انتشرت صورة "الطفل النائم" عبر موقع التواصل الاجتماعي، بمجرد أن نشرها الأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا وأبو قرقارص، لطفل صغير ينام على كرسي مرتديا "تونيه الشمامسة"، يبدو منهكا وغالبه النوم دون أن يشعر.

الطفل لم يتجاوز الـ 5 سنوات، استيقظ مبكرا، وسارع لإفاقة والدته ليصحبها إلى القداس الصباحي، وأحضر "تونية الشمامسة" البيضاء وارتداها على عجل ليلتقي رفاقه الصغار كعادتهم كل أسبوع.. وبصوته الطفولي العزب يرتل ويردد ألحان كنسية ويشارك في تعلم قراءة أسفار إنجيلية داخل مدارس الأحد التي تبدأ بعد القداس الصباحي، وسرعان ما تنتهي ليعلو نشاذ صوته أثناء لعبه في فناء الكنيسة مع أقرانه حتى يهزمه النوم على مقاعد المصلين.

صورة استوقفت الأنبا مكاريوس، قال عنها: "يأت الأطفال إلى الكنيسة، حتى لو ناموا هناك، ولو لعبوا ولو أكلوا، ولو جاءوا متأخرين، ولو تكلموا صنعوا الضوضاء، يكفى أنهم اختار الكنيسة ولم يذهبوا لمكان آخر، نفضوا النوم وجاءوا، تركوا اللعب وجاءوا، فاليوم يلعبون ويمرحون وغدا يصلون ويرنمون وبعد غد يخدمون ومن بعده يقودون الكنيسة، فمن منا لم يفعل مثلهم وهو صغير.. لا تعنفوا طفلا ولا تطردوه مهما فعل لئلا تكرسوا رفضه للكنيسة، ترفقوا بهم ولاطفوهم وعلموهم بأناة وريث وحكمة، ابتسموا لهم اعطوهم الهدايا، احتضنوهم بحنو، شجعوهم وأشعروهم بأننا نفوح بوجودهم، اليوم يرتبطون وجدانيا بالكنيسة وغدا روحيا.. الطفل هو أغلى ما نملكه، لقد بارك المسيح الأطفال واحتضنهم وأقامهم في الوسط أنام الكل ليعلن أن الاهتمام الأكبر ينبغي أن يكون لهم".