الإثنين 1 يوليو 2024

وساطة مصرية تنهى أزمة فلسطين وتحافظ على أمنها القومى.. وخبراء: إنجازات غير عادية

وقف إطلاق النار على غزة

تحقيقات22-5-2021 | 23:57

محمود بطيخ

انطلاقًا من دورها القوي بالمنطقة لعبت القيادة السياسية في مصر، دورًا كبير في حل الأزمة بين فلسطين والاحتلال الإسرائيلي، مما جعلها محل ترحيب من العالم بأسرة خاصة وأن المنظمات الكبرى فشلت في ذلك الدور المنوط بها.


وأكد خبراء إلى أن الدور الذي قامت به مصر كان له جانب آخر وهو الحفاظ على الأمن القومي المصري، وأشار آخرون إلى أن مصر دائمًا ما تنحاز في تلك المواجهات إلى سياسة وقف العنف، وسياسة السلام، انطلاقًا من أن العنف لا يحقق أي أهداف للأطراف المتنازعة.


هل ينهى اتفاق وقف إطلاق النار الأعمال العدائية الإسرائيلية؟
قال الدكتور، أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن وقف إطلاق النار بين الطرفين الفلسطيني، وإسرائيل، كهدنة بين الطرفين، ليس وقفا دائما، مشيرًا إلى أن ذلك الاتفاق لا ينهي الأعمال العدائية بين الجانبين.

 

وأكد أستاذ القانون الدولي في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أنه يجوز إعلان وفق إطلاق النار من جانب واحد، أو بين جميع الأطراف، موضحًا أن هذه اتفاقية بين المتحاربين بوجود وساطة، لمدة محددة، كما أشار إلى أن تلك الاتفاقية يمكن أن تشمل كافة المناطق، أو منطقة بعينها، وليس شرطًا أن تكون بكل المناطق مرة واحدة.

 

وتابع: "هناك فرق بين معاهدات السلام، واتفاقيات وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن وقف إطلاق النار بمثابة هدنة بين الأطراف المتنازعة لوقف الاشتباك المسلح، سواء كان ذلك الاشتباك برًا أو جوًا أو عبر الصواريخ كما كان يحدث مع المقاومة في غزة، مضيفًا أن وقف إطلاق النار، له أكثر من صورة، فإما أن يكون كلاميًا أو مكتوبًا، وقد يتم وضع شروط من جهتي النزاع لإيقاف إطلاق النار، إلا أن وقف إطلاق النار الذي نجحت فيه الجهود المصرية، كانت بدون أي شروط. 

 

وأكد  أستاذ القانون الدولي أن معاهدات السلام أمر مختلف، فهي تمثل نهاية للنزاع بشكل دائم، ضمن شروط يتفق عليها الطرفان، مثل المعاهدة التي أبرمت بين مصر وإسرائيل بعد حرب 6 أكتوبر، أو المعاهدة التي أبرمت بين الأردن وإسرائيل، في 1994.

 

استجابة إسرائيل لوقف إطلاق النار يعزز دور مصر في طريق الوساطة
قال الدكتور مصطفى نجاح، أستاذ القانون الدولي، إن دور الوساطة المصرية في تهدئة الوضع في فلسطين كان دورًا محمودًا، مؤكدًا أنها تعد إنجازات غير عادية للدولة المصرية في تاريخها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، كما أوضح أنها تعد استكمالاً للدور الإنساني من وقف لإطلاق النار على المدنيين من أهالي قطاع غزة.

 

وأكد خلال تصريحاته لـ«دار الهلال»، أن الدور الذي قامت به مصر كان من له جانب آخر وهو الحفاظ على الأمن القومي المصري، موضحًا أن عدم استقرار الوضع في الدول المجاورة لمصر يشجع على الإرهاب، وإقامة الأنفاق، وكذلك ظهور الجماعات الإرهابية المتطرفة.

