ركز كبار كتاب صحف القاهرة الصادرة، صباح اليوم السبت، على الدور المصري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في إنجاح عملية وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ففي صحيفة (أخبار اليوم) قال الكاتب الصحفي أحمد هاشم إن الأيام الماضية كشفت أن مصر لا تزال قلب العروبة النابض، وأنها لاتزال أيضا أكبر مناصر وداعم للقضية الفلسطينية، تلك القضية التي ضحت مصر من أجلها بدماء الأبطال والمال منذ 1948.

وأضاف هاشم - في مقال بعموده (آخر كلام) تحت عنوان (مصر تؤكد دورها المحوري بالشرق الأوسط) - أن نجاح المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار كشف عن تأكيد مصر نفسها كوسيط لا غنى عنه، ولاعب رئيسي في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار إلى أن المبادرة العظيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي بتقديم 500 مليون دولار لصالح إعادة إعمار قطاع غزة - رغم ظروفها الصعبة - تؤكد أن مصر لن تتوقف عن دعم الشعب الفلسطيني والمساهمة في توفير حياة كريمة له.

وفي مقاله بصحيفة (الأهرام) وتحت عنوان (مبادرة تاريخية لمصر ورئيسها) قال الكاتب الصحفي مرسي عطا الله إن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي بإسهام مصر في إعادة إعمار غزة بـ 500 مليون دولار مبادرة تاريخية تحمل في جوهرها الاستراتيجي والمعنوي ما هو أكبر وأثمن من قيمتها المادية.

وأضاف عطا الله أن مصر كان بمقدورها أن تدين وتستنكر وتبعث برسائل تضامن، ولكن مصر يحكمها رجلا يعرف نبض شعبه وعلى اتصال بضمير أمته استشعر الحاجة الضرورية إلى خطوة غير عادية في مواجهة أزمة غير عادية حتى يمكن إعادة فتح أبواب الأمل في لحظة عاصفة يبدو فيها أن كل الأبواب مغلقة ومسدودة.

وأشار إلى أن الرئيس السيسي لم يكن بحاجة إلى هتاف هنا أو تصفيق هناك وإنما جل تفكيره هو كيف يمكن أن يكون تحركنا هدفه الوحيد هو تحدي المستحيل وكسر أطواق العناد من خلال منظومة عمل دبلوماسية وأمنية تتحرك صوب كافة الاتجاهات ومع الأطراف الدولية والإقليمية لسباق مع الزمن من أجل استعادة الهدوء ليس كهدنة مؤقتة مرحلية وإنما كمدخل للذهاب إلى حل سياسي ينهي أسباب الصراع المتجدد كل عدة سنوات.

أما الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق قال - في مقال بصحيفة (الجمهورية) بعنوان (عظيمة يا مصر) - إن نجاح مصر ورعايتها في الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار المتبادل والمتزامن فى قطاع غزة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى هو إنجاز كبير وتتويج لقوة وقدرة سياسية ودبلوماسية فائقة جعلت من مصر وقيادتها السياسية حديث العالم.. وسط إشادات دولية كبيرة.. ورسائل ثرية من كبار المحللين الذين وقفوا لمصر إجلالا واحتراما.

وأضاف توفيق أن ما حققته مصر من إنجاز سياسي ودبلوماسي خلال الساعات الأخيرة من وقف إطلاق النار فى قطاع غزة هو تاريخ جديد، ومرحلة مختلفة، ولعل اتصال الرئيس الأمريكى جو بايدن بالرئيس عبدالفتاح السيسي يشير إلى إدراك أمريكى للحقائق والثقل والدور والمكانة المصرية.

وأشار إلى أن المعادلة تغيرت بالفعل فى اتجاهات ومسارات عديدة وما كان بالأمس لم يعد يصلح اليوم وغداً وعلى الجميع إعادة حساباتهم، فالمارد المصرى انطلق ولن يعود مرة أخرى للخلف، فهو حاضر ومتوهج وقوى وقادر، كما أن المعادلة اختلفت على صعيد الصراع الفلسطينى الإسرائيلى خاصة فى الوصول إلى العمق الإسرائيلي، وهو ما يتطلب أن تعيد تل أبيب حساباتها جيداً وتعود إلى طاولة المفاوضات، فلدى فلسطين الآن ما تمنحه لإسرائيل وهو الأمن مقابل الأرض والسلام.

وفي عموده (على فين؟) في صحيفة (المصري اليوم) قال الكاتب الصحفي محمد أمين - في مقاله (كلمة السر) - إن كلمة السر وراء نجاح عملية وقف إطلاق النار التي قادتها مصر في الأراضي الفلسطينية هي الثقة التي تتمتع بها مصر لدى جميع أطراف النزاع.

وأضاف أمين أنه لا أحد ينكر جهود مصر من أجل حل القضية الفلسطينية، ولا ما قدمته من شهداء على مدى 70 عامًا، فمصر لم تبخل بأى شيء مادي أو معنوي، وليس غريبًا أن الأطراف جميعها تعرف ذلك وتؤمن به، وتدرك خبرة مصر في القضية الفلسطينية، وكأنها تمسك بعصا سحرية.

وأشار إلى أن مصر لم تنتظر ردود فعل إقليمية أو دولية ولكنها تحركت بسرعة دون أن تنتظر إملاءات أو رجاءات أو استغاثات، والثابت أنها كانت تمارس دورها بشفافية وشرف، في زمنٍ عز فيه الشرف.