الملء الثاني عن طريق تبادل للمعلومات، إنما تلجأ لأسلوب المراوغة لطمأنه دولتي المصب ليس أكثر، وهو ما تقوم به منذ بداية الأزمة، لافتا إلى أن الواقع العملي شيء مختلف تماما.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية في تصريحاته لـ " دار الهلال " أن ما يحدث على الأرض فعليا هو اكتمال بناء 80% من سد النهضة، وأن ما يحدث على الأرض بعد أقل من شهرين سيتم الملء الثاني للسد، وسيكون 17.5 مليار متر مكعب، مؤكدا أن العملية تشير إلى أن إثيوبيا تسير في طريق أحادي لفرض الأمر الواقع ولا تهتم للأضرار التي ستلحق بدولتي المصب مصر والسودان.
وأوضح أنه مر السنوات العشرة الماضية كان التفاوض على مثل هذا النهج، واستطاعت بانتهاج أسلوب التعنت الاقتراب من اكتمال بناء السد، والذي سيؤثر بدوره على مصر والسودان بل المنطقة والعالم ككل، مؤكدا أن مصر لم تدخر وسيلة للتفاوض طيلة العشر سنوات الماضية وهو ما يؤكد سعيها للحل بكل حسن نية مع تحليها بدرجة كبيرة من الصر على الجانب الإثيوبي إلى أن وصلنا لما نحن بصدده.
وأكد أن ما يصدر عن الجانب الإثيوبي حال قضية سد النهضة عبارة عن مراوغات وتحدث منذ فترة طويلة، وبطبيعة الحال يبدو أنه لا يوجد حل ملموس على أرض الواقع من الجانب الإثيوبي، مؤكدا أن لإنجاح هذه المفاوضات التي طالت لابد وأن يكون هناك إرادة من كل الأطراف وهو الأمر الذي ترفضه إثيوبيا عن طريق تماطلها وتعنتها.
وشدد بدر الدين على أن إثيوبيا ليس لديها إرادة سياسية للوصول لحل صريح ولكنها تسعى لتحقيق مكاسب، وهو واضح في تصريحاتها السابقة بأنها قد تلجأ لبيع مياه النيل فيما بعد، مؤكدا أن الأمر ليس لتوليد الطاقة الكهربائية وحسب ولكنها تريد التحكم التام في مياه نهر النيل، وأن هذا هو مخطط إثيوبيا.