 

وأوضح أن استجابة إسرائيل لوقف إطلاق النار بدون شروط، يعزز دور مصر في الإجراءات لاستكمال طريق الوساطة بين فلسطين وإسرائيل، مشيرًا إلى أن الموافقة على إطلاق النار يدل على أن إسرائيل حققت الهدف المراد من خلال إطلاق النيران، وضرب أماكن قيادات المقاومة، وأماكن للصواريخ التي كانت تنطلق على الاحتلال، حيث أنهم استهدفوا تلك المناطق حتى لا تتمكن المقاومة من الحاق الضرر بإسرائيل.

 

وأشار إلى أن إطلاق النار المتبادل، أثر على الاقتصاد الإسرائيلي، حيث توقفت حركة الطيران، وكذا حركة العمال، وتأثر النقل البري داخل إسرائيل بتلك الصواريخ، مفيدًا أنه كان من مصلحة إسرائيل وقف إطلاق النار، حتى وإن كان وقفا مبدأيًا وبدون شروط، إلا أن استجابتهم له تعد إنجاز، حيث تعد أكبر غارة أقامتها إسرائيل على غزة.

 

وأضاف أن الجبهة الداخلية لإسرائيل، بدأت في التفكك بسبب فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة، وكذلك تفاجئ إسرائيل بكم الصواريخ التي اطلقت عليها من قبل المقاومة، حيث تم إطلاق ما يقرب من 2600 صاروخ، وما وصل إلى إسرائيل ما يقرب من 1000 صاروخ، مفيدًا أنه عدد كبير جدًا، وما ألحقته تلك الصواريخ من خسار في البنية التحتية في إسرائيل، كان سببًا في موافقتها على وقف إطلاق النار.

 

وأكد أن الوضع الأمني بالمنطقة مرتبط ببعضه البعض، وفلسطين دولة مجاورة لمصر، وأي تذبذب في استقرارها يؤثر على الأمن في مصر، وخاصة أن مصر لديها الكثير من المعضلات في الوقت الحالي مثل الجماعات الإرهابية المتواجدة في سيناء، وفي الدول الحدودية لها كليبيا، وكذلك مشكلة سد النهضة الموجودة في إثيوبيا وكذلك المناوشات المستمرة بين السدوان وإثيوبيا التي يمكن أن تؤثر على الأمن الداخلي لمصر، موضحًا أن استقرار الدول أفضل لأمن مصر في الداخل.

الدور المصري في حل أزمة فلسطين جعل العالم يتنفس الصعداء
قال الدكتور أحمد سيد، خبير العلاقات العامة، إن وقف إطلاق النار عَكَس دور مصر المحوري، في منطقة الشر الأوسط، وكذا في ذلك الصراع الذي استمر لأيام عديدة بين إسرائيل وغزة.


وأكد خلال تصريحاته، أن تلك لم تكن التجربة الأولي لمصر في وقف الصراع بين مصر وإسرائيل، موضحًا أنه في كل مرة كان لمصر الدور البارز في وقف إطلاق النار بين الطرفين.


وأوضح أن مصر توصلت إلى اتفاق بعد 11 يومًا فقط من تبادل إطلاق النار بين الطرفين، مفيدًا أن المواجهات في السابق استرمت لـ 56 يوم، كما أشار إلى أنه في الوقت الذي فشلت، أو عجزت القوى في العالم، كمجلس الأمن، والأمم المتحدة، وغيرهم من وقف إطلاق النار، فقد نجحت القاهرة من إيقاف ذلك الصراع مما جعل الجميع يشيد بجهود مصر في ذلك الجانب.


وأضاف أن مصر دائمًا ما تنحاز في تلك المواجهات إلى سياسة وقف العنف، وسياسة السلام، انطلاقًا من أن العنف لا يحقق أي أهداف للأطراف المتنازعة، مشيرًا إلى أن ذلك الصراع يجب أن يكون فيه حل جزري للقضية لإعادة الحقوق الفلسطينية المشروعة إلى أهلها.


وأوضح أن الدور المصري أعطى لها الترحيب العالمي، الذي جعل العالم يتنفس الصعداء، حيث أن مصر نزعت فتيل أزمة كانت من الممكن أن تؤدي إلى عدم استقرار بالمنطقة كلها، مما يفسر الاهتمام الدولي والترحيب بتلك الوساطة الناجحة لحل تلك الأزمة